الثورة السورية.. قليلا من الخجل

استمرارا للموقف الرسمي العراقي الفضائحي والمخجل من قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية النظام السوري , وفرض عقوبات عربية عليه لاستمراره بمهرجان قتل السوريين الأحرار المنتفضين, قام الناطق الحكومي العراقي علي الدباغ بتأكيد فضائحية الموقف العراقي الرسمي من خلال التهجم على قرار الجامعة العربية ورفضه وفق مبررات ساقطة وغبية ومرفوضة وتعبر بصدق وجلاء عن مواقف طائفية مريضة مصدرها الرئيس النظام الإيراني العراب الحقيقي للأحزاب الطائفية الحاكمة في العراق, لقد ادعى علي الدباغ بأنه يتهيب من تدويل الملف السوري, وهو ادعاء غريب وسخيف ومثير للسخرية ويفتح المواجع ويستدعي التاريخ القريب أيضا, لأن سعادة الناطق الحكومي العراقي والذي كان قبل احتلال العراق خبيرا للمواشي والأبقار والثروة الحيوانية في دولة الإمارات العربية المتحدة, اضافة إلى تقديم نفسه لوسائل الإعلام حينذاك بصفته (الخبير الأول في شؤون المرجعية الدينية)!!

يعلم علم اليقين بأنه لولا تدويل الملف العراقي وقيام الولايات المتحدة باحتلال العراق وإسقاط نظام البعث العراقي وتسليم السلطة للعيارين والشطار من أهل الأحزاب الإيرانية ماتسنى له ولا لسيده الذي كان قابعا في ريف دمشق (الحجيرة) امكانية التقدم للعراق بل والتحول لحكام يقودون البشر وليس البقر؟ لا أدري لماذا يخاف الدباغ من التدويل طالما أنه وحكومته وسيده نتاج عملية تدويل حدثت قبل ثمانية أعوام عجاف في العراق وأنتجت كل هذه الأطنان من النفايات السياسية والطائفية التي تعكر أجواء المنطقة? ألا يخجل علي الدباغ وهو أحد المتحدثين والعالكين بأحاديث المظلومية والاستضعاف من التآمر على حرية الشعب السوري المظلوم والمستضعف والمنتهكة دماء أبنائه على أيدي قتلة وشبيحة النظام السوري الذين يرعون أهل حزب الدعوة وشركاه من بقية الأحزاب الإيرانية? أليس علي الدباغ ماغيره هو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في صيف 2009 حينما شن نوري المالكي حملته على النظام السوري متهما إياه بدعم الإرهاب وإرسال المتفجرات للعراق ومن ثم التقدم بشكوى للأمم المتحدة قبل أن يتدخل الولي الصفوي الفقيه و ( يطمطم ) القضية وينهي الإشكال؟ألا يخجل الرفيق الدباغ الذي يغرغر بالدفاع عن مواقف (دولة القانون) المزعومة من انتهاكات النظام السوري لكل القوانين السماوية والوضعية في حملاته الأمنية الجبانة ضد المستضعفين السوريين؟  أم أن رياح المصالح الطائفية النتنة قد أعمت العيون وأغلقت القلوب ليتطاول الدباغ ومن هم على شاكلته على حرمة ماء أبطال الشام وثوارهم الذين لايعتمدون على جزمة اليانكي الأميركي الثقيلة, ولا يشرفهم أن يقوم الغرب بتنصيبهم كحكام وقادة بل يعتمدون على الله أولا وأخيرا وعلى إرادة المقاومة, وعلى شجاعتهم الأسطورية التي أضاءت سماء الشرق القديم بتضحيات دموية خالدة أعادت صياغة المشهد التاريخي وأكدت على عظمة ونبل وسمو أحرار الشام المنحدرين من أرومة رجال وحرائر ماعرفوا الذل ولا المهانة بل أنهم نماذج حقيقية للفرسان وليس للجبناء والعملاء وخصيان الولي الصفوي الفقيه..

عيب عليك يا دباغ وأنت تتطاول على أنبل وأطهر ثورة عربية في التاريخ المعاصر, ولست أنت ولا حكومتك الملزقة بأحزابها الفاشلة والتعبانة من يصنع التاريخ بل ان أحرار الشام هم وحدهم من يمتلك زمام الفعل و المبادرة وتصحيح التاريخ وملء سلة نفايات التاريخ ومزابله ببقايا الطغاة الذين تعبدونهم و تقدسونهم و من يعتبرهم سفير حواشي الخنوع في دمشق الملا (الجوادي) بمثابة قادة تاريخيين, لقد أساء موقف الديبلوماسية العراقية التعبان في الجامعة العربية للتراث النضالي العراقي المنحاز دوما لصالح الشعوب الحرة , كما أن السلطة العراقية قد كالت بمكيالين طائفيين مريضين , فالحكومة بأحزاب اللطم وضرب الزنجيل أقامت الدنيا ضد مملكة البحرين ووقفت علنا بجانب العملاء الإيرانيين هناك بل إنها نصبت في مدينة النجف العراقية حكومة بحرينية موقتة من عملاء النظام الإيراني, فيما تتضامن مع نظام القتلة والمجرمين والشبيحة في الشام والديبلوماسية العراقية التي يقودها الرفيق الكاكا هوشيار زيباري حائرة بين مواقف الدعم المالكية والإيرانية لنظام دمشق وبين المواقف المعروفة للجبهة الكردية! لذلك فقد تم مسك العصا من المنتصف والاكتفاء بالامتناع عن التصويت وهو كما قلنا سابقا موقف يشبه الرفض للقرار ولكن ينطبق عليه المثل المصري الشهير (زي اللي رقصت وغنت على السلم.. لا التحت شافوها .. ولا اللي فوق سمعوها), ثم يأتي الرفيق الناطق باسم وكيل الولي الفقيه السيد علي كبابي الدباغ بانتقاد الموقف العربي والدفاع الضمني عن النظام السوري وبطريقة ملتوية وعامرة ب¯ (الكلاوات) والنفاق العراقي الأصيل نعرف فحواها ومعناها, عيب عليك يا دباغ وعلى حكومتك الناقصة والمهترئة الوقوف ضد تيار الثورة السورية الذي سيكتسح نظام القتل و التشبيح في نهاية المطاف, لقد أخزيتمونا, وجعل الله هزيمة حلفائكم القريبة بمثابة اللطمة التي تستحقونها باعتباركم عبيدا للطغاة والفاشيين رغم أنكم من صناعة الاحتلال الأميركي الذي تحول لإيراني, والله حالة, والله طرطرة.  

السابق
مغارة العجائب اللبنانية
التالي
بري يحاكي الـ”س ـ س” علّها تصبح “س ـ س ـ ع”