الاخبار: العربي يُعدّ لمؤتمر موسَّع للمعارضة: غليون في موسكو لتجنُّب تدخُّل عسكري

بدا أنّ الاتفاق بين المعارضين السوريين بحاجة إلى إعداد معمَّق برعاية الجامعة العربية التي تُعدّ لعقد مؤتمر موسَّع، في ظل سعي برهان غليون من موسكو إلى «تجنيب سوريا تدخّلاً خارجياً»

تحوّل الاجتماع الذي كان من المقرر أن يكون رسمياً بين مختلف أطياف المعارضة السورية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في القاهرة أمس، إلى لقاء تشاوري غير رسمي، تمهيداً لعقد مؤتمر يضمّ الجميع، بعد أن تقدّم مختلف الأطراف المعارضة رؤيتها السياسية «لعملية انتقال السلطة» في سوريا، وللتوصل إلى تأليف إطار موحَّد للمعارضة، وفق مصادر الجامعة العربية. وبينما كان وفد «المجلس الوطني السوري»، برئاسة برهان غليون، يجدّد من موسكو رفض التدخل العسكري، كشفت مصادر صحيفة «حرييت» التركية أنّ طلب «المجلس» من أنقرة فتح مكتب له على الأراضي التركية «موضوع على جدول أعمال الحكومة التي لم تحدّد بعد أين ومتى سيُفتح مثل هذا المكتب»، مع ترجيح مصادر صحيفة «توداي زمان» التركية الموالية أن يكون المكتب في إسطنبول. ونقل عضو «المجلس الوطني» خالد خوجا عن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو قوله إنّ أنقرة «ملتزمة بدعم المجلس الوطني، ما استمر بتقديم نفسه بديلاً للنظام الحالي».

وفي القاهرة، طلبت الجامعة العربية من التنظيمات السورية المعارضة تقديم رؤيتها لعملية انتقال السلطة قبل مؤتمر أكبر يعقد بشأن مستقبل سوريا. وأشار القيادي في «المجلس الوطني»، عبد الباسط سيدا، إلى أن مسؤولي الجامعة أجروا محادثات غير رسمية مع أعضاء في المعارضة السورية في القاهرة أمس، على أن «تعلن الجامعة قريباً موعداً لمؤتمر يضم الكثير من جماعات المعارضة السورية، لبحث السبل اللازمة والوقت المطلوب للتحرك صوب فترة انتقالية، وقد نناقش آلية التفاوض مع النظام بشأن التنحّي». بدوره، أشار مسؤول في الجامعة، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن العربي «طلب من المعارضين أن يقدموا في وثيقة رؤيتهم لسوريا من خلال فترة انتقالية». وأضاف المسؤول أن الجامعة ستعقد مؤتمراً كبيراً مع المعارضة السورية لبحث خططها، مع تحديد موعد بعد اجتماع الجامعة اليوم في المغرب.

وفي السياق، أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني جبر الشوفي، من القاهرة، أن قوى المعارضة «لا تزال ترتّب أوراقها للاتفاق على موعد الاجتماع المحتمل أن يكون نهاية الأسبوع المقبل»، وذلك في حديث مع «الأخبار». وقد أوضح مسؤول في الجامعة العربية لـنا أن الجامعة «تفتح أبوابها أمام عناصر المعارضة للوصول إلى مجموعة موحّدة يجري التوافق على تمثيلها لمختلف أطياف المعارضة ويسهل التعامل معها وإقناعها ودفعها إلى قبول الجلوس مع النظام السوري».

على صعيد آخر، لفت غليون من موسكو، بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، إلى أن روسيا أكدت حرصها على تعزيز الاتصالات مع الجامعة العربية بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية، مستبعداً تكرار السيناريو الليبي في بلاده، وهو ما «اتفق عليه المجلس الوطني مع المسؤولين الروس»، بحسب غليون. ورغم أن وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» نقلت عن غليون ارتياحه لنتائج المحادثات «المفيدة والمثمرة»، فإن المعارِض السوري اعترف بأنه لا وفده تمكّن من تغيير موقف روسيا، ولا الأخيرة تمكنت من تعديل رأي مجلسه المعارض. وأوضح أن «زيارتنا لروسيا هدفها التوصل إلى رؤية لحل تفاوضي يجنِّب سوريا تدخلاً عسكرياً وحرباً أهلية»، مشدداً على ضرورة تنفيذ السلطات السورية القرارات العربية «قبل أي حوار». وقد أبلغ غليون الجانب الروسي خلال اللقاء أنه «ينبغي على كل الدول الحريصة على الحل السلمي للوضع في سوريا دفع (الرئيس بشار) الأسد إلى التنحّي».

وبينما كرر أنّ «الثورة في سوريا سلمية»، إلا أنه اعترف بـ«نزوع البعض لحمل السلاح بسبب شدة القمع من جانب النظام». وجدّد الطمأنة إلى استعداد المعارضة للحوار «مع كل الأطراف التي لم تتورط في قتل السوريين»، مشدداً على رفض التدخل العسكري الخارجي «بكل أشكاله».
بدورهم، وجّه المسؤولون الروس «نداءً إلى كل مجموعات المعارضة السورية التي ترفض العنف وسيلة لتحقيق غايات سياسية، للانضمام فوراً إلى تنفيذ مبادرة الجامعة العربية من الحوار مع السلطات».  

السابق
الانباء: تهديدات أبلغت للحكومة اللبنانية عشية التصويت على قرار الجامعة بشأن سورية
التالي
الكتائب: تناقضات الشيخوخة