شهيد وأربعة جرحى في غارات على غزة وإسرائيل تمدّد قرار تجميد الأموال للسلطة الفلسطينية

واصلت إسرائيل، أمس، فرض ضغوطها على السلطة الفلسطينية لثنيها عن قرارها الرافض لاستئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، وعقاباً على مضيها قدماً في معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المنظمات الدولية، إذ مدد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرار وقف تحويل عائدات الضرائب، تزامناً مع محادثات أجراها مسؤولون من اللجنة الرباعية في رام الله للبحث في سبل العودة إلى المفاوضات.

في هذا الوقت، عمد جيش الاحتلال إلى تصعيد الوضع الأمني في قطاع غزة، حيث استشهد فلسطيني وأصيب أربعة آخرون في غارات إسرائيلية استهدفت مقراً للشرطة الفلسطينية التابعة لحركة حماس في شمالي غزة.
وقرر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر وقف تحويل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية. وكانت إسرائيل قد أوقفت تحويل العائدات التي تجمعها بالنيابة عن السلطة الفلسطينية في الأول من تشرين الثاني الحالي، بعد يوم من منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عضويتها الكاملة للفلسطينيين في إطار جهودهم للحصول على اعتراف الأمم المتحدة.
تصل الأموال التي تشمل الجمارك على السلع التي تستورد للأراضي الفلسطينية إلى نحو 100 مليون دولار شهريا وهي ضرورية لسداد رواتب الموظفين العموميين.
وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إن «لا تغيير في موقف إسرائيل بوقف تحويل الأموال مؤقتا»، في وقت ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزير الدفاع إيهود باراك طالب برفع التجميد، محذرا من أن أزمة السيولة يمكن أن تضعف السلطة الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل في المجال الأمني.
وفي رد على هذا الإجراء، قال أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن قرار الحكومة الإسرائيلية «مؤشر على استمرار اسرائيل في الحرب السياسية والاقتصادية ضد السلطة، وهو رسالة الى الرباعية الدولية التي تجتمع لكي تجد طريقا نحو حل أزمة المفاوضات، ورسالة الى العالم بأسره، وهذا لن يقود إلا الى المزيد من انسداد الافق امام كل العملية السياسية».

وكان مسؤولون من الرباعية قد أجروا محادثات في رام الله مع الرئيس محمود عباس وعدد من المفاوضين الفلسطينيين، بالإضافة إلى مسؤول إسرائيلي في القدس المحتلة، للبحث في سبل العودة إلى المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وأشارت الرباعية في بيان إلى أن «المبعوثين (التابعين لها) طلبا من الطرفين تهيئة بيئة مواتية لاستئناف المحادثات وحثوا الطرفين على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية».
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية («وفا») أن عباس أبلغ ممثل الرباعية طوني بلير تمسكه برفض استئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون وقف الاستيطان والالتزام بحل الدولتين.

وشدد عباس، في المقابل، على التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام، واستعداده للتعاون المستمر مع اللجنة الرباعية بما في ذلك شرح الموقف الفلسطيني.
وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية بعد الاجتماع إن الفلسطينيين الذين طالبوا إسرائيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي التي احتلتها في العام 1967 لم يظهروا استعدادا لاستئناف محادثات السلام المباشرة.
في هذا الوقت، استشهد فلسطيني وأصيب اربعة آخرون بجروح، وصفت حال أحدهم بالخطرة، في سلسلة غارات شنها سلاح الجو الاسرائيلي فجر أمس على مبنى الشرطة البحرية التابع لحكومة حماس في شمالي.
وقال المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس ادهم ابو سلمية «استشهد المواطن محمد الكيلاني وأصيب اربعة آخرون، جروح احدهم خطرة، في القصف الجوي شمال غرب مدينة غزة».

السابق
تشيلسي كلينتون تعمل مراسلة لشبكة تلفزة أمريكية
التالي
واتكنز: قلقون على أمن اليونيفيل في لبنان