الراي: الوزراء العرب يهّددون دمشق بعقوبات اقتصادية ما لم توقع «بروتوكول المراقبين» خلال 3 أيام

هدد وزراء الخارجية العرب، مساء أمس، في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد «الاطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب التي سيتم ارسالها الى سورية لحماية المدنيين.
واكد الوزراء في قرار اعتمدوه وتلاه خلال مؤتمر صحافي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم انهم كلفوا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي «الاتصال مع الحكومة السورية لتوقيع بروتوكول في شأن المركز القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب المكلفة حماية المدنيين «في أجل لا يتجاوز 3 ايام من تاريخ اصدار هذا القرار» ليتم بعد ذلك ايفاد المراقبين «فورا».
ودعا القرار «المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية» الذي يضم وزراء الاقتصاد والمال العرب «الى الاجتماع لدراسة الجزء الاقتصادي من قرار وزراء الخارجية العرب» الذي صدر السبت الماضي ونص على توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية.
وسئل بن جاسم عما اذا كان القرار يعني فرض عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية اذا لم تستجب خلال مهلة الايام الثلاثة، فأجاب «اذا لم تكن هناك اجراءات فعالة وفورا لوقف القتل واطلاق سراح المعتقلين هناك اجراءات اقتصادية (عقابية) ستتخذ».

وتابع «ما هي هذه الاجراءات؟ الوزراء (اعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية) سيرفعون الينا اقتراحاتهم» مشددا على «اننا لن نتبنى اي عقوبات اقتصادية تمس الشعب السوري».
واوضح الامين العام للجامعة العربية في المؤتمر الصحافي نفسه ان نص البروتوكول المتعلق بالمراقبين العرب «ارسل قبل دقائق الى وزير الخارجية السوري» وليد المعلم وان 16 منظمة عربية معنية بحقوق الانسان ستشارك في ايفاد مراقبين.
واكد ان «تفويضهم سيكون السعي الى توفير الحماية للمدنيين» من خلال الزيارات التي سيقومون بها لـ «16 منطقة (في مختلف انحاء سورية) حددتها المعارضة السورية باعتبارها بؤر توتر حادة وعنيفة».
وقال بن جاسم «لا اريد ان اتحدث عن فرصة اخيرة» للنظام السوري «حتى لا يفهم اننا نوجه انذارات ولكن اعتقد اننا قاربنا من نهاية الطريق».

وأضاف «نأمل من الله ومن اخواننا في سورية أن يتعاونوا معنا لننهي هذه المأساة».
وشدد بن جاسم على ان «القتل يجب ان يتوقف» معربا عن اسفه «لزيادة القتل خلال الايام الثلاثة الاخيرة».
وقال رئيس الوزراء القطري «هم (النظام السوري) يقولون لا للتدخل الاجنبي.. فليلحوا الازمة عربيا»؟
وكان الامين العام للجامعة العربية اشترط الحصول على ضمانات خطية من النظام السوري تكفل تأمين المراقبين قبل ارسالهم.وقال العربي الاثنين «لن يذهب أحد من وفود المنظمات العربية المعنية بحماية المدنيين إلى سورية إلا بعد توقيع مذكرة تفاهم واضحة مع الحكومة السورية تتحدد فيها التزامات وحقوق وواجبات كل طرف».
وجاءت هذه التصريحات بعد ان ترأس العربي اجتماعا مع منظمات عربية معنية بحقوق الانسان وحماية واغاثة المدنيين تم خلاله الاتفاق على تشكيل وفد يضم 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الاعلام والعسكريين للذهاب الى سورية ورصد الواقع هناك.
ودعا وزراء الخارجية العرب ونظيرهم التركي احمد داوود اوغلو بعد ظهر امس في ختام الدورة الرابعة لمنتدي التعاون العربي-التركي الى حل في سورية «بدون أي تدخل اجنبي» والى «اجراءات عاجلة لحماية المدنيين».
ودعا المنتدى في بيان الى «وقف اراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من اعمال العنف والقتل، الأمر الذي يتطلب اتخاذ الاجراءات العاجلة لضمان حماية المدنيين».
وشدد البيان على «أهمية استقرار ووحدة سورية وضرورة ايجاد حل للأزمة دون أي تدخل أجنبي».

واستخدم الوزير التركي احمد داوود اوغلو لهجة حادة قائلا ان النظام السوري سيدفع ثمن افعاله.
وقال داوود أوغلو ان للصحافيين قبل الاجتماع ان «النظام السوري لم يحترم الالتزامات التي قطعها على نفسه بعد قرار الثاني من نوفمبر» مشيرا الى خطة لجامعة الدول العربية لانهاء العنف في سورية.
واثناء الاجتماع العربي هاجم انصار للرئيس بشار الاسد سفارات الامارات وقطر والسعودية والمغرب. وذكر شهود ان المهاجمين كتبوا شعارات على جدران سفارة الامارات.
وقال اثنان من السكان يقيمان قرب المبنى ان بعض الشعارات تتهم السفارة «بالعمالة لاسرائيل». وتقع السفارة في حي أبو رمانة الراقي وهو من اكثر مناطق العاصمة امنا قرب منزل الاسد ومكتبه.
وذكرت قناة «العربية» الإخبارية أن سفارات قطر والسعودية والمغرب تعرضت للهجوم.

وجاءت هذه الهجمات في وقت اعتذرت دمشق عن هجوم مماثل على سفارة الأردن.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه امس إن فرنسا استدعت سفيرها في دمشق إيريك شوفالييه، احتجاجاً على العنف الجديدة ضد المدنيين.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن جوبيه قوله أمام الجمعية الوطنية ان «موجة عنف جديدة تحصل في سورية وهو ما دفعني إلى إغلاق بعثتينا القنصليتين في حلب واللاذقية ومراكزنا الثقافية واستدعاء سفيرنا».
ويزور جوبيه تركيا اليوم لبحث الوضع في سورية. ويجري في اسطنبول محادثات مع رئيس الوزرء التركي رجب طيب اردوغان ثم يتوجه الى انقرة حيث سيلتقي داوود اوغلو، ويستقبله الرئيس عبدالله غول.  

السابق
علوش بدرجة جيّد جداً
التالي
الانباء: عون بعد بري: الموقف السوري لا يمكن أن ينقذه إلا تدخل خادم الحرمين