إستقلال النبطية اقتصر هذه السنة على الاطفال فقط

لم يمرّ عيد الاستقلال من مدينة النبطية، التي كانت حتى الامس القريب تتذكره بإكليل من الزهر تضعه على ضريح رجل الإستقلال محمد بك أل الفضل. لكنه هذه السنة ضلّ طريقه عنها ربما لإعتبارات ما قد تكون حزبية وربما دينية على مشارف عاشوراء، أو ربما تنظيمة

سؤال واحد يجول على الذاكرة أين هو الإستقلال وعن أي إستقلال نتحدث او نحتفل؟
يقول علي: "أتسائل أين هو الإستقلال الذي نحتفل به"، في وسط هذا عالم يتأرجح بين التبعية والإنقسامات التي مزقت الوطن، وقسمته إلى أقسام متنافرة. أضف الى أننا لا نعرف شيئا عن الإستقلال سوى ما قرأناه في كتاب التاريخ".
يبدو أن دف الاستقلال "إنفخت" و"زربت" منه كل قيمه ومبادئه وحريته، ولم يسجل أي حضور لذلك على لوحة إستقلال اليوم إذ كما يقول أبو عباس: "أي إستقلال نحيه اليوم أهو إستقلال الـ 82 أو إستقلال 43 وربما إستقلال الـ2000 يبدو أن الاستقلال تلقى ضربة قاضية زعزعت حضروه، ولكن الحقيقة الواضحة ضمن صورة النبطية أن الاستقلال غاب ومعه غاب إكليل الورد الذي كل عام كان يتم وضعه من فعاليات المدينة على ضريح النائب السابق محمد بك أل الفضل الذي يظهر توقيعه على علم الإستقلال.

والى الاستقلال الغائب الحاضر عن مدينة الإستقلال، دخل أطفال لم يبلغوا العاشرة من عمرهم الى دائرة البحث عن الحرية المطلقة التي رسمها إستقلال الـ1943 لهم، قامت الجمعية الخيرية في حي السراي، أقدم أحياء النبطية الى استقدام أكثر من 50 طفل باحثين عن إستقلال لم يعيشوه، ولكن اقله سمعوا به وربما لم يفهموه، محاول لطرد كل أشكال التزييف بطبق طفولي ناصع النوايا، لا تشوبه إعتبارات حزبية، ولا عرض لعضلات إستقلالية تجير الإستقلال لصالحة فئة دون اخرى.

تقول رئيسة التجمع ضحى صباغ أننا اليوم أردنا أن نسلط الضوء على مبدأ المواطنية، لأنه "عيد الاستقلال ليس كيف تحرر الوطن، بل كيف نكون مواطنين، من هنا إنطلقنا من شعار "بكرا إلنا…وكمان اليوم"، لأنه يفترض أن "نبدأ من اليوم العمل على انفسنا".
في قاعة الجمعية حضر الإستقلال، عبر أغنية "الحرية" التي كتبها شباب التجمع لهذه المناسبة، وأيضاً " تمكن الاطفال من أن يعيشوا طيف الإستقلال عبر مسرحية ممنهجة ذات أفكار هادفة، لأننا كما تشير صباغ " نريد أن نشجع مبادئ التعاون والحرية، وحده الإنسان الحر هو الذي يبدع ويبتكر الحرية المنظمة وليس الفوضى".
وفي الختام عبّر الأطفال الخمسون عن عيد الإستقلال برفع العلم وانشاد النشيد الوطني.
  

السابق
القاء قنبلة صوتية منتصف الليل في عين الحلوة
التالي
الانذال