الوطن أولاً

قبل سنوات وجهت لكثير من الاصدقاء، مختلفي الانتماءات الفكرية والطائفية السؤال التالي: ماذا يعني لك عيد الاستقلال؟
للأمانة اقول ان الأجوبة جاءت كأنما اتفق حولها الجميع: لا يعني لي اكثر من يوم عطلة!!
أذكر هذا جيداً ولو انه جرى قبل عشر سنوات تقريباً لذا قررت ان أعيد طرح السؤال ذاته على الاصدقاء أنفسهم قبل ايام.
فوجئت بأن عدداً منهم غادر لبنان واستقر في الخارج إما لدواع مرتبطة بالعمل وإما لأسباب أمنية وإما لأسباب مرتبطة بالقرف واليأس.

لكن الأهم في ما سمعته من أجوبة الذين هم في البلد جاء يدل على مزيج من شعور وطني وبعض من مشاعر قاسية تجاه مفردات كمثل الممانعة والمواجهة والسلاح.
الذين شملهم هذا "الاستفتاء" كانوا قد امضوا فترات شبابهم في احزاب عقائدية مناضلة وبعضهم حمل السلاح دفاعاً عن القضية الفلسطينية وعن مبادئ الحركة الوطنية اللبنانية.
هؤلاء اكتشفوا متأخرين ان سنوات من حياتهم النضالية راحت هباء. اكتشفوا انهم كانوا ألعوبة في أيدي الأنظمة ووقوداً لصراعات طائفية ومذهبية.
حين ستحتفل "الدولة" بعيد الاستقلال سيكون الشعب في مكان آخر. سيكون الجزء الاكبر من اللبنانيين منشغلاً بالبحث عن معنى مختلف للاستقلال، ذلك المعنى القابع في قناعة متجددة. الوطن أولاً أما القضايا الأخرى فلاحقاً.
يتجدد معنى الاستقلال في معظم الدول العربية وقد آن له ان يتجدد في لبنان  

السابق
رعد: لنظام السوري يمنع الحرب لقطع الطريق على التدويل
التالي
هل أنتَ مَنْ تقول على مواقع الانترنت؟