مخاطر الإنترنت على الأطفال والشباب

عُقِدَت، قبل ظهر أمس، ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان: «مخاطر الإنترنت والمواقع الإلكترونية على الأطفال والشباب»، ترأسها رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بالوكالة، الأب إيلي ماضي، وشارك فيها: الأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة إيلي مخايل، والصحافي رضوان مرتضى ورئيس تحرير «النشرة الإلكترونية» جوزف سمعان، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضرها أمين سر اللجنة الأب يوسف مونّس، ورئيس لجنة الإعلام في الرابطة المارونية حكمت أو زيد، والمحامية باتريسيا دكاش وعدد من المهتمّين والإعلاميين.
ماضي
وأكد الأب ماضي في كلمته أن «التقنيات الجديدة لا يمكن أن تثنينا عن الاتصال الإنساني المباشر مع الأشخاص على جميع المستويات، وأن تكون قبل كل شيء حواراً وتبادلاً وتضامناً ومنشأ لعلاقات إيجابية. إن في ذلك لمناسبة عظيمة، لكنه يتطلب إنتباهاً أعظم ووعياً لما يمكن أن ينطوي عليه من مجازفات ممكنة. أليس هناك مجازفة بأن نكون أكثر سهواً، لأن انتباهنا مجزّأ ويشغله عالم "مختلف" عن العالم الذي نعيش فيه؟».
واعتبر أن انخراط الأطفال والشباب المتعاظم على الدوام في الميدان الرقمي العام، والذي ينشئه ما يسمّى الشبكات الاجتماعية (Social Network)، يقود إلى إثبات أنماط جديدة تؤثر على الإدراك الحسي بالذات، ويطرح ليس فقط قضية نزاهة العمل الشخصي، بل أيضاً أصالة الكيان.
مخايل
ثم كانت كلمة لمخايل عن دور المجلس الأعلى للطفولة في مواجهة المخاطر التي تعترض الأطفال والنشء، فرأى «أن تطوّر وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة هو ضرورة اساسية لتنمية المجتمعات وتحسين مستوى نوعية حياة الأفراد وهو ضرورة لتسهيل التواصل واختصار الوقت والمسافات، وهو ضرورة معرفية للتزود بكل ما هو مفيد لنماء وبناء المواطن المنفتح على العلم والاكتشافات والانجازات والقصص الناجحة».
وأكد «أن حق الأطفال والشباب بالوصول إلى مصادر المعلومات والنهل مما هو مفيد منها، لا يحجب النظر عن أهمية أن تتواكب هذه العملية مع وضع ضوابط تقنية وإدارية تحجب ما يسيء إلى السلامة الجسدية والنفسية والاندماج الاجتماعي للأطفال».
 سمعان
وكانت مداخلة لجوزف سمعان رأى فيها، أن التعارف عبر الشبكات الاجتماعية «جميل»، إذا بقي محافظاً على روحية المنزل اللبناني والقيم التي توارثناها وتجذرت فينا كتجذّر إيماننا، شرط ألا ينخر السوس هذا الإيمان بقشور توحي بالجمالية، إلا أنها تقدم الأذى بطريقة جميلة، وهنا تكمن الخطورة في كيفية تعاطي الأهل مع أبنائهم بعين العقل والمنطق، فالتوعية يجب أن تأتي أولاً على حساب المنع حتى لا نقع في مقولة «كل ما هو ممنوع مرغوب».
ونصح الأهالي بأن يفكروا في أن يجعلوا من أبنائهم أصدقاء خيّرين لهم، حتى لا يتحول القمع والسلطة إلى صداقة غير مرغوبة، وبالتالي اذا كان دورهم استشارياً مع الأبناء، فلن تقع أي مواجهة بين الفريقين تجعل من الأبناء يستعملون الطرق الملتوية للاستكشاف، الذي عليه أن يأتي من خلال استعمال كلمات كفيلة بتقريب المسافة مع أولادهم.
مرتضى
أما رضوان مرتضى فاعتبر أن «الدعارة الإلكترونية باتت أقصر الطرق إلى تنفيذ أعمال النصب، وقد أوقفت دورية من مفرزة استقصاء بيروت، قبل نحو شهرين، فتاتين مشتبها فيهما بجرائم سلب مسلح. والمعلومات تبين أنهما متورطتان في عمليات السلب تحت غطاء عملهما في مجال الدعارة، إذ كانتا تروجان لنفسيهما بواسطة موقع إلكتروني. أمام هذا التطور، يبدو التحدي شبه مستحيل أمام عناصر مكتب حماية الآداب الذين لا يتخطى عديدهم 25 عسكرياً مكلفين العمل على الأراضي اللبنانية كافة، فضلاً عن أنهم، أصلاً، غير مؤهلين للتعامل مع التقدم التكنولوجي وتطوارته اليومية».
وأكد بأن «مكتب حماية الآداب غير مجهز بالمؤهلات المعلوماتية لمواجهة هذه المشكلة، ويجد عناصره صعوبة في الوصول إلى المشغل».
أبو كسم
واختتمت الندوة بكلمة الخوري عبده أبو كسم الذي رأى أن «ما يحدث اليوم عبر وسائل الإعلام خطير ومخز، بحيث أن هذه الوسائل مدعوة لنشر الحقيقة دون سواها، وللعمل على نشر مبادىء السلام، والدعوة إلى الخير ونبذ الشر، والسير بالإنسانية نحو عالم يليق بالإنسان ويحقق المثل العليا».
ودعا القيمين على إدارة الوسائل الإعلامية إلى أن يعوا حقيقة دعوتهم ويسيروا وفق ضمائرهم، وما تقتضيه الأخلاقيات الإعلامية، لأن في ذلك ضماناً للمجتمع وصوناً للوطن.  

السابق
تحذير: بروز أنواع جديدة من المخدرات !!
التالي
وهبي:التهدئة بالتعاطي المسؤول مع دور المجلس النيابي الموقف العربي سيتجه الى التصعيد استجابة لآمال الشعب السوري