الديار: سوريا ستوافق على المبادرة وروسيا تحذر من حرب اهلية وواشنطن تستبعد

ما هو سر الإندفاعة المنقطعة النظير لفرنسا؟ وما هي الأسباب الحقيقية لرعايتها الربيع العربي؟ ومن هو الرجل الغامض الذي أدخل أسلحة ليبية الى تركيا ومنها الى الداخل السوري والى المسلحين السوريين؟ وهل هناك مافيا صهيونية وراء هذه العملية؟ 
واللافت امس حصول سجال اميركي روسي حول الملف السوري وعلى خلفية التحذير الروسي من نشوب حرب أهلية ورد اميركي باستبعاد هذا الامر، فيما أكد الرئيس التركي ان الحرب في سوريا ليست اقليمية بل دولية.
وأكد أن تباطؤ الغرب في حسـم الملـف الســوري يعود الى عـدم وجـود نفـط في سـوريا.

والمح سفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى ان بلاده ستوافق على المبادرة العربية التي تقضي بدخول 500 مراقب عربي وإسلامي وإعلامي الى دمشق.
أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على لسان المراقب العام رياض الشقفة خلال مؤتمر صحفي بإسطنبول أن «السوريين مستعدون لقبول تدخل تركي في سوريا لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق».
وقال الشقفة ان «الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سوريا) من تركيا اكثر من الغرب اذا كان الامر يتعلق بحماية المدنيين».

وتابع «قد نحتاج لطلب المزيد من تركيا لانها جارة»، بدون ان يوضح طبيعة التدخل الذي تامل الجماعة فيه.
واضاف «لو قام النظام الدولي بعزل النظام السوري من خلال طرد سفراء سوريا وسحب سفرائه في دمشق سيتكفل الشعب السوري باسقاط النظام لانه سيتفكك ويسقط بسرعة».
وذكرت صحيفة صباح القريبة من الحكومة التركية امس ان المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا من اطياف المعارضة السورية بمن فيهم الاخوان المسلمون طلب من تركيا منطقة حظر جوي على طول حدوده في الجانب السوري، لحماية المدنيين السوريين.  وردا على سؤال في هذا الشأن، قال المسؤول السياسي في الجماعة محمد فاروق طيفور ان «كل الوسائل ممكنة» لوقف العنف.
واضاف «نتمنى ان نصل الى حل لا يتدخل فيه المجتمع الدولي لكننا نحمل النظام مسؤولية تصرفاته التي يمكن ان تأتي بالتدخل الدولي بسبب قيامه بقمع شعبه وعدم ايقاف القتل».
واضاف «نؤكد على سلمية الثورة لكن شرفاء في الجيش يرفضون اوامر قادتهم بقتل شعبهم ويضطرون للدفاع عن انفسهم».
وتابع «هناك اشتباكات بسبب محاولة جيش النظام قتل المنشقين وهم يدافعون عن انفسهم».

واكد طيفور «لا نؤيد عسكرة الثورة ونوصي المدنيين بالا يحملوا السلاح وبأن يواصلوا المظاهرات السلمية. اما المنشقون فهم يدافعون عن انفسهم امام الجيش وهذا حقهم».
دوليا، دعت روسيا المجتمع الدولي إلى الضغط على كل الأطراف في سوريا بما فيها المعارضة لوقف العنف، واعتبرت أن مهاجمة مقر المخابرات الجوية بمنزلة حرب أهلية.
وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الهندي أس أم كريشنا في موسكو المجتمع الدولي بالضغط على كل الأطراف بسوريا بما فيها المعارضة لوقف العنف، ودعا الجامعة العربية إلى إضافة تفصيلات وتوضيحات لمبادرتها.
وقال للصحفيين «الجامعة العربية مطالبة بوقف العنف بغض النظر عمن يرتكبه و(مبادرتها) تحتاج إلى تفصيلات أكثر ومزيد من الدقة».
وأضاف «بالنسبة لتطبيق مبادرة الجامعة، نتصور أن على الجامعة العربية المعنية بتطبيق حل سلمي للأحداث في سوريا دعوة السلطات السورية وكل أطراف المعارضة دون استثناء لوقف العنف». واعتبر أن دعوة بلاده تشمل الجامعة العربية والدول التي تعمل المعارضة السورية انطلاقا من أراضيها.

وبشأن استهداف الجيش السوري الحر أمس لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات مجمعا لمخابرات القوى الجوية قال لافروف «إنه بمنزلة حرب أهلية»، ودعا الحكومة والمعارضة السورية إلى إجراء محادثات بمقر الجامعة العربية في القاهرة.
في هذه الأثناء أبدت الصين قلقها الشديد من استمرار العنف في سوريا وإيقاعه أكثر من 3500 قتيل منذ بدء الاحتجاجات، حسب حصيلة للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين إن «الصين قلقة جدا إزاء الأحداث في سوريا».
وأضاف «ندعو الاطراف المعنية في سوريا إلى وقف العنف وإرساء الاستقرار الوطني وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن»، مذكرا بأن بلاده تطالب دمشق بتطبيق الخطة العربية التي تنص على الإفراج عن متظاهرين وسحب القوات المسلحة من المدن.
وبخصوص احتمال القيام بتحركات على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عبرت بكين عن رغبتها بأن تسهم هذه التحركات «في إيجاد حل للتوتر في سوريا وتسهيل حل النزاعات عبر الحوار السياسي والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الاوسط».
من جهة ثانية دعت فرنسا المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا من تيارات المعارضة لنظام بشار الأسد لأن «ينظم صفوفه» قبل أي اعتراف رسمي به.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «يجب أن ينظم المجلس الوطني السوري صفوفه، لدينا اتصالات معهم، والتقيت رئيسه برهان غليون في باريس، إننا نساعدهم ونتواصل معهم ونشجعهم على التنظيم»، مستبعدا بذلك اعتراف فرنسا رسميا بالمجلس الوطني السوري حاليا.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون في مؤتمر صحفي في موسكو امس انه يتعين على العالم مواصلة الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف.
وأضافت اشتون بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «مستقبل سوريا يعتمد الان على قدرتنا جميعا على مواصلة الضغط عليهم حتى يرون ان هناك حاجة لوقف هذا العنف والانصات الى الشعب وايجاد سبيل للمضي قدما.»
وتابعت اشتون «يحدوني أمل أن نقوم بخطوة مهمة في هذا الاتجاه خلال الايام القادمة». وبعد أن تحدث مع اشتون كرر لافروف معارضة روسيا للدعوات المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد.
في غضون ذلك حذرت السلطات السورية من أنها ستوقف وتحاكم أي شخص يهاجم السفارات الأجنبية في البلاد في حال تنفيذ مثل هذه الهجمات.
وقال بيان من وزارة الداخلية السورية نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» إن السلطات ستنفذ التزاماتها الدولية بحماية الممتلكات الدبلوماسية.
وقد توالت المواقف الدولية، فقد اتهم المسؤول الايراني لاريجاني بقوله ان الجامعة العربية تنفّذ مخططاً بدعم خارجي لضرب سوريا. فيما أكدت المملكة العربية السعودية أن العمل عاد بشكل طبيعي الى السفارة السعودية كما عادت عملية نقل البضائع

السورية الى السعودية.
كما ذكرت مصادر ديبلوماسية اوروبية انها لا تنوي سحب بعثاتها الديبلوماسية من دمشق.
وفي هذا الوقت يواصل وزير الخارجية الفرنسية زيارته الى تركيا وسيزور ايضا عدداً من الدول العربية.
الى ذلك، لمّح سفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى الى إمكانية قبول سوريا بالمبادرة العربية ومجيء المراقبين الى دمشق.
وأكد وزير الخارجية العراقي هوشيبار زيباري ان «الأزمة السورية ستأخذ وقتاً بسبب الكثير من الظروف التي لم تنضج بعد، فالنظام ما زال قادراً على الاستمرارية ولديه الكثير من العوامل التي تساعده. واضاف انه من مصلحة سوريا والنظام السوري التجاوب مع المبادرة التي اطلقتها جامعة الدول العربية».
واعلن في ما يخص اجتماع جامعة الدول العربية عند اتخاذ القرار بتعليق عضوية سوريا، «اننا امتنعنا عن التصويت على القرار كي نؤكد على استقلالية القرار العراقي وللتأكيد على عدم انحيازنا الى محاور معينة فالازمة كبيرة وتحتاج الى حوار عقلاني اكثر»، واضاف «اننا ايضا كنا ضد منع وزير الخارجية السوري من الحضور الى الرباط، فالامور لا تقاس بالساعة والدقيقة واليوم خاصة اننا نبحث ازمة سياسية لشعب شقيق وازمة عربية ايضا»، واضاف: القرار بعدم المشاركة اظنه اتى من سوريا ايضا خصوصا بعد تعقّد الاوضاع اثر الهجوم على السفارات العربية.
واشار زيباري الى انه من مصلحة سوريا التجاوب مع المبادرة العربية والمفروض ان يوافق الجانب السوري على ارسال مراقبين الى سوريا ووقف العنف وتنفيذ البنود الاربعة التي وردت في مبادرة الجامعة العربية.

واضاف انه بالنسبة لتدخل تركيا عسكريا في سوريا فإن تركيا لن تقدم على اي خطوة إلا بوجود غطاء دولي لاي تحرك.
كما رفضت الولايات المتحدة الحديث عن بداية حرب اهلية في سوريا، الامر الذي صرّح به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واعلن مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان تصريحات لافروف التي اتهمت المعارضة السورية بجر البلاد الى «حرب أهلية» هي نتيجة تقييم خاطئ.
واعتبر تونر ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين ابرياء ولا نرى في ذلك حرباً أهلية.
وادلى لافروف بتصريحه المذكور رداً على سؤال عن هجوم تعرض له الاربعاء مركز للمخابرات الجوية السورية في ريف دمشق من جانب «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي.  

السابق
جعجع.. رئيس!!
التالي
لهذه الأسباب والظروف… ترجح الآن الضربة العسكرية لإيران!!