العرب يخرجون النظام السوري من منظومتهم… والشعب السوري يهاجمهم ويلتفّ حول قيادته

فتح وزراء الخارجية العرب بقرارهم تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة امس الباب امام اخراج النظام السوري من المنظومة العربية، وهو ما ردت عليه دمشق من خلال سفيرها يوسف احمد الذي كان «فوق العادة» مهاجما بعنف قطر ورئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مهددا بشر مستطير سيطول دول الخليج، وغير دول الخليج، قائلاً ان «هذه الدولة الصغيرة قطر تضع نفسها والجامعة في عين العاصفة التي لن تتأخر»، مهدداً «بمحاسبة من صاغوا البيان».

وقرر الاجتماع تعليق عضوية سورية من خلال تعليق مشاركة وفودها في اجتماعات الجامعة ومنظماتها، اعتبارا من 16 نوفمبر الجاري، موعد انعقاد اجتماع وزاري في الرباط، اذا لم تنفذ المبادرة العربية بوقف قتل السوريين العزل في الشوارع. 
وقد عقد السفير السوري لدى الجامعة بعد انتهاء الاجتماع مؤتمرا صحافيا ناريا هاجم فيه بشدة قطر والعربي، واصفا القرار بأنه "غير قانوني ومخالف لميثاقها ونظامها الداخلي"، معتبرا انه "ينعى العمل العربي المشترك واعلان فاضح بأن ادارته (الاجتماع) تخضع لاجندات اميركية غربية".
وقال يوسف ان رئيس الجلسة "انهاها بشكل سخيف وسافر"، مضيفا ان "دولة صغيرة تتنطح الى لعب دور كبير اما تطوعا واما تكليفا ستكون مع الجامعة في عين العاصفة التي لن تتأخر".

وقد عبّر الشعب السوري بشكل لم يتوقّعه معدو بيان الفتنة واستدراج التدخل الأجنبي الذي صدر عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب السبت الماضي، عن رفضهم لكل ما صدر عن هذا الاجتماع من قرارات، فخرج ملايين السوريين في دمشق وكل المدن والمناطق السورية منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس تعبيراً عن تمسكهم بوطنهم ورفضاً لكل أنواع المؤامرات التي تأخذ بين الفينة والأخرى لبوساً مختلفاً أراد لها هذه المرة الأميركي والغرب اللبوس العربي بعد أن عجزوا عن إخضاع سورية وقرارها القومي المستقل.

وبالتوازي مع نزول الشعب السوري إلى الشارع في مشهد قلّ نظيره، أعربت القيادة عن حرصها على عودة العمل العربي المشترك إلى روحيته التي يحددها ميثاق الجامعة العربية من خلال الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية، وأيضاً من خلال الترحيب بقدوم اللجنة العربية إلى سورية، على الرغم من الألم والغضب الذي عبّر عنه الشعب السوري نتيجة ما صدر من قرارات عن اجتماع مجلس الجامعة، جرى إعدادها وإخراجها سلفاً ووفق "سيناريو" أميركي ـ غربي بات مكشوفاً أمام الرأي العام.


وقامت دمشق، بالدعوة إلى قمة عربية عاجلة تبحث الأزمة السورية قد وضعت الحكام العرب جميعاً أمام مسؤولياتهم، ودعتهم إلى التواجه بالحقائق، لأن لدى سورية الكثير الكثير لتقوله ولتُسائِل هي العرب عنه، بدلاً من أن تكون هي موضع مساءلة، من جامعة تحمل الصفة العربية لكنها مرتهنة للمشيئة الأميركية.

 يتبين من هذه الدعوة الرسمية أن سورية هي في موقع الواثقة من مواقفها وقرارها. والقرار السوري له عدة دوافع، فرغم محاولات الالتفاف على مبادرتهم هم بالتراجع عن الحضور إلى دمشق، ها هي سورية اليوم تلاحقهم بالمبادرة التي هم أرادوها، كما أنها تنبههم إلى خطورة الخطأ المتمادي وإلى أن الأزمة السورية ستؤثر عليهم جميعاً. لذلك تدعوهم إلى الحوار واللقاء حتى بالطريقة التي أرادوها، عبر إرسال مراقبين يتبينون حقيقة الوضع على الأرض. فهل يستجيب العرب للصوت السوري الذي يلاقي مبادرتهم بكل إيجابية، أم أنهم سيدوّلون الأزمة باسم مجلس حقوق الإنسان؟

السابق
الراي: 14 آذار على مرمى حجرمن سورية..كسرت حصا وادي خالد وأعلنت دعم الثورة
التالي
النهار: المعارضة نحو طرح الثقة بوزير الخارجية وجنبلاط: لم نكن نحتاج إلى مثل موقف صالح