احمد قبلان: لا لتمويل المحكمة ومنطق التحدي لا يخدم المصلحة الوطنية

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وأبرز ما جاء فيها:".. منذ نشأة البشرية والصراع بين الحق والباطل قائم، لا بل في تزايد مستمر، وأنصار الحق دائما يحاولون بما يمتلكونه من إمكانيات، أن يدافعوا عن الحق ويناصروه رغم الأكلاف والأثمان التي قد تترتب على ذلك. فوفق هذا الواقع، ومن مبدأ أننا مع الإمام الحسين، نقول بأننا سنبقى إلى جانب الحق، وسنبقى جاهزين ومتأهبين للدفاع عنه ومؤازرين له، كما كان موقف الإمام الحسين، وكما تعلمنا من أهل البيت، ومن نهجهم السوي والقويم في مسيرة كن مع الحق ولا تبالي، كن مع الحق ولا تخشى لوم اللائمين، ولا حقد الحاقدين، طبقا لهذه القاعدة وتماشيا مع المبادئ الحسينية، نحن في لبنان سنناصر الحق وسندافع عنه مهما بلغت التضحيات".

ودعا اللبنانيين جميعا وخصوصا القيادات السياسية إلى التمسك بالحق والانحياز إلى كل أمر فيه صدق وفيه خدمة للناس وفيه إنقاذا لهم ولبلدهم. فالأمور تكاد تتفلت من عقالها، في ظل هذا الإرباك السياسي والارتباك في المواقف، حيث كل فريق بات يغني ليلاه، هذا النهج السياسي الغريب العجيب لا يحمي لبنان ولا يحصنه ولا يحول دون جعل اللبنانيين مرة أخرى ضحايا التحولات والتغيرات التي تشهدها المنطقة، فلبنان وعلى مدى سنوات عديدة مر بمراحل صعبة وأزمات خطيرة، ودفع أبناؤه ولا يزالون، الأثمان غالية جراء انقسامهم وعدم تماسكهم وعدم توافقهم وعدم تفاهمهم.

وحذر من مغبة التمادي في الصراع السياسي الذي كلفنا غاليا، وقد يدفعنا في حال استمراره بهذه الوتائر من الذهنيات والاصطفافات الحادة إلى الوقوع في ما هو أخطر وأكبر من أن يتحمله أي فريق لبناني.

وكرر الدعوة إلى الجميع قائلا لهم: تجنبوا لعبة الموت بحق بلدكم وشعبكم أيها السياسيون، ولا تمارسوا السياسة "النيرونية"، البلد في خطر، ومنطق التحدي لا يخدم المصلحة الوطنية ولا تجعلوا من قضية المحكمة الدولية محطة مصيرية، فمصير بلد ومستقبل شعب لا تحدده محكمة أنشئت بالتزوير والتهريب، وتفبركت بناء على رغبات من يريد الإيقاع بهذا البلد والانتقام لإسرائيل، فلكل من يريد تمويل المحكمة إرضاء لأميركا ولإسرائيل ولمن يدور في فلك التآمر على هذا البلد وعلى مقاومته ويعمل في السر والعلانية على إسقاط سوريا كدولة خدمة للأهداف الصهيونية، نقول: لا لتمويل المحكمة، نعم لصرف الأموال على الفقراء الذين لا يقدرون على دفع ثمن صفيحة المازوت، نعم لصرف الأموال على التنمية وعلى المشاريع المجدية، نعم لصرف الأموال للعمال ورفع الحد الأدنى للأجور، كفى استهتارا بحقوق الناس، كفى انحيازا للباطل وزبانيته، كفى تسكعا على أبواب الذل العربية والدولية، نعم نحن مع الأشقاء العرب ومع المقررات العربية إذا كانت هذه المقررات في خدمة القضايا العربية ومع المقررات الدولية إذا كانت هذه المقررات محقة وتخدم السلم العالمي، ولكن نحن لسنا مع أي قرار لا يكون محقا وعادلا، عربيا كان أم دوليا، نحن مع سوريا وضد أي عدوان عليها وعلى القادة العرب أن يفهموا ولو مرة واحدة أنهم مأكولون يوم أكل الثور الأبيض، فلينتبهوا مما قد تقترفه أيديهم وليحذروا كي تأتي حسابات الحقل متطابقة مع حسابات البيدر.  

السابق
استعاد النهج التغييري لدى الصدر
التالي
تلوث مياه الشفة في بلدة الكفير