زيادة ألفين على المازوت 30400 ليرة… والدعم الحكومي غائب

للأسبوع الخامس على التوالي، يتواصل ارتفاع سعر مبيع صفيحتي المازوت والكاز، مقابل تراجع سعر صفيحة البنزين للأسبوع الثاني، وعلى الرغم من أن هذا الفارق بين المادتين يحدث سنويا، نتيجة ارتفاع الطلب العالمي على مادة المازوت، بعد انتهاء فصل الصيف، إلا أن الحكومة وكالعادة، لم تستدرك الأمر، لتخفف من انعكاسات ارتفاع سعر صفيحة المازوت، خصوصا في المناطق الجبلية، حيث يحتاج المواطنون إلى هذه المادة للتدفئة، كما يتأثر القطاع الزراعي بدوره بالكلفة العالمية لمادة المازوت لاستعمالها في تشغيل الآلات والمعدّات الزراعية.

أما على صعيد المطاحن، فأوضح رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمطاحن نقيب تجار مال القبان أرسلان سنو لـنا أن النقابة بعد إلغاء الدعم الحكومي على الطحين، قدمت دراسة جديدة إلى مديرية الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد تلحظ الكلفة الجديدة لطن الطحين، ونحن بانتظار البحث مجددا في الموضوع، بناء على أسعار اليوم، حيث من غير الممكن الحفاظ على الأسعار في ظل عدم استقرار أسعار المواد الأولية في صناعة الطحين، ومنها مادة المازوت. علما أن سعر طن القمح حاليا يحوم حول 270 دولارا للطن.
 الارتفاع يطال السلع كافة

وفيما أشار سنو إلى وجود مخزون كاف من القمح في الاهراءات، رأى الأمين العام لاتحاد أصحاب الأفران أنيس بشارة أن المسألة لا تقف عند ارتفاع سعر مادة المازوت فحسب، بل ان الارتفاع يطال السلع كافة، فيما أصحاب الأفران ملتزمون بالسعر المحدد لربطة الخبز من قبل الدولة (ألف غرام بـ1500 ليرة).
وطالب بشارة الحكومة ووزارة الاقتصاد والتجارة أمام عدم ثبات سعر المازوت والسكر، بإعادة دعم الطحين، أو تثبيت سعر الصفيحة أو تحرير الأسعار، أو الموافقة على وضع ربطتي خبز في كيس النايلون الواحد من دون إلزام الموطن بذلك، إذ عبر اعتماد هذه الصيغة، يمكن للفرن أن يوفر في كل شوال (120 ربطة) حوالى 4500 ليرة لبنانية، وتاليا فإن اعتماد هذا الحل يمتص من ارتفاع أسعار كلفة المواد الأولية، ويصب في مصلحة المواطن والوزارة. وبعدما لفت إلى أن سعر طن الطحين زاد في الشهور الثلاثة الأخيرة حوالى 10 آلاف ليرة، أبدى بشارة قلق أصحاب المطاحن من موضوع زيادة الأجور، إذ من أين سيدفعون الزيادات في ظل السعر المحدد لربطة الخبز؟
في موازة ذلك، كان لرئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام تعليقا على ملف دعم الحكومة للبنزين، معتبرا «أن دعم مادة البنزين قضية موضوعية، إلا أن القضية التي تفوقها أهمية هي مادة المازوت»، مذكّرا بأن مطالبة الجمعية المتكررة بدعم المازوت «تهدف إلى إفادة مجمل الشعب اللبناني عبر التخفيف من حدة الأكلاف المتزايدة التي تثقل كاهله في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد». وعدد «المترتبات المجتمعية التي ستنتج من السعر المتصاعد لمادة المازوت على الخبز المنتج في الأفران، وعلى كلف نقل المنتجات الغذائية والنقل المدرسي، مرورا بالمواطنين القاطنين في الجبال وهم يتهيأون لتأمين التدفئة في فصل الشتاء».

وأوضح افرام «أن دعم المازوت يؤثر مباشرة على كلفة الإنتاج الصناعي، وتاليا على القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، وعلى سياسات التصدير التي تعترض مسيرتها معوقات عدة، ولا سيما هذه السنة».
من جهته، جدد رئيس نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان سامي البراكس تحذيره من تفاقم انتشار بيع صفيحة المازوت في السوق السوداء، نتيجة ارتفاع الطلب عليها في المناطق في موسمي الخريف والشتاء. وطالب الحكومة ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل بإعادة الدعم على سعر الصفيحة كما كان متبعا في مثل هذه الأوقات في السنوات السابقة، مشيرا إلى أن دعم الصفيحة بثلاثة آلاف ليرة، يحدّ من المشكلة التي من الممكن أن تنتج من مواصلة ارتفاع الأسعار، حيث من المنتظر أن يتواصل ارتفاع صفيحة المازوت في الأسبوع المقبل مجددا. واعتبر أن المطلوب إلغاء الضريبة على القيمة المضافة TVA على مادة المازوت، ووضع آلية شفافة لعملية إيصال المادة بكميات كافية إلى المحطّات، خصوصا في المناطق الجبلية، حيث تستخدم للتدفئة.

السابق
حماية النساء من العنف الأسري
التالي
مسرحية المحطة دعماًً لذوي الاحتياجات في مغدوشة