..وخسارة حزب الله أيضاً

المكانة التي تحققت لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله لم يسبق وأن تحققت لأيّ حزب أو أيّ أمين عام. ويمكن القول أنّ شعبية حسن نصر الله والثقة به قد توازت في عديد من المحطات مع ما حظي به الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

وبالمقارنة نفسها، فإنّ خطابات حسن نصر الله بالمناسبات المختلفة، تشابهت جداً مع خطابات عبد الناصر، وذلك لجهة الاهتمام الواسع بها والحرص الشديد على متابعتها. لقد كسب حسن نصر الله ثقة غير مسبوقة في لبنان وعند العرب ودولياً، ووصل الأمر إلى درجة متابعته باهتمام من الإسرائيليين باعتبار صدقية ما يقوله ويعلن عنه. وفي مجمل المحطات التي كانت تستهدف الحزب ونصر الله، كان حجم الالتفاف حولهما كبيراً، والدفاع عنهما على أعلى درجات الاستجابة والبذل. بطبيعة الحال، فقد تحقق كل ذلك لحزب الله ونصر الله بسبب مواقفهما البطولية في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولما تحقق جراء المقاومة الحقيقية التي فرضت انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان، وتحرير الأسرى، وحجم الصمود الذي تحقق في حرب تموز.

لم يكن خافياً على أحد أنّ الاحترام والتقدير الذي حظي به نصر الله لم يكن نفسه للنظامين في طهران ودمشق وذلك رغم التحالف والإسناد الكبير بين الأطراف الثلاثة، ولم تكن مذهبية حزب الله لتؤثّر على حجم الثقة به والشعبية التي نالها، إذ نال احترام وتقدير ثقة السنة العرب خارج لبنان، وغيرهم أيضاً. وقد ظلّ الجميع من هؤلاء يتابعون بحرص وعناية أخبار الحزب ونصر الله، ويحرصون على متابعة قناة المنار من أجل ذلك، واحتلت نشرة الأخبار فيها مكانة لا تقل أبداً عن مكانة القنوات العربية الكبرى. واقع الحال الآن ليس نفسه، فالاهتمام والثقة والاحترام والمصداقية، تراجعت كلها، ولم تعد كما كانت سابقاً، والسبب في ذلك هو الأزمة في سوريا، وموقف حزب الله منها، إذ يقف بكل إمكانياته مع النظام، رغم إدراكه لوجود حركة شعبية في مواجهته.

كان بإمكان حزب الله أن يقف في منطقة الوسط، وأن يكون حمامة سلام بين النظام والشعب، أو أن يكون على الحياد في مسألة سورية داخلية، وغير ذلك الكثير مما يمكن أن يبقيه على ذات المكانة دون أيّ تراجع.

غير أنّه لم يفصل، فقد أثبت أنّ الشعوب تقف دائماً مع الشعوب وليس مع الأنظمة، أو أيّ رمز وطني أو قومي مهما علا شأنه، وهذا ما يجري الآن مع السيد حسن ونريد عكسه تماماً.  

السابق
لهذه الأسباب والظروف… ترجح الآن الضربة العسكرية لإيران!!
التالي
اللواء: أشتون لتنحي الأسد ولافروف يعارض ·· وتنسيق عربي أوروبي لتصعيد العقوبات الأسبوع المقبل