تفجيرا صور وجرائم القتل المتسلسلة: التوقيت والنتائج ضد الاستقرار الأمني

 ترصد الجهات الرسمية اللبنانية، السياسية والأمنية، على حد سواء، بعناية كبيرة الأحداث الامنية التي شهدها لبنان، في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد جلاء هوية مرتكبي جرائم القتل المتنقلة في منطقة المتن، وصولا الى تقدم التحقيقات في حادثتي التفجيرين في مدينة صور.
ولا تخلو عملية الرصد من هواجس حقيقية تستند الى الواقع الذي تعيشه المنطقة وانعكاساته المحتملة على لبنان، الأمر الذي دفع احد المعنيين البارزين الى «وضع هذه الأحداث من حيث التوقيت والنتائج في خانة المسلسل الارهابي الهادف الى أحد أمرين أولاً، اظهار الوضع الامني في لبنان غير مستقر، وثانياً تعميم الحوادث الامنية المتنقلة بما يشيع صورة من الشك حول جهوزية القوى الامنية وقدرتها على الإمساك بالوضع على مساحة الوطن.
ويبدي مصدر رسمي خشيته «من احتمال وجود جهات منظمة تقف وراء هذه العمليات الارهابية، خصوصا انها تزامنت مع بث تقارير مفبركة تتحدث عن عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الى لبنان، مما يدفع لوضع هذا المشروع التخريبي في إطار من شقّين: الأول، تنفيذي يستهدف ترويع المواطنين وإخافتهم لإفقادهم الثقة بالاستقرار. الثاني، إعلامي ـ دعائي من خلال تصوير لبنان بلدا غير آمن».
يضيف المصدر «في الفترة الاخيرة، لوحظ ارتفاع نسبة الجرائم الغامضة، والتي تحمل في طياتها هدفا وحيدا وهو إيصال رسائل في اتجاهات عدة، داخلية وخارجية، اذ ان مسلسل القتل الذي طاول احد عشر مواطنا معظمهم من لون طائفي معين لا يمكن إبعاده عن فرضية محاولة تعميم جو من الذعر في منطقة محددة وطائفة بعينها تماهيا مع ما يحصل في دول شقيقة قريبة او بعيدة، كما أن تفجيري صور يمكن قراءتهما بأنهما عبارة عن رسالة موجهة الى قوات «اليونيفيل»، وبأن المنفذين ذوو خلفية إسلامية لأنها استهدفت أماكن تقدم وتبيع الخمور، وبالتالي الإيحاء بأن «حزب الله» ليس بعيدا عنها، ويكفي الاستشهاد بما اعلنه الوزير حسين الحاج حسن بعد التفجيرين حين وصفهما «بالعمل الارهابي التخريبي». كما يمكن قراءتهما كاستهداف سياسي لمنطقة جنوب الليطاني وللقوى السياسية النافذة بهدف التحريض عليها وتقديمها وكأنها عاجزة عن تأمين الأمن لجمهورها.
ويرى المصدر «ان الخطير في الامر، هو احتمال ربط الاحداث الأمنية بأجندات خارجية، اذ إنه بعد أقل من 24 ساعة على تفجيري صور تتم المطالبة بما يشبه تغيير قواعد الاشتباك في منطقة جنوب الليطاني، وهذا تزامن مشبوه يذكّر اللبنانيين بما كان يحصل عشية كل قرار دولي وتقرير دوري يتصل بـ«اليونيفيل» لا سيما حول متابعة تنفيذ القرار 1701 وحتى القرار 1559، اذ كان يعمد الى افتعال احداث في الجنوب سواء بين «اليونيفيل» والأهالي او من خلال التفجيرات المشبوهة او عبر اطلاق الصواريخ واكتشاف العبوات الناسفة».
ويقول المصدر «ان الأمر يدعو الى طرح جملة من الاسئلة، عما اذا كان توقيت تفجيري صور يأتي في السياق ذاته وبالتزامن مع تقارير مشبوهة باستهداف شخصيات وبعثات دبلوماسية؟ وهل المطلوب إظهار البلد غير آمن؟ ولمصلحة من؟ في الوقت الذي يعتبر لبنان البلد الاكثر أمانا في منطقة تشهد تغيرات واضطرابات متلاحقة، يسعى العقلاء لتجنيب الوطن والمواطن تداعياتها ومخاطرها وأهوالها».
 

السابق
رئيس المحكمة الخاصة بلبنان غداً في بيروت
التالي
فـي تكريـم جـرحـى «مـارون الـراس»: لمراعـاة وضعنـا الصحـي وكلفـة العـلاج