اللواء: ميقاتي: الإستقالة جاهزة إذا لم تموّل المحكمة

ضرب <دوار النسبية> رؤوس الوزراء الذين استطاعوا لبعض الوقت الاستماع الى معادلات احصائية و<لوغاريتمية> وحسابية معقدة من قبل خبراء لـ<تبليعهم> مشروع قانون الانتخاب المقدم من وزير الداخلية العميد المتقاعد مروان شربل، والمعروف بقانون النسبية، لا سيما لجهة الصوت التفضيلي في اللوائح، ونسب الحسم او <العتبة> والاعتبارات الطائفية والمذهبية، وتوزيع المقاعد، وعلاقة العتبة بتمثيل الشرائح، فضلاً عن <الكوتا النسائية>·
ومع ان الوزير شربل الذي انهكته وقائع اليوم الامني الطويل من صور الى مطرانية الروم الارثوذكس في الاشرفية، والاكثر حماساً لمشروعه، شعر بوطأة التعب على الوزراء فأيقن لدى خروجه من مجلس الوزراء ان المسألة ليست بالسهولة التي يتوقعها، فمازح الصحافيين خارجاً متوقعاً <ان تنجز دراسة المشروع في العام 2014>؟!·

وعلى الرغم من هذه المحاولة الحكومية لارسال قانون الانتخاب الى المجلس النيابي قبل اقل من سنتين من موعد الانتخابات، فإن تطور الوضع داخل سوريا بتداعياته العربية والدولية واللبنانية، كانت نقطة الاهتمام الاساسية بالنسبة للاطراف اللبنانية الامر الذي دفع الرئيس ميشال سليمان الى المطالبة بتهدئة الخطاب السياسي والابتعاد عن المواقف النارية التي ربما تستدعي مواقف مماثلة مما يدخل لبنان في حقل من التوتر السياسي، وترافق ذلك مع تعليمات جديدة لوزير الخارجية عدنان منصور الموجود في الرباط، بوجوب ابتعاد لبنان عن كل ما يثير الانقسام بين العرب او بين اللبنانيين، فضلاً عن طمأنة الرأي العام اللبناني بأن ما حصل في الكنيسة لا خلفية سياسية له، بل خلفية جرمية، وكذلك الامر ما حصل في تفجيري صور اللذين لا يستهدفان <اليونيفل> بالتأكيد·

 

وكشف مصدر نيابي لـنا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعلى هامش عشاء اقامه في السراي مساء أمس الأول، على شرف الهيئات الرقابية، اختلى برئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم وأبلغه ان استقالته ستكون جاهزة، اذا لم يقتنع حلفاؤه في الحكومة، لا سيما حزب الله وأمل والتيار العوني بضرورة تمويل المحكمة·

وقال المصدر ان هذا الموقف ينسجم مع توجه وزراء جبهة <النضال الوطني> ويدعمه وزراء الرئيس ميشال سليمان الذين يعتقدون ان التحولات الجارية في المنطقة، لايمكن ان تحتمل اية اجراءات أو عقوبات دولية ضد لبنان اذا لم تمول المحكمة·

وفي الاطار عينه، كشف مصدر دبلوماسي خليجي لـ <اللــواء> انه خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، جرى عتاب، وتبلغ الرئيس ميقاتي من السفراء ان ما أعلنه تجاه أسباب الموقف اللبناني تجاه مجلس الجامعة لم يقنع أحداً منهم، ملمحاً إلى ان الدوافع التي قدمت لتبرير الموقف اللبناني بدت متناقضة·

وأكد المصدر ان السفراء لم يسمعوا جواباً شافياً خلال اللقاء·

وكشفت مصادر سياسية ان الرئيس سليمان سيوجه من قلعة راشيا رسالة الاستقلال للبنانيين هذه السنة، وستتضمن مواقف مهمة تنطلق من تأكيد ثوابت الميثاق الوطني والتمسك باتفاق الطائف ومعادلة المناصفة مع ازالة الشوائب التي تعتريه، ويدعو الجميع الى حسم خياراتهم وتصويب العمل السياسي في اطاره الدستوري والقانوني والمؤسساتي، ولن يفوته التذكير بوجوب اعادة احياء هيئة الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الخلافات السياسية وتحصين الساحة في مواجهة العواطف الاقليمية وتداعياتها المحتملة على الداخل·

ومن جهته، لفت الرئيس سعد الحريري، في دردشة جديدة له عبر موقع <تويتر> الى ان لبنان هو الدولة الوحيدة التي تدافع عن النظام السوري، الى جانب اسرائيل وإيران وحزب الله، مشيراً إلى انه لا يعرف من يسقط النظام السوري، لكنه رأى أن سقوطه قريباً أمر أفضل·

ورداً على سؤال حول رأيه بكلام الرئيس نبيه برّي وتخوفه من حرب أهلية، اعتبر الحريري أن هذا الموقف للتهويل لمصلحة النظام السوري، لافتاً إلى انه إذا أراد <حزب الله> لبناناً موحداً عليه أن يعي أن ذلك لا يكون الا تحت علم واحد وجيش واحد، مكرراً قوله ان السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني، مضيفاً <اعتقد أن الحكومة يجب أن تسقط وسنسقطها>·

مجلس الوزراء وكان مجلس الوزراء الذي انعقد مجدداً أمس في قصر بعبدا، قد وضع ملاحظات واقتراحات على مشروع النسبية، بعد ثلاث جلسات من مناقشته في خطوطه العريضة، وبعد استماعه إلى شروحات تفصيلية من واضعه الوزير شربل الذي استعان برئيس دائرة الشؤون السياسية في وزارة الداخلية العميد الياس خوري، وسوف يُعيد الوزير شربل صياغة هذه الملاحظات ليعاد طرحها في جلسة مقبلة لم تحدد بعد·

ووصف أحد الوزراء النقاش حول المشروع <بالمعقد> وأبلغ الصحافيين بأن <الوزراء اصيبوا بألم في الرأس من جرّاء هذا النقاش المعقد>، فيما وصف وزير آخر النقاش بأنه كان <اشبه بدرس رياضيات> استمع فيه الوزراء إلى دراسات في الاحصاء واحتساب الأرقام، من دون أن يُؤكّد على أهمية القانون المطروح في عملية الإصلاح الانتخابي المطلوب·

ولاحظت مصادر وزارية، أن المجلس لم يتطرق لا إلى الموقف اللبناني في اجتماع مجلس الجامعة في القاهرة، ولا حتى إلى اجتماع الرباط، فيما حضر الموضوع الأمني من زاوية اطلاع وزير الداخلية مجلس الوزراء على أن لا خلفية سياسية واضحة وراء تفجيري صور، ولا حادثة السرقة في مطرانية الروم الارثوذكس، رغم ردود الفعل السياسية الواسعة التي لعبتها، مؤكداً متابعة التحقيقات حتى كشف الفاعلين·

وبدوره، اطلع وزير الصحة علي حسن خليل المجلس على انه اتخذ قراراً متشدداً في مكافحة تزوير الأدوية من خلال اقفال مستودع ومطبعة يعملان في التزوير·

اما خط التوتر العالي بين عرمون وبصاليم، الذي احيل من السراي إلى بعبدا، فأكد المجلس على قراره السابق بمد هذه الشبكة فوق الأرض، بعد مناقشات تناولت إمكان وجود بدائل ومدى سلامتها، وبعد التأكيد على أن البدائل المطروحة كمد الشبكة تحت الأرض ليست أقل ضرراً منها فوق الأرض، فضلاً عن كلفتها العالية، وتأخير العمل بإصلاح الكهرباء·

الا أن المجلس، تجنباً للاصطدام مجدداً مع الأهالي قرر تكثيف المشاورات بين الوزارات المعنية ومع الأهالي، من أجل التفاوض حول كيفية استئناف العمل، والوزارات المعنية هي الطاقة والمياه والبيئة والداخلية والدفاع·

واكتفى الوزير جبران باسيل بعد الاجتماع بالقول بأنه ليس هو من ينفّذ، ولا من أخذ هذا القرار، وإذا كانوا يريدون الكهرباء فليعملوا على استكمال مد الشبكة·

جلسة الأسئلة ولم تخرج جلسة الأسئلة السبعة، عما توقعناه بالأمس، من أن تنحصر المناقشات في الأصول البرلمانية، وفي النظام الداخلي، من زاوية ما اعتبره نواب المعارضة تجاوز الرئيس بري لدور هيئة المكتب في تحديد جدول الأعمال وانتقائية المواضيع المدرجة، أو الأسئلة، وهو أمر قابله الرئيس بري بتأكيد الالتزام بنصوص النظام الداخلي، مجدداً الحرص على الدور الرقابي للمجلس، مذكراً بأنه اعتمد الأولوية في صدور الأسئلة، واعداً بجلستين للأسئلة والاستجوابات قريباً، مقراً بحق النواب في استعجال محاسبة الحكومة·

ورداً على انتقاد النواب منع البث المباشر عن وقائع الجلسة، أكد بري أن الأمر ليس واجباً، وقال لو كان هناك من صلاحية المجلس الرقابية لعاد إلى عشرات الأسئلة المقدمة في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي أعطيت مجالاً أو من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي·

ولاحظ النائب بطرس حرب أن خوف رئيس المجلس مبرر بعدما حصل على شاشة إحدى المحطات التلفزيونية (في إشارة إلى معركة الكراسي التي حصلت بين الوزير السابق فايز شكر والنائب السابق مصطفى علوش) فرد بري مؤكداً بأن في عهده الذي مضى عليه 20 سنة، لم تحصل <ضربة بوكس> واحدة في المجلس، واعداً بتلبية عريضة نيابية وقعها 11 نائباً من المعارضة بعقد جلسة مناقشة لمساءلة الحكومة في سياستها العامة، إلا أنه لم يحدد موعد هذه الجلسة·
 

السابق
الجامعة العربية تمهل سورية ثلاثة ايام قبل فرض عقوبات اقتصادية
التالي
السفير: الجامعة العربية تقرّر إرسال مراقبين إلى سوريا وتمنحها 3 أيام قبل الشروع بمعاقبتها