بري: جزء كبير من احداث سوريا هدفة صرف الانتباه عن الاتسحاب الاميركي من العراق

بري: الحل ليس باستقالة الحكومة والحرص على لبنان يكون بالتفاهم والحوار
رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "جزءا كبيرا من الاحداث التي تجري في سوريا هدفه توجيه الانتباه عن الانسحاب الاميركي من العراق"، مشيرا الى ان "هذا الامر يتطلب ان لا نحول بلدنا خاصرة موجعة لسوريا وللمنطقة لان لبنان سيكون الاكثر توجعا من ذلك".
بري، وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر العام البلدي الوطني الأول لحركة "أمل"، وإذ أعرب عن تفهمه "ان يكون لكل منا مشاعره تجاه ما يجري على مساحة الوطن العربي وكيف على مساحة سوريا"، رأى ان ذلك "لا يبرر لاحد ان يضع نفسه في مكان السوريين والا فكيف يحق لطرف من الاطراف اتهام الاخرين باخذ لبنان الى الحرب؟".
ولفت الى انه كان اول من عبّر عن مخاوفه من ان تؤدي الاوضاع في سوريا الشرارة لاشعال المنطقة، مشيرا الى انه "لا يقصد تخويف اللبنانيين ولكنه لا يريد لاحد ان يصدق بان التضحية باي نظام سياسي هو انتقام مشروع او لن يؤدي الى شيء، بل على الجميع ان يدرك ان لبنان هو مرآة المنطقة التي تعكس صورته"، مطالبا الجميع باعادة النظر بدورهم تجاه لبنان ودوره بالمنطقة، مشددا على ان "الحل ليس باستقالة الحكومة بل بايجاد حل والحرص على لبنان يكون بالتفاهم وباستمرار بالبحث عن حل"، متمنيا "على الجميع الانتباه ان دقة المرحلة تقضي ان نحفظ لبنان وهذا الشرق وان ننتبه الى ان الخطر الذي يهدد وطننا هو من الجنوب أي من اسرائيل".
وتمنى على الجميع "ان يدركوا ان المسؤولية الاساسية ستبقى دعم الشعب الفلسطيني"، معتبرا "ان اي بوصلة لا تشير الى القدس والى فلسطيني هي بوصلة مشبوهة".
وسأل "اين اصبحت عضوية فلسطين الكاملة بالامم المتحدة؟ واليست هذه من الديمقراطية؟".
وجدد بري التأكيد ان استقرار الوطن هو مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الحكومة دون معارضتها، مشيرا الى ان احدا لا يمكن له ان يرفع عن نفسه المسؤولية تجاه الازمات التي نعاني منها ولا يمكن لاحد في ظل الاوضاع الاقليمية ان يدفن رأسه في الرمل او ان يرتب الاولويات وفق مصالحه.
وشدد على ان "التجارب اثبتت ان لا احد يستطيع ان يملك حق الفيتو على القرارات الوطنية"، لافتا الى ان "التفاهمات تحتاج الى جلوس على طاولة حوار برعاية رئيس الجمهورية للوصول الى اجماع حول ما نختلف عليه وما نتفق عليه".
ووجّه بري الشكر لقوات "اليونيفيل" على مساعدتها لمختلف البلديات في منطقة عملهم مؤكدا ان "رعايتنا لهذا المؤتمر هو تعبير عن دعمنا وعلى هذا المؤتمر ان يفتح الباب من اجل التاكيد ان اكبر قوى تمثيلية منتخبة تدعم انجاز قانون اللامركزية الذي لا يزال يعك في الطريق بين مجلس النواب والحكومة وكل ما اقتربت اللجان النيابية من انجازه تعود الحكومات الى سحبه حتى اصبح اشبه بسيارة قديمة لم يعد ينفع معها لا الحدادة ولا البويا ولا تغيير المكابح".
ولفت الى انه "قبل اتفاق الطائف دعيت الحزبين الى عدم الترشح الى الانتخابات البلدية في خطاب لافساح المجال لابراز قوة المجتمع المدني خارج العصبية الحزبية وهذا الامر تكرر في الانتخابات الثانية"، مشيرا الى ان "هذا الامر لم يحل المشكلة بسبب غياب ثقافة المواطنية"، مشددا على ان المطلوب كتاب موحد للتربية المدنية ويركز على التربية والديمقراطية كنهج حياة وليس كعملية تتم كل سنوات.
ودعا الى يوم يكون شعاره "نعم لاقرار قانون اللامركزية الادارية وقانون انتخاب عصري والتأسيس للقاءات تشاورية وتدريبية للمختارين لادخال التكنولوجيا الى عملهم".
ورأى انه لا بد من التأكيد على ان اللامركزية هي المدخل لاعادة ثقة المواطن بالدولة، مطالبا بتحرير البلديات من الصندوق البلدي المستقل عبر ادخال حصة كل بلدية في الموازنة العامة بحيث تكون قادرة على التعرف عليها بطريقة واضحة وقادرة على الحصول عليها بطريقة منتظمة.
وتساءل "هل نريد تنظيما اداريا للدولة واصلاحا وانماءً متوازنا كما نص الدستور؟"، معتبرا ان "المدخل بكل بساطة هو اللامركزية الادارية ونحن بانتظار مقررات هذا المؤتمر واعدكم بالانحياز لهذه المقررات".

السابق
حرب الأضرحة
التالي
طنطاوي يلتقي البرادعي وعمرو موسي في محاولة لاحتواء الأزمة