الانباء: عون بعد بري: الموقف السوري لا يمكن أن ينقذه إلا تدخل خادم الحرمين

لبنان المنتصر رياضيا على محور المونديال بقي سياسيا يتخبط بانقساماته الذاتية حول أكثر من محور داخلي وخارجي، وأبرز هذه المحاور وأخطرها محور الانتفاضة العربية على النظام السوري وارتدادات موقف لبنان المعارض للأكثرية العربية، على ساحة الحكومة ومسرح مجلس النواب.وقد أفلتت الحكومة الميقاتية أمس من مواجهة نواب المعارضة بعدما أبعد رئيس المجلس هذا الموضوع وغيره من المواضيع السجالية عن جدول الأعمال، لكن «مخارج» الرئيس بري النيابية لا تصرف على مستوى الجامعة العربية التي عقد وزراء خارجيتها اجتماعهم الثاني في الرباط أمس، وعلى نية تنفيذ مقررات اجتماعها في القاهرة، وقد سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاتصال بوزير الخارجية عدنان منصور ودعوته كي يكون موقف لبنان في هذا الاجتماع متميزا عن موقفه في اجتماع القاهرة، تحسبا لمواقف المعارضة.

بيد أن المعارضة الممثلة بقوى 14 آذار أظهرت الشك بإمكانية التزام وزير الخارجية بتوجيهات رئيس الحكومة، ويقول النائب هادي حبيش «ان الرئيس ميقاتي ضيعنا وضيع نفسه وضيع اللبنانيين، معتبرا ان موقفه تغير من النأي بالنفس الى اتخاذ قرار مغاير للموقف العربي بناء على أمر من سورية».

ورفض النائب السابق مصباح الأحدب ان القول بأن العرب يتفهمون موقف لبنان غير مقبول.

خيبة أمل بريطانية

ما حدث في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة، خشيت أوساط المعارضة ان يتكرر في الرباط أمس، لذلك اعتمدت مراقبة الوضع عن كثب، وهذا بالطبع ما حمل الرئيس ميقاتي على الاتصال بالوزير منصور.

هذه الأوساط ذكرت ان رئيس الحكومة أبلغ سفراء الدول الخليجية بأن التصويت ضد قرار عزل سورية لا يعني الموافقة على استهداف المدنيين.

وتقول النهار البيروتية ان ما أدلى به الرئيس ميقاتي أمام السفراء في بيروت كان مختلفا عما أبلغه للأمير عبدالعزيز بن عبدالله نجل العاهل السعودي في اتصاله الهاتفي، حيث قال له ان تعليماته للوزير منصور في القاهرة كانت أن يلتزم بالموقف الذي تعتمده السعودية، «لكن الوزير منصور خالف تعليماتي».

الموقف في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة حضر في اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول، عبر مداخلة للوزير وائل أبوفاعور عضو الكتلة الوزارية للنائب وليد جنبلاط الذي اثار عدم معرفة الوزراء بالقرار الذي اعتمده الوزير منصور التصويت ضد مشروع تعليق عضوية سورية في الجامعة، فرد الرئيس ميقاتي مبررا ذلك بالقول ان تحرك منصور كان منسقا، وعندما وصل إلى القاهرة فوجئ بمسودة قرار تعليق العضوية، فاتصل برئيسي الجمهورية والحكومة وأبلغهما بأن ثمة «ضغوطا» ستمارس على لبنان إذا لم يعارض المشروع العربي، عندها تقرر أن يصوت منصور ضد المشروع.

في هذا الوقت، استقبل ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز رئيس الحكومة السابق سعد الحريري امس الاول الثلاثاء، وقال المكتب الإعلامي للرئيس الحريري انه جرى عرض للتطورات العربية والاقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين لبنان والسعودية.

بعض الأوساط السياسية اعطت للزيارة من حيث توقيتها في اعقاب موقف لبنان في اجتماع وزراء خارجية الجامعة، طابع الرد السعودي المباشر على موقف حكومة ميقاتي. عون بعد بري يناشد الملك عبدالله

وفي السياق السعودي، كان اللافت امس، انضمام العماد ميشال عون، رئيس تكتل الإصلاح والتغيير إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إن الموقف السوري والعربي لا يمكن أن ينقذه إلا تدخل مباشر من «حارس الحرمين الشريفين» كما الوصف الذي اعطاه عون للعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكان عون يرد على سؤال حول مآل الوضع في سورية بعد قرار وزراء خارجية الجامعة، واستيضاحا لمصير وعد قطعه للإعلاميين بأن يبلغهم الاخبار السارة عن سيطرة النظام على الوضع في سورية يوم امس الاول الثلاثاء. وتعكس مناشدة بري وعون، وهما أكبر حلفاء دمشق في لبنان، مدى انحشار النظام السوري بقرار الجامعة العربية، وبالتالي رغبته في اعادة فتح الخطوط مع السعودية على المصراعين. واستطرادا الالتفاف على قرارات جديدة منتظرة عن لقاء الرباط أمس، لم تبدو المشاركة السورية محل ترحيب، فاعتذرت دمشق عن الحضور بعدما كانت اعلنت الموافقة.في هذا الوقت أبلغ نائب حليف لسورية «الأنباء» ردا على سؤال حول رأي فريقه بمواقف الرئيسين سليمان وميقاتي، فأجاب: هناك عتب كبير على رئيس الجمهورية والحكومة اللذين يظهران كمن ينتظر تطور الامور في سورية لمصلحة النظام او على حسابه لتحديد خيارهما.

ويتنافى هذا القول، مع موقف الرئيس سليمان من قرار الجامعة العربية، حيث اعلن وقوف لبنان ضد عزل أي دولة عربية وعلى هذا الاساس جاء قرار الرفض الذي اعتمده الوزير منصور. 

السابق
الراي: الوزراء العرب يهّددون دمشق بعقوبات اقتصادية ما لم توقع «بروتوكول المراقبين» خلال 3 أيام
التالي
متمّمات السقوط