حسين حطيط: موسى الصدر مثالا لي في خدمة الآخر

حسين حطيط

ما معنى أن يُقدم شخص ولوحده على بناء مبنى جامعي في بلدة جنوبية، وأن يقدمه كتبّرع للوقف الشيعي الذي بدوره يسلمه للجامعة الاسلامية في لبنان التابعة للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى؟
ربما لا يمكن فهم هذه الظاهرة الا اذا كان هذا المتبرع من رفاق السيد موسى الصدر منذ وصوله الى لبنان.

"أنشأتُ هذا المبنى، بنيّة ان يكون مبنى للمسنين، ولكن بعد استشارة كل من الشيخ عبد الأمير قبلان، والسيد محمد حسين فضل الله، نصحاني بالعدول عن الفكرة لأنها مكلفة جدا". يقول رجل الاعمال الحاج حسين حطيط.
واليوم وبعد الإفتتاح الرسمي للمبنى، إلتقت (شؤون جنوبية) الحاج حسين حطيط الذي حدّثنا عن تفاصيل تأسيس هذا الفرع الجامعي في إحدى قرى قضاء الزهراني، الا وهي البابلية فقال: "تبلغ مساحة الأرض 6000 متر، اما البناء فـ 5000 مترمربع".
ولكن لماذا قدّمت الأرض والبناء؟. يجيب الحاج حسين حطيط فيقول: " عندما ينعم الله عليك، واجبك ساعتئذ أن تعمل شيئا. وكنت سابقا قد ساهمت في تأسيس الثانوية الرسمية، وفي العديد من المشاريع في البلدة، وفكرّت بمشروع خاص يحمل اسمي فكان هذا المبنى، وأيضا لأجل أن يستفيد الناس".

ويتابع: " كنت أطمح لاقامة دار للمسنين بدل اقامة هذا الصرح العلمي. ففي البلاد الأوروبية المسّن له قيمة، وهو بحد ذاته مهمّ للدولة والمجتمع، ورغم ان مجتمعنا يدّعي اهتمامه بالمسنّ الا اننا نرى العكس، فحتى أهله وذويه يتخلون عنه. ولو تم العمل بدار للمسنين، كما كنت أرغب، لكنا كمؤسسة اجتماعية تتلقى المساهمات من وزارة الشؤون الاجتماعية ومن المؤسسات الرسمية والخاصة". ويتابع: " كنت قد قمتُ بجولة على دار المسنين بصيدا، وعلى الدار التي أنشأها الراحل السيد محمد حسين فضل الله في الجنوب، ولكن كما أخبرتُك قيل لي ان الموضوع مكلف جدا في مرحلة ما بعد الانتهاء من البناء والتجهيزات، حيث لا بد من تقديم خدمات مستمرة للمسّن تفوق بعض الإمكانيات".

وحول نوع الاختصاصات في الجامعة يقول: "هذه الكليّة تشمل جميع الاختصاصات كالزراعة، والتكنولوجيا، والمعلوماتية، والتمريض وغيره، وليس الدراسة مقتصرة على اختصاص واحد فقط".
ويلفت الى: " البناء انتهينا منه في العام الماضي، ولكننا انتظرنا اليوم مع دخول الحكومة الجديدة للحصول على ترخيص، أما التكلفة فكانت للأرض والبناء مليونا دولار، تكفلتُ بها وحدي".
 
"ولكني اشترطت على الجامعة الاسلامية ان يكون لأساتذة بلدة البابلية أولوية في حال تساوت كفاءاتهم واختصاصاتهم مع اختصاصات وكفاءات ابناء القرى المحيطة، وكذلك الامر بالنسبة للإداريين حيث أن الافضلية لأبناء البلدة طبعا".
ويشير الى ان الكلية: " تتسع الكلية لـ600 طالب، واشتريت مؤخرا قطعة أرض مواجهة للكلية تبلغ مساحتها 6000 متر أيضا سنضمها الى الجامعة، وستكون لصالح الوقف الشيعي، وقد سجلتها باسم الاوقاف".
ويعود حطيط بالذاكرة الى سبعينيات القرن الماضي فيقول: " في أيام السيد موسى الصدر وعندما جئت من الإمارات إشترينا 45000 متر على الرميلة لبناء الجامعة الاسلامية، واشترينا ايضا أرض مستشفى الزهراء الحاليّة".

وتعود معرفتي بالسيد موسى الى بدايات عودته الى لبنان، فقد كان لا يملك منزلا يقطنه حتى، وقد كان يسكن عند شخص درزي على الروشة، وبعد 15 سنة إشترينا له منزلا على بئر حسن من شخص يدعى حسين عبدالله". "إنه كان مثالا في خدمة الآخر، ونفيّ الذات، والتواضع، وحبّ الخير". ويؤكد حطيط مرارا أن جلّ هدفه من تأسيس الجامعة "هو خدمة الطلاب والعلم". "ونحن اليوم بانتظار الرخصة لتفتح الجامعة، ولتسجيل الطلاب للعام الدراسي الجديد".
وبالعودة الى العقود الثلاثة الماضية يذكر حطيط قائلا: " كنت قد ساهمت في تأسيس جمعية التضامن الإنمائي في البلدة، والتي أسست الثانوية الرسمية وأجرّتها لوزارة التربية آنذاك".
"ولكن هل تقتصر خدماتك على أبناء الجنوب والطائفة والبلدة فقط؟. يؤكد حطيط ان: " ليّ عدد من المساهمات في المشاريع التي تخصّ أبناء الجنوب بنسبة تبلغ الـ90% منها، اما الـ10% الباقية فهي لبقية الجمعيات الإنسانية والخيرية في مختلف المناطق في لبنان". 

السابق
الديار: سوريا لن تشارك في الرباط ولـبنـان بـطـلاً والمعلومات يكتشف القتَلَة
التالي
اعلان قيام دولة فلسطين أم ربيع الأمة ؟!