فعاليات حاصبيا–مرجعيون تطالب بإنشاء فروع للجامعة اللبنانية في المنطقة

يواجه طلاب منطقة مرجعيون – حاصبيا العديد من المشاكل والصعوبات لمتابعة التعليم الجامعي نظراً لصعوبة الوصول إلى منطقتي صيدا والنبطية والتكاليف العالية للتنقّل والسكن وبسبب الظروف المناخية التي تعيق المواصلات في فصل الشتاء.
ومن أجل معالجة هذه المشكلة ناشدت فعاليات مرجعيون – حاصبيا المسؤولين المعنيين لفتح فروع للجامعة اللبنانية في منطقة "إبل السقي" قرب مرجعيون. "شؤون جنوبية" استطلعت آراء بعض الفعاليات والأساتذة الجامعيين حول الموضوع وكانت هذه الآراء:

الدكتور فارس يوسف (أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية) قال: يمكن القول أن الاستثمار التربوي بفتح الفروع للجامعة اللبنانية في قضائي مرجعيون وحاصبيا قضية ضرورية. فإلى متى سيبقى العلم والتعليم خاضعين للتوازن الطائفي والمذهبي والآلاف غيري من الذين يعملون في الحقل التربوي لا يستطيعون أن يخضعوا لهذا التقسيم الطائفي والمذهبي دون النظر إلى الشهادات العلمية، هذا من جهة. اما فيما يتعلق بفتح فروع للجامعة اللبنانية منذ أكثر من شهرين كنت قد قدمت تقريراً مفصلاً مرفقاً بإحصاء ودراسة على أرض الواقع بخصوص فتح فروع للجامعة في بلدة إبل السقي إلى معالي الوزير علي حسن خليل والنواب أنور الخليل وأسعد حردان وقاسم هاشم وعلي فياض. وقد تداولت الموضوع مع الجميع وسلمتهم دراسة إحصائية مفصلة أجريناها على أرض الواقع. وحقيقة شعرت يومذاك بالاهتمام الجدي نظراً للطريقة الحضارية والعقلانية في طريقة التعامل وقد أجمعوا أنه يعيش في المنطقة أكثر من 350 ألف نسمة. وأنهم عالم متنوع بالتعددية الطائفية والمذهبية وجلهم يغرفون من ثقافة واحدة، وعادات وتقاليد واحدة، لذلك كان الاهتمام، اهتماماً علمياً ووجدانياً لكنه حتى اليوم لم يتم تحريك المشروع عملياً.


من جهته الأمير طارق شهاب قال: إن الدولة التي لم تخفف من آلام ومعاناة شعبها، بعد طول غياب عنهم، ليست جديرة بالحكم. وأضاف: في هذه المرحلة الطافحة بالحرقة والألم، عاد إلى أذهان الناس في هذه المنطقة ساسة من سبقوهم شاؤوا ذلك أم أبوا، حيث تأكد لهم مجدداً أن الظلم لا زال يلاحقهم عبر العقود وأن ضمائر السمؤولين هي إرث نائم في المخازن على مر السنين. وككل المراحل وآمل أن يترسخ هذا الانطباع في أذهان الأجيال الصاعدة كما أنني آمل أن ينصت المسؤولون لصوت العقل. وهنا أسأل – يضيف شهاب – ألا تستحق هذه المنطقة الذي يزيد عدد سكانها المقيمين عن الربع مليون نسمة في فصل الشتاء، بأن يقام فيها فروع للجامعة اللبنانية. وأضاف: أن عدم فتح الفروع للجامعة يؤثر على الاستقرار ويدفع بالأبناء إلى الهجرة.
فالمنطقة غنية بالنخب منهم فارس الخوري ابن بلدة الكفير رئيس وزارة سوريا، والسفير المؤرخ يوسف شديد والمؤرخ أسعد رحال، والدكتور مايكل دبغي طبيب القلب العالمي وهم أبناء مدينة مرجعيون، والأديب الشعبي الكبير سلام الراسي (أبو علي) والأديبة التي تعملقت آملي نصر الله.
ثم قال: إن دورنا ووجودنا لا يستقيمان إن لم نكن صوتاً واحداً في المطالبة بفتح فروع للجامعة في إبل السقي "تلك نقطة سوداء" إن لم يشاء هذا الصرح وأنه لا مكان بيننا لمن يقفون ضد هذا المشروع مسايرة لمزاج بعض من يدعون شمولية التمثيل للمنطقة. إن فتح الفروع في منطقة متعددة الأطياف طائفياً ومذهبياً يجعلها كانتوناً طائفياً، كلام مردود عليهم. واستطرد قائلاً بأن أبناء المنطقة بأكثريتهم عبروا عن معاناتهم وحاجاتهم لفتح هذه الفروع وقد تناولته بعض الشخصيات التربوية المرموقة التي تتصل أراؤها وأفكارها بقضايا وهموم الناس مع نواب المنطقة.
أما الأستاذ الثانوي حاتم بنوت ابن بلدة شبعا قال: إن فتح فروع للجامعة هي بمثابة مراكز تنمية حيث تضم مجموعات من الطلاب من كلّ الطوائف والمذاهب، وهذا من أهم آليات الحوار والتواصل وقبول الآخر، وكذلك يعمل على وقف الهجرة من الريف إلى المدينة أو الخارج إضافة إلى ذلك تستفيد منه أكثر من ربع مليون نسمة من المقيمين حيث يخفف الأعباء على العائلات الفقيرة والمحتاجة.

حق مشروع
والأستاذ حسن عبدو ضاهر من بلدة شبعا أوضح: إن كانوا أبناء المنطقة يريدون التشبث بالأرض لتكون لهم مكان وارث فما عليهم إلا أن يطالبوا بحقوقهم. وكما هو الحال في كل أنحاء الدول غير المتحضّرة فهم بالتأكيد لا يريدون اختصار تعليم أولادهم على التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بل الجامعي والمهني . وأضاف: هذا حق المواطن على الدولة كذلك من واجب الدولة تأمين النقل المشترك لأبناء المنطقة على خطي إبل السقي مرجعيون، القليعة، ميس الجبل، العديسة، الطيبة، وخط إبل حاصبيا العرقوب. فكفى أبناء العرقوب ظلماً من قوانين السلطة الفردية في المناطق.

الأستاذ خليل قصب من مدرسة كفرشوبا قال: إن فتح فروع للجامعة اللبنانية على كل لسان وهذا المشروع إن عملت الدولة على إقراره وتنفيذه يزيل الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لأن الناس في منطقة مرجعيون حاصبيا معاناتهم في تنقلات أبنائها الطلاب، وبدلات الإيجار في النبطية أو صيدا أو بيروت. وهؤلاء مشكلاتهم في رقاب الدولة. ألا يكفي هؤلاء الناس ظلماً فقد كانوا في ظل الاحتلال الإسرائيلي في كل لحظة مهددين أما بالسجن أو الموت وأضاف قصب: نتمنى من نواب المنطقة الكرام العمل على إقرار هذا المشروع لأن عدم إقراره وتنفيذه يضاعف المشاكل لدى الناس ويدفع بأولادهم إلى الهجرة.

الطالب سامر صالح (سنة رابعة إدارة أعمال) قال: هذه المنطقة تشهد ظلماً جديداً يتمثل في حرمان أبنائها بفتح فروع للجامعة اللبنانية رغم أن الكثير من النخب قاموا بجهد كبير، مع المسؤولين وفي مقدمتهم الدكتور فارس يوسف الذي قام بمتابعة الموضوع. فطلاب المنطقة يعيشون في وضع مأساوي بسبب انتقالهم يومياً من العرقوب إلى الجامعة في النبطية. والمعاناة ذاتها يعاني منها الطلاب من حاصبيا ومرجعيون وشبعا والقليعة وميس الجبل والعديسة ورب ثلاثين. وإن كانت المعاناة بنسب متفاوتة لكن الصوت يعلو في كل هذه المدن والبلدات حتى تحقيق مطالبهم بفتح هذه الفروع في إبل السقي.

 "نص الطلب المرفوع للمسؤولين
حول مشروع استحداث فروع للجامعة اللبنانية في منطقة مرجعيون – حاصبيا
الأسباب الموجبة:
أولاً: سكّانية (ربع مليون): إن عدد ناخبي المنطقة هو 150000 وعدد سكانها يناهز الـ250000 ألف نسمة أي ربع مليون.
ثانياً: اجتماعية: (نموذج اجتماعي) تتميز المنطقة باختلاط سكاني من جميع الأطياف اللبنانية، هذا ما يشكل نموذجاً وطنياً رائداً في التعايش.
ثالثاً: جغرافية: أ – بُعد المنطقة عن فروع الجامعة اللبنانية لوقوعها في أقصى المناطق الحدودية، هذا ما يشكل عائقاً أمام من يرغبون متابعة دراساتهم الجامعية. ب – ترابط المواصلات وسهولتها بين بلدات المنطقة. ج – تخومها لعدد كبير للقرى من الأقضية المجاورة (جزين، راشيا، والبقاع الغربي، بنت جبيل)، والتي يمكن أن تستفيد من هذا المشروع.

رابعاً: إنمائية ووطنية: إن استحداث فروع للجامعة اللبنانية في المنطقة، هو شكل من أشكال التنمية المتوازنة بامتياز، وذلك أسوة بمناطق أخرى تم فيها استخداث فروع جامعية، وهي في الوقت عينه، أقل عدداً وأقرب مسافة إلى بيروت. ومراكز الجامعة من منطقة مرجعيون – حاصبيا. هذا على الصعيد الإنمائي، اما على الصعيد الوطني. فيشكل هذا المشروع الحيوي عاملاً أساسياً من عوامل الصمود والبقاء في الأرض.
خامساً: توفر المكان الملائم: في المكان الوسطيّ للمنطقة، في بلدة إبل السقي، حيث وجود بنائين للمدرسة الرسمية، يستوعبان مئات الطلاب، ريثما يتم مسقبلاً تشييد بناء أكثر ملاءمة.

هذا المشروع تم التوافق عليه وتم بالتنسيق مع نواب منطقة مرجعيون – حاصبيا، النائب والوزير علي حسن خليل والنائب أنور الخليل والنائب أسعد حردان والنائب قاسم هاشم.

السابق
ميقاتي والأسد والأزمة السورية في لبنان
التالي
الانباء: ميقاتي ينفي عزمه الاستقالة ويحذر من المجازفة بالاستقرار وموالون يلوّحون بمخاطر تصفية الحسابات في لبنان