الديار: سوريا لن تشارك في الرباط ولـبنـان بـطـلاً والمعلومات يكتشف القتَلَة

لن تشارك سوريا في اجتماع الرباط مثلما كان مقرراً بعد بيانات صدرت في الرباط من قبل وزير الخارجية التركي محمد داوود أوغلو هاجم فيها الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك مواقف عربية أيدت الهجوم التركي على سوريا وهذا ما يؤكد بأن الاتجاه في الجامعة العربية حاسم باتجاه اتخاذ مواقف حاسمة ضد سوريا وذهاب الامور الى التصعيد.
في هذا الاطار، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين انه بعد صدور قرار الجامعة العربية حول سورية بتاريخ 12 الشهر الجاري عملت بعض الدول العربية الشقيقة على طرح حلول لإعادة المصداقية والشرعية إلى طريقة عمل الجامعة العربية ودورها كما أكدت على الأهمية البالغة لحضور سورية الاجتماع الخاص بالتعاون العربي التركي والاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في الرباط.
وأضاف المصدر.. نتيجة لذلك قررت سورية المشاركة في هذين الاجتماعين تلبية لرغبة هذه الدول العربية وإيمانا منها في تعزيز العمل العربي المشترك بعيدا عن ردود الافعال وعلى الرغم من معرفتها بما يحاك ضدها من الضغوط التي تمت ممارستها على الدول التي سعت إلى استصدار هذا القرار المشين.
وأضاف المصدر في ضوء التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في المغرب والتي تم إبلاغنا بها رسميا فقد قررت سورية عدم المشاركة في هذين الاجتماعين.
وأوضح المصدر أن سورية التي كان هاجسها الدائم هو حماية حاضر ومستقبل الامة العربية وصونه وإبعاد التهديدات الموجهة ضد قضاياها المصيرية ستستمر في القيام بدورها القومي على الرغم من كل المحاولات الهادفة إلى تدمير العمل العربي المشترك ومؤسساته.
الى ذلك، دعت روسيا المجلس الوطني السوري إلى حوار مع نظام الرئيس السوري، فيما أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن المجلس حريص على التوصل إلى حل تفاوضي، يجنب سوريا حرباً أهلية أو تدخلاً عسكرياً أجنبيا.
ودعت الخارجية الروسية المعارضة السورية إلى الدخول في حوار مع دمشق. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء وفد من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة غليون محادثات في موسكو.
وقالت الخارجية الروسية إنه خلال اجتماع مع وفد من المعارضة السورية برئاسة غليون حث الديبلوماسيون الروس «كل جماعات المعارضة السورية التي ترفض العنف كوسيلة لتحقيق غايات سياسية على الانضمام فورا لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية لحسم الأزمة مع سوريا من خلال إطلاق الحوار بين السلطات السورية والمعارضة».
ومن جهته قال غليون امس إن موسكو أكدت حرصها على تعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية، مستبعداً تكرار السيناريو الليبي في بلاده.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي أن غليون أعرب – عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو – عن ارتياحه لنتائج المحادثات التي وصفها بأنها مفيدة ومثمرة. لكنه قال إنه لم يستطع إقناع الروس بوجهة نظره، كما لم تستطع موسكو إقناع الوفد بما تراه.
وقال غليون إن فكرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري لم تبحث خلال اللقاء، لكن الجانب الروسي أكد حرصه على مواصلة الاتصالات مع المجلس خلال الفترة المقبلة.
وأبلغ غليون الجانب الروسي خلال اللقاء أنه ينبغي على كل الدول الحريصة على الحل السلمي للوضع في سوريا دفع الأسد إلى التنحي، مشدداً على أنه أوغل في قتل الشعب السوري وأصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، واعتبر أن رحيل الأسد يكون خطوة نحو التوصل إلى الحل السلمي.
وقال إن الثورة في سوريا سلمية وكل التنسيقيات في المحافظات اختارت الأسلوب السلمي، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى نزوع البعض لحمل السلاح بسبب شدة القمع من جانب النظام. ولفت إلى أن عدد القتلى زاد عن خمسين يومياً وهذا الأمر يدفع البعض إلى حمل السلاح لكن الثورة سلمية وستظل كذلك.
واستبعد غليون تكرار السيناريو الليبي في سوريا، مؤكداً على اتفاق المواقف بين المجلس والروس على ضرورة تجنب الانزلاق نحو السيناريو الليبي، وقال إن المجلس الوطني حريص على الحل السلمي السياسي للوضع من خلال الحوار. وأكد الاستعداد للحوار مع كل الأطراف التي لم تتورط في قتل السوريين مشدداً على رفض التدخل العسكري الخارجي بكل أشكاله.
 وكان غليون أجرى جولة محادثات مع لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف. وصرح غليون قبيل لقاء وزير الخارجية الروسي أن المجلس يتحاور مع أطراف في النظام لم تلوَّث أيديها بالدماء، على حد تعبيره. وأكد أن المجلس حريص على التوصل إلى حل تفاوضي، يجنب سوريا حرباً أهلية أو تدخلاً عسكرياً أجنبياً.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إنه يأمل أن تغير روسيا والصين من موقفيهما إزاء سوريا. وأضاف أن الأوروبيين سيسعون الى تقوية علاقاتهم مع المعارضة السورية, وسينسّقون مع الجامعة العربية في مجلس الأمن بخصوص الموقف من سوريا.
في هذا الوقت، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان «تركيا لم تعد تثق بالنظام السوري»، محذرا الرئيس بشار الاسد من ان «قمعه الوحشي لمعارضيه سيعني وضع اسمه في قائمة القادة الذين يعتاشون على الدم»، حسب وصفه.
ودعا اردوغان الرئيس السوري الى معاقبة المسؤولين عن الهجوم الذي تعرضت له البعثة الديبلوماسية التركية في دمشق.
وقال اردوغان، مسميا الرئيس السوري باسمه الاول: «بشار، لديك آلاف الناس في السجون، ولا بد لك من ان تجد المتسببين وتعاقبهم». واضاف اردوغان، الذي حاول ان تكون تصريحاته محايدة سياسيا، قائلا: «ليس في توقعاتنا ان يلبي نظام الاسد جميع مطالبات الشعب (السوري)، وامنيتنا، بعد ان اصبحت الامور عند نصل السكين، الا تدخل الامور في طريق اللاعودة، والذي يؤدي الى حافة الفوضى».
وقال اردوغان: «لا نظام يمكنه البقاء مع ممارسة القتل او الزج بالسجون، لا احد يمكنه بناء مستقبل بدماء المعارضين».
الى ذلك، رفض مجلس التعاون الخليجي امس دعوة سوريا لعقد قمة عربية طارئة مما يجعل من المستبعد الى حد بعيد ان توافق جامعة الدول العربية على عقد القمة.
وكانت سوريا دعت يوم الاثنين لعقد قمة طارئة في محاولة على ما يبدو لوقف قرار تجميد عضويتها بالجامعة العربية بسبب قمعها العنيف للمتظاهرين.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية قال انه أرسل الطلب السوري الى اعضاء الجامعة الاثنين والعشرين وانه لا بد من موافقة 15 دولة لعقد القمة.
ولكن عبد اللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون الخليجي قال ان المجلس الذي يضم ست دول يواصل دعمه لجهود الجامعة العربية لوضع حد لاراقة الدماء في سوريا.
من جهة اخرى، دان مجلس الأمن الدولي امس بشدة الهجمات التي شنها متظاهرون مؤيدون للحكومة على سفارات أجنبية في سوريا ودعا دمشق الى حماية المباني الديبلوماسية والعاملين فيها.
وجاء في بيان للمجلس الذي يضم 15 عضوا «أعضاء مجلس الامن يدينون بأشد العبارات الهجمات على عدة سفارات ومبان قنصلية في سوريا.»
واضاف البيان ان اعضاء المجلس «يؤكدون مطالبتهم السلطات السورية احترام المنشآت الديبلوماسية والقنصلية والعاملين فيها وبأن تبدي احتراما كاملا لالتزاماتها الدولية في هذا الخصوص.»
داخليا، اعلنت وكالة سانا انه تم امس إخلاء سبيل 1180 ألف ومئة وثمانين موقوفاً تورطوا في الأحداث في سوريا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء.
وكان قد تم في الخامس من الشهر الجاري إخلاء سبيل 553 موقوفاً تورطوا في الأحداث بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وعلى الصعيد الميداني، قالت «لجان التنسيق المحلية في سورية» المعارضة ان عدد قتلى مواجهات امس بلغ اربعة بينهم طفلان، سقط اثنان منهم في حماة وقتيل في كل من ادلب وحمص.
وسبق لناشطين سوريين ان ذكروا امس ان ما لا يقل عن 80 شخصا قتلوا الاثنين معظمهم في مواجهات بين معارضين محتجين وجنود منشقين من جهة وقوات الامن والجيش السوري من جهة ثانية، وعلى الاخص في جنوب البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان 40 جنديا وعناصر من افراد الامن السوري قتلوا في مواجهات مع جنود سوريين منشقين هاجموا عربات عسكرية في محافظة درعا جنوب البلاد المحاذية للاردن.
واظهرت لقطات فيديو بثتها محطات فضائية عربية دبابة سورية والنيران تشتعل فيها، الى جانب احتراق عربات اخرى.
ويعتقد ان 12 جنديا من المنشقين قتلوا في هذا الهجوم، حسب المرصد، في حين سقط 23 مدنيا في اطلاق نيران من اسلحة قوات الامن من نقاط تفتيش وسيطرة عسكرية وامنية.
من جهة ثانية، قال السفير الأردني في دمشق عمر العمد في تصريحات صحفية نشرت امس إن شخصين من ضمن حوالى 120 متظاهرا سوريا تمكنا من اقتحام سور مبنى السفارة الأردنية في دمشق الاثنين وأنزلا العلم الأردني ومزقاه.
وأضاف أن «الأمن السوري لم يتخذ أي إجراء لمنع هذين الشخصين من الدخول إلى باحة السفارة»، نافيا الأنباء التي تناقلتها مواقع إلكترونية عن رفع علم حزب الله اللبناني أو العلم السوري مكان العلم الأردني.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد دعا – ضمنا – الرئيس السوري إلى التنحي من أجل مصلحة بلاده، وذلك في مقابلة بثتها بي بي سي. وقال «أعتقد أنني لو كنت مكانه لتنحيت… وكنت سأتنحى وأعمل على ضمان أن تكون لدى أي شخص يأتي من بعدي القدرة على تغيير الوضع الراهن الذي نراه».  

السابق
سياسة البحر من أمامكم!
التالي
حسين حطيط: موسى الصدر مثالا لي في خدمة الآخر