ابو مازن التقى المشير طنطاوي واستقبل وزير الخارجية المصري

عقد الرئيس محمود عباس، قبل ظهر امس، جلسة مباحثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والقائد العام في مصر المشير محمد حسين طنطاوي، بحضور عدد من أعضاء المجلس العسكري. وسيعقد الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل صباح اليوم الخميس في القاهرة اجتماعا مهما من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة. فيما «شكك» مسؤول في الاتحاد الاوروبي في ان يحرز الاجتماع تقدما ملموسا باتجاه تشكيل حكومة وحدة. وتركز البحث بين الرئيس عباس والمشير طنطاوي، في الجلسة التي عقدت بمقر وزارة الدفاع في القاهرة، على مجمل التطورات في الأرض الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال بالاستيطان والتصعيد، والاتصالات التي تجريها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة بما يخص عملية السلام. كما تطرق اللقاء إلى الجهود المبذولة لإنجاز اتفاق المصالحة وتطبيقه برعاية مصرية، حيث قدم الرئيس الشكر لمصر على جهودها المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني ومناصرته ودعم حقوقه الثابتة، وعلى مساعيها الجادة لطي صفحة الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية. واستقبل الرئيس عباس، مساء امس، في مقر إقامته بقصر الأندلس في القاهرة، وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والوفد المرافق له. وتناول اللقاء عددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين فلسطين ومصر، والجهود المبذولة لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والاتصالات التي تجريها اللجنة الرباعية الدولية، والولايات المتحدة، وغيرها من الأطراف بشأن عملية السلام. ووضع الرئيس المسؤول المصري في آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وبخاصة في ظل استمرار الاستيطان وتهرب إسرائيل من الاستحقاقات المترتبة عليها في خطة خارطة الطريق، مشيدا في الوقت ذاته بالجهد المصري الداعم للحقوق الفلسطينية الثابتة. واعلن مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد امس ان الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيعقدان صباح اليوم الخميس في القاهرة اجتماعا مهما من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة. وقال الاحمد لوكالة فرانس برس «اننا ننظر بايجابية للقاء الذي سيعقد برعاية الاشقاء في مصر ونأمل ان يحقق اللقاء تقدما في اتجاه انهاء الانقسام وتحقيق وحدة شعبنا الفلسطيني». واضاف ان الرئيس عباس الذي وصل الى القاهرة الثلاثاء والتقى القيادة المصرية «يأمل ان يبذل كل جهد ممكن من اجل التوصل الى اتفاق فلسطيني شامل والاتفاق على رؤيا سياسية مشتركة لكل فصائل الشعب الفلسطيني خاصة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به القضية الفلسطينية». واوضح الاحمد ان خالد مشعل «وصل هذه الليلة (الماضية) الى القاهرة على رأس وفد قيادي من حركة حماس من اجل اللقاء مع الرئيس عباس ووفد حركة فتح». من جانبه اكد الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم وصول مشعل على رأس وفد قيادي كبير يضم نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق واعضاء قيادة الحركة عزت الرشق وخليل الحية ونزار عوض الله ومحمد نصر وصالح العاروري. واوضح انه لدى وصول الوفد «توجهوا فورا الى مقر المخابرات المصرية للقاء رئيس المخابرات مراد موافي». وشدد برهوم على ان حركة حماس «تأمل ان يكون يوم (الخميس) يوما تاريخيا تطوى فيه صفحة الانقسام ويتوج اللقاء باتفاق مصالحة شامل». وقال ان «هدف اللقاء مع الوزير موافي هو بحث ترتيبات اللقاء بين الاخوين مشعل وعباس ووضع الترتيبات لهذا اللقاء». ورأى ان الامور «تسير بشكل جيد وايجابي وان الاجواء مطمئنة بين الحركتين لانجاز المصالحة برعاية مصرية».

من جهته، اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق مساء امس ان لقاء الرئيس عباس ومشعل «محطة مهمة جدا نسعى من خلالها لفتح صفحة جديدة وامل جديد لشعبنا الفلسطيني». وقال ابو مرزوق لوكالة فرانس برس لدى وصوله الى القاهرة ووفد حركة حماس بقيادة مشعل «نحن نسعى الى تجاوز العقبات لتحقيق ما يصبو اليه شعبنا من تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام». واعرب مسؤول في الاتحاد الاوروبي امس عن شكوكه في ان تحرز المحادثات التي ستجري اليوم بين الرئيس عباس وخالد مشعل، تقدما ملموسا باتجاه تشكيل حكومة وحدة. وقلل جون غات-راتر ممثل الاتحاد الاوروبي في الاراضي الفلسطينية بالانابة، من توقعات التوصل الى انفراج يتعلق بتطبيق اتفاق الوحدة. وقال «توقعاتي منخفضة للغاية، والاحتمال قليل جدا بأن تؤدي (المحادثات) الى اي اتفاق بشأن حكومة جديدة». وقال جون غات-راتر «لا اتوقع حدوث الكثير من التقدم الان»، مشيرا الى ان حركتي فتح وحماس «متباعدتان جدا» بشأن المسائل الثلاث الرئيسية الخاصة بتشكيل الحكومة والاتفاق على موعد الانتخابات واعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية. واضاف «بالنسبة لهذه المسائل الرئيسية الثلاث، فان موقف الجانبين مختلف تماما»، معربا عن تشكيكه في ان يكون الجانبان مستعدين الان للتغلب على هذه الخلافات. وقال «المهم هو ان هذا اللقاء سيحصل»، مشيرا الى ان التقدم لن يتم سوى عبر مزيد من المحادثات السرية بين الجانبين مثل تلك التي مهدت لعقد لقاء اليوم الخميس.

واعرب عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق عن اسفه للموقف الاميركي السلبي من لقاء الرئيس عباس ومشعل.
وقال الرشق «للاسف، الموقف الاميركي وبعض المواقف الاوروبية سلبية من لقاء الاخوين مشعل وعباس الذي سيعقد اليوم الخميس في القاهره». ورأى ان «هذه الموقف مردها الى انهم يريدون استمرار الانقسام الفلسطيني كي يواصلوا محاولة فرض املاءات على الشعب الفلسطيني ضد وحدة شعبنا». لكنه شدد على «اننا نريد الوحدة وانهاء الانقسام لنكون قادرين على انتزاع حقوقنا».
واشار الى ان مجرد لقاء عباس ومشعل هو «دليل على ارادة مشتركة من الجانبين وجدية عالية منهما لانجاز المصالحة وترجمة اللقاء الى مصالحة حقيقية فيما اتفق عليه في أيار الماضي».

واوضح ان لقاء اليوم «سيتضمن اجتماعين الاول فقط بين مشعل وعباس لمدة ساعتين تقريبا ولقاء موسع يضم بالاضافة لمشعل وعباس وفدي الحركتين». واضاف انه «سيتم بحث ملفات مهمة خاصة الملف السياسي ومحاولة التفاهم على برنامج سياسي متفق عليه وفق الخيارات الممكنة لشعبنا الفلسطيني». واعرب عن امله في الوصول الى «نتائج ايجابية في كل الملفات المطروحة».
وقال ايضا ان «الاطراف الثلاثة المشاركة في المصالحة فتح وحماس والاشقاء المصريين حرصوا على الاعداد والتحضير بشكل جيد للقاء لضمان الوصول الى نتائج ايجابية».
واوضح ان «الملف الآخر الذي سيناقش هو المصالحة ويتفرع عنها الاتفاق على الحكومة الفلسطينية المقبلة وتشكيلتها وكل تفاصيلها» بالاضافة الى «موضوع الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة ومنها المجلس الوطني وترتيبات هذه الانتخابات وانهاء ملف الاعتقال السياسي وانهاء اثار الانقسام الاجتماعي بحيث يلمس المواطن النتائج الحقيقية للمصالحة الفلسطينية».
واضاف ان «الملف الثالث فهو منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة ضرورة تفعيل الاطار القيادي للمنظمة الذي اتفق عليه عام 2005». واشار الى انه «سبق اللقاء حوار معمق جدا مع حركة فتح حول الاتسراتيجية الفلسطينية للمستقبل وفق برنامج وطني شامل متوافق عليه بيننا».
واكد ان «الملف السياسي هو الاهم بالنسبة لنا خاصة بعد انسداد افق التسوية مع حكومة اسرائيل المتعنته والمتغطرسة واستمرارها وتصعيدها للاستيطان».

السابق
إحراق 3 سيارات واستنفار أمني لاعتقال الفاعلين في صيدا
التالي
موسى: لحوار وطني يشمل جميع الافرقاء