الانباء: ميقاتي ينفي عزمه الاستقالة ويحذر من المجازفة بالاستقرار وموالون يلوّحون بمخاطر تصفية الحسابات في لبنان

الطقس الطبيعي في لبنان ماطر، ومثلج على بعض المرتفعات، بينما الطقس السياسي عاصف ومبرق ومرعد، وهكذا هو دائما، منذ وصول الربيع العربي الى سورية، وبعد كل اجتماع عربي أو دولي، يتناول الوضع السوري.

مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية للنظام السوري، جنبت وزير خارجية لبنان عدنان منصور إحراجا جديدا، فيما لو استجد موقف يتطلب التصويت، لأن المعارضة اللبنانية واثقة من أن منصور لن يرفع يده بالتصويت ضد النظام السوري، مهما كانت توجهات الدولة والحكومة، ومع ذلك بقي القصف السياسي على أشده، بين المعارضة وبين حلفاء الحكومة، المعارضة رفعت الوتيرة الى حد مطالبة الرئيس سعد الحريري باستقالة حكومة ميقاتي، فيما وصف النائب المستقبلي نهاد المشنوق الحكومة عينها «بغير الشرعية» ناعتا رئيسها بما يقع ذكره تحت طائلة القوانين الجزائية، ومعتبرا أنها شكلت من أجل ثلاثة أهداف: إلغاء المحكمة الدولية ومنع الحديث عن سلاح حزب الله وعدم الاساءة الى النظام السوري في المحافل العربية والدولية.

بدوره النائب عمار حوري، سجل على الحكومة اللبنانية النأي بنفسها عن التعاطف مع الشعب السوري، بينما يجري ذبحه، وهذا موقف مستهجن بنظره.

ميقاتي لغانم: استقالتي جاهزة

وكشف مصدر نيابي لـ «اللواء» أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعلى هامش عشاء أقامه في السراي مساء أمس الأول، على شرف الهيئات الرقابية، اختلى برئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم وأبلغه أن استقالته ستكون جاهزة، اذا لم يقتنع حلفاؤه في الحكومة، لاسيما حزب الله وأمل والتيار العوني بضرورة تمويل المحكمة.

وقال المصدر إن هذا الموقف ينسجم مع توجه وزراء جبهة «النضال الوطني» ويدعمه وزراء الرئيس ميشال سليمان الذين يعتقدون أن التحولات الجارية في المنطقة، لا يمكن أن تحتمل أي اجراءات أو عقوبات دولية ضد لبنان إذا لم تمول المحكمة.

وفي الإطار عينه، كشف مصدر ديبلوماسي خليجي انه خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، جرى عتاب، وتبلغ الرئيس ميقاتي من السفراء ان ما أعلنه تجاه أسباب الموقف اللبناني تجاه مجلس الجامعة لم يقنع أحدا منهم، ملمحا الى أن الدوافع التي قدمت لتبرير الموقف اللبناني بدت متناقضة.

وأكد المصدر أن السفراء لم يسمعوا جوابا شافيا خلال اللقاء. جعجع ومعادلة النأي بالنفس

من جهته، د.سمير جعجع انتقد موقف وزير الخارجية عدنان منصور في جامعة الدول العربية، حيث كان ينأى بنفسه دوما في اي مشكلة عربية، لافتا الى ان الحكومة اخترعت معادلة جديدة اسمها النأي بالنفس كما حصل في التصويت بمجلس الأمن، لكن في الجامعة العربية تناستها تماما.

مهلة الرباط!

في غضون ذلك فان الأزمة السورية التي حطت في الرباط امس الأول اعطت نظام الاسد مهلة اضافية قبل ولوج باب العقوبات الاقتصادية، واتخذ الوزراء سلسلة مقررات جديدة بعيدة عن مطالبته بالرحيل، وقررت ايفاد لجنة مراقبين لمتابعة الوضع الميداني عن كثب، بينما فاجأت واشنطن الجامعة العربية والمعارضة السورية بالقول ان دموية المعارضة تخدم نظام الأسد ما يعني انها ضد تسليح المعارضة.

وزراء خارجية الجامعة عبروا عن قرب نفاد صبرهم على الرئيس السوري لعدم إيقافه الحملة الدموية على الاحتجاجات، وقال بيان ان الجامعة طلبت من الخبراء وضع خطة لفرض عقوبات اقتصادية من اجل انهاء حملة القمع.

الأمين العام للجامعة نبيل العربي اعلن ان الوقت غير مناسب لعقد قمة عربية، ولم تقترح الجامعة تدخلا عسكريا في سورية على غرار ما حصل في ليبيا، ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو الى جانب الوزراء العرب الى حل الأزمة السورية دون اي تدخل اجنبي، في حين شمل اقتراح ارسال المراقبين الى سورية الاجانب الى جانب «العرب والاشقاء»!

المرعبي: لا مجال للحل السلمي!

عضو كتلة المستقبل النيابية معين المرعبي علق على مهلة الأيام الثلاثة التي اعطيت لسورية بالقول: لا مجال للحل السلمي، وكنا نتمنى اجراءات عربية اسرع تجنبا لسفك الدماء.

وأضاف: اعتقد ان المهمة التي تقوم بها الجامعة العربية مهمة وخطرة اننا اليوم امام تغيير نظام، وفي حال التسرع يمكن ان يدانوا بالتدخل في شؤون الشعب السوري وهذا غير مقبول، لكنهم يعطون النظام فرصة تلو الأخرى لعل التغيير يكون سلميا اكثر وبأقل كلفة دموية.

وردا على سؤال حول معنى الحشود الشعبية المؤيدة للأسد قال المرعبي لإذاعة لبنان الحر يستطيع ان يحشد بالقوة كما كان يحشد في لبنان، الموظفون والطلاب والأساتذة اما ان ينزلوا الى شوارع او لا راتب آخر الشهر.

أنا أعترف بالجيش السوري الحر

وسئل المرعبي عما اذا كانت 14 آذار اعترفت بالجيش السوري الحر فأجاب: انا اعترف به وانا مسؤول عن نفسي وليس عن اي احد غيري.

وعن التحول الجديد للنائب وليد جنبلاط باتجاه تيار المستقبل، قال المرعبي ان جنبلاط لم يتغير ولم يتبدل، ولم يتزحزح من مكانه، لقد كان هناك تهديد له، وبالأمس جدد «حزب السلاح» تهديده، وقد حاول العودة الى سيناريو 7 مايو، مبررا موقف جنبلاط بحماية البلد، وحماية حزبه، ونحن نعرف مواقف جنبلاط الكبرى وكلنا يعرف انه كان المدماك الأساسي لقوى 14 آذار وهذا وضع لا يستطيع جنبلاط الخروج منه حتى لو اراد. 

السابق
فعاليات حاصبيا–مرجعيون تطالب بإنشاء فروع للجامعة اللبنانية في المنطقة
التالي
يونيفيل: مراجعة لـ 1701 لتمكين الجيش اللبناني جنوباً