حاصبيا تتدفأ على جفت الزيتون

توصل أهالي منطقة حاصبيا والعرقوب إلى حلٍ «محلي» لأزمة التدفئة. أخيراً، ارتفع سعر الحطب والمازوت إلى حد لا يمكن سكان منطقة نائية توفيره. لا فرص عمل في العرقوب ولا من يعملون، وسعر طن الحطب صار يوازي سعر «برميل المازوت» تقريباً. والتدفئة في المنطقة الجبلية المرتفعة عن سطح البحر، من الحاجات الرئيسة، لكون المنطقة تبقى خلال فصلي الشتاء والربيع تحت تأثير تدني درجات الحرارة. هكذا، أعاد أهالي المنطقة دور «جفت الزيتون» في التدفئة.

غالب محمود من بلدة حاصبيا، يشترط على صاحب المعصرة، التي يعصر فيها زيتونه، أن يأخذ ثلثي «الجفت» من زيتونه، مصنّعاً كإسطوانات مضغوطة، ليجمعها في أقفاص بلاستيكية: «طن الجفت يساوي 3 أطنان حطب، وبالسنة بدي شي 7 طن حطب، هيك بيصير بدي 3 ونص طن حطب». معادلة مقبولة قروياً. بدوره، يملأ أبو محمد ابو درهمين، من بلدة الهبارية، مع عائلته «الجفت»، بعد خلطه مع مادة المازوت بأكياس صغيرة من الورق، ليستعملها كمساعد للحطب في التدفئة. لديه معادلته هو الآخر: «300 كيلو جفت بيساعدو 2 طن حطب، وبيطلعونا الشتا، والا بالعادة بنستهلك 4 و5 طن حطب وحق الطن 300 الف ليرة». حال أحمد صالحة لا تختلف عن غيره. يجمع من الجفت نحو نصف طن، بعدما فقد الامل في توفير الحطب لارتفاع سعره، ناهيك عن ندرته. لهذه الأسباب، يخلط الجفت مع «نشارة» الخشب والمازوت، ويملأه في اكياس ورق، بأحجام تناسب قدرة الموقدة الاستيعابية.

وزاد الاقبال على الجفت من عمل سائقي الشاحنات. فأيمن القادري، صاحب احدى الشاحنات الصغيرة في كفرشوبا، يلبي حاجة الاهالي للجفت لاستعماله في التدفئة، عبر توضيب الجفت ونقله. لا يتذكر انه عاد فارغاً بشاحنته اثناء نقله الزيتون الى اية معصرة من معاصر المنطقة، خلال «موسم الزيتون»: «إما اعود بأقفاص معبئة بالجفت المضغوط، او أملأ الشاحنة بالجفت وأفرغها لصاحب النقلة أمام منزله».
ولفت القادري إلى أن إحدى المعاصر تخبئ الجفت في حفر و«تجبله مع زيبار الزيتون»، وتتركه مكشوفاً طيلة فترة الصيف حتى يجف. هكذا، يصبح مثل الحطب وبعدها تقطعه وتضعه في أكياس صغيرة وتبيع كل 20 قطعة منه بخمسة دولارات أميركية.. ليتدفأ الشعب!  

السابق
اردوغان: ايام الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة معدودة
التالي
تجمع هيئات قطاع الزيتون طالب بدعم الزيتون وحمايته من المنافسة الخارجية وتعويض المزارعين المتضررين