اللواء: إستياء خليجي من موقف لبنان ··· ومنصور ينجو من طرح الثقة

خارج التصريحات والمواقف التي توزعت بين <التمريك> والجدية، جرت مشاورات رئاسية رفيعة المستوى للسيطرة على اجواء الانقسام المحمومة في البلاد، والتي شكل الاشتباك بالكراسي بين الوزير السابق فايز شكر والنائب السابق مصطفى علوش عينة من عيناتها الخطيرة على مرأى ومسمع اللبنانيين المقيمين والمغتربين والرأي العربي والاجنبي·
وبصرف النظر عما عبر عنه المشهد التلفزيوني من هبوط في الخطاب السياسي وفقدان آليات الحوار، والخروج عن اللياقة وآداب التخاطب، فإن موقف لبنان المعارض لقرار مجلس الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في المجلس، بقي في دائرة التجاذب الذي لم يبق محصوراً داخل اطار المواقف السياسية، بل تعداه الى مجلس الوزراء حيث استبق وزراء جبهة النضال الوطني الجلسة المقررة اليوم بموقف اعتراضي على ما فعله وزير الخارجية عدنان منصور بأخذ موقف الطرف، بدلاً من موقف النأي، او اقله التشبه بالموقف الذي اتخذه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالامتناع عن التصويت، وربما تصل شظايا الانقسام الى جلسة مجلس النواب غداً والتي كانت محددة مسبقاً للاسئلة والاجوبة·

وازاء عزم طرفي الانقسام المضي في التعبير او حشد الدعم كل لموقفه، بالقدر الذي يتناسب او يتخطى تطور الوضع في سوريا، رفع الرئيس نجيب ميقاتي من مستوى دفاعه او شرحه لموقف لبنان في مجلس الجامعة، لاحتواء الاعتراضات اقله في الحكومة، وامتصاص الانتقادات والدفاع من حيث انتهى الرئيس ميشال سليمان في طرابلس من ان لبنان ضد عزل اية دولة عربية·

وكشف مصدر وزاري لـ<اللواء> ان الاتصالات تركزت على حصر المناقشة داخل المؤسسات، وتجنيب اطلاق العنان لمواقف متشنجة تساهم في اثارة الشارع المنقسم ايضاً مناطقياً وسياسياً وطائفياً ازاء ما يجري في سوريا، قبل قرار مجلس الجامعة وبعده·
 
وتبعاً لذلك، اكد المصدر ان جلسة مجلس الوزراء اليوم في السراي الحكومي سيكون ايقاعها مضبوطاً من دون تصعيد، وان وزراء جبهة <النضال الوطني> سيكتفون بتسجيل اعتراضهم على الموقف اللبناني، الذي لم يطلعوا عليه مسبقاً، وتم تهريبه من دون معرفتهم، بالاضافة الى انهم كانوا يفضلون لو كان القرار شبيهاً بالموقف العراقي، مع الاشارة هنا الى ان النائب وليد جنبلاط تجاهل في موقفه الاسبوعي لجريدة <الانباء> الصادرة اليوم عن الحزب التقدمي الاشتراكي الموقف اللبناني، مكتفياً بالاشارة في الموضوع السوري، الى ان المبادرة العربية هي افضل طريق لخروج سوريا من هذه المحنة ولوقف مسلسل العنف والعنف المضاد، معتبراً بأن هذا الامر لا يتم الا باصلاح سياسي جذري كما ورد في بنود تلك المبادرة·

ولفت المصدر الى ان الاتصالات التي اجراها الرئيس ميقاتي ومعه ايضاً الرئيسان ميشال سليمان ونبيه بري ساهمت في تهدئة المواقف، مشيراً الى ان رئيس الحكومة ستكون له في استهلالية الجلسة مطالعة في الموقف اللبناني، الذي سيصفه بأنه كان <أهون الشرين في ظل التطورات الراهنة في الازمة السورية والاجواء المحيطة بها في مجلس الجامعة>، وسيضع الوزراء في أجواء التحرّك الدبلوماسي الذي بدأه أمس، عبر لقاءات منفردة عقدها مع السفراء العرب والأجانب لشرح هذا الموقف، بعدما لمس التباساً في فهم ابعاده، خصوصاً وأن الوزير منصور ذهب بعيداً في تفسيره، بحيث فهم من أوساط الدبلوماسيين العرب أن لبنان خرج عن الحياد الذي التزمه منذ تأسيس الجامعة العربية، وهو ما نفاه الرئيس ميقاتي للسفراء العرب الذين التقاهم، أمس، وسيلتقيهم اليوم أيضاً، مؤكداً لهم بان الموقف الرسمي اللبناني هو الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية في مدينة طرابلس أمس الأوّل، والذي أعلنه شخصياً في خطابه خلال مأدبة الغداء التكريمية التي اقامها على شرف الرئيس سليمان في طرابلس أيضاً، بحسب ما نقله عنه سفير الاردن زياد المجالي الذي نفى في المناسبة ان يكون الملك الأردني عبد الله الثاني قد طالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي، موضحاً بأن الملك قال بالحرف <انا لو كنت مكانه لتنحيت>··

تزامناً، كشف مصدر دبلوماسي خليجي لـ?<اللواء> أن دول مجلس التعاون الخليجي أعربت عن استيائها البالغ من وقوف لبنان ضد قرار الجامعة، وتخوف المصدر من انه إذا لم تتدارك الحكومة اللبنانية، في محطات لاحقة، هذا الخطأ، أن ينعكس ذلك مزيداً من العزلة على الحكومة وعلى لبنان، الأمر الذي يؤدي إلى تأثر مصالح لبنان الاقتصادية والمالية سلباً·

مجلس الوزراء تجدر الإشارة إلى أن الجلسة ستناقش اليوم جدول أعمال من 78 بنداً، بعدما أضيف إلى جدول أعماله الأصلي المتضمن 61 بنداً، ملحق بمجموعة بنود عادية، من أبرزها موضوع تعديل مادة في قانون المجلس الدستوري يتيح له تفسير بعض مواد الدستور بخصوص صلاحيات رئيس الجمهورية، والاشكاليات الدستورية التي سبقت انتخاب الرئيس سليمان في العام 2008، بالإضافة إلى طرح وزير الطاقة جبران باسيل، استكمال تنفيذ الاشغال المتبقية من خط عرمون – بصاليم، والذي يثير اعتراضات في منطقة المنصورية، فيما لوحظ ان وزير الداخلية مروان شربل أعاد إدراج بند تطويع بين 4000 إلى 6000 عنصر دركي متمرن في مديرية قوى الامن الداخلي والذي كان اثار اعتراضات من الوزراء·

اما جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غداً في بعبدا برئاسة الرئيس سليمان فستقتصر على معاودة البحث في قانون الانتخاب، وفي مشروع القانون الذي اعده الوزير شربل لاستعادة الجنسية·

جلسة الأسئلة والأجوبة واستبعدت المصادر الحكومية، أن تصل جلسة الأسئلة والأجوبة التي ستعقد غداً في المجلس النيابي إلى حد طرح الثقة بوزير الخارجية، نظراً لأن الوزير سيكون في الرباط التي سيتوجه إليها اليوم مزوداً بتعليمات جديدة تتناسب مع الشروحات التي أوضحها الرئيس ميقاتي، فضلاً عن الاتصالات التي جرت أمس تناولت في جانب منها ضرورة ضبط إيقاع الجلسة بحيث لا تخرج عن نطاق الأسئلة والأجوبة ضمن جدول الأعمال الذي وضعه الرئيس بري·

وكانت مصادر نيابية في تيار المستقبل قد أوضحت لـ <اللواء> بأن موقف لبنان في الجامعة سيثير عاصفة سياسية كبيرة في وجه الحكومة، مشيرة إلى أن هناك توجهاً جدياً لطرح الثقة بالوزير منصور الذي أظهر في أدائه أنه ناطق باسم النظام السوري وليس باسم الحكومة التي يمثل·

إلا أن مصدراً نيابياً في قوى 14 آذار، لاحظ أن آلية طرح الثقة بوزير غير متوافرة غداً، إذ تتطلب الآلية طرح سؤال خطي على الحكومة وانتظار ردها، وبناء على ذلك إذا لم يكتف النائب برد الحكومة يتحول السؤال إلى استجواب، وفي هذه الحال، يمكن للنائب أن يطرح الثقة بالوزير المعني إذا لم يقتنع بجواب الحكومة، ويكون ذلك في جلسة خاصة بالاستجواب، وليس في جلسة مخصصة للأسئلة·

وعلى صعيد آخر، اجتمع رئيس كتلة <المستقبل> النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في روما التي وصلها أمس بوزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مابرتي، في حضور الوزير السابق طارق متري، على أن ينتقل لاحقاً الى القاهرة للقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب في إطار مسعى بين الفاتيكان والأزهر بعد المواقف المتباعدة للطرفين· 

السابق
الانباء: بري يناشد خادم الحرمين مصالحة السوريين والعرب و14 آذار تتحضر للتصعيد وصولاً إلى طرح الثقة بوزير الخارجية
التالي
الراي: هل يقفز ميقاتي من المركب السوري مع هبوب العاصفة؟