الاخبار: ميقاتي: لم يعطونا فرصة… لكننا نعمل

يوم أمس، كان شمالياً بامتياز في ظلّ زيارة رئيس الجمهوريّة لطرابلس، والغداء الذي أقامه رئيس الحكومة على شرفه والذي عرض فيه عضلاته الشماليّة، وسط مقاطعة مستقبليّة. مقاطعة في الشمال، وتراجع سياسي في دار الفتوى نفذه الرئيس فؤاد السنيورة.

تدخل البلاد أسبوعاً جديداً في ظلّ تصاعد حدّة الأزمة السوريّة، والانقسام اللبنانيّ حولها. وبانتظار وصول هذه الأزمة إلى أفق معلوم، يبقى البلد وأموره معلّقة. ويعقد مجلس الوزراء اجتماعاً عادياً يوم غد الثلاثاء، وآخر خاصاً بقانون الانتخابات يوم الأربعاء. أمّا حصيلة نهاية الأسبوع فكانت دفاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن حكومته، ورئيس الجمهوريّة ميشال سليمان عن موقف لبنان في الجامعة العربيّة، وتراجع الرئيس فؤاد السنيورة بالكامل عن مشروع ضرب صلاحيّات مفتي الجمهويّة.

«موقف لبنان الأساسي معروف، فلبنان مع الديموقراطيّة وتداول السلطة في كل الدول المحيطة بنا، سواء في سوريا أو في غيرها، لكنه لا يحبذ أبداً تحقيق الأهداف السياسية بالوسائل العنفية»، هذا ما أعلنه رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان من طرابلس. وأضاف سليمان إن موقف لبنان هو التأكيد على ضرورة تنفيذ المبادرة العربية التي انطلقت، «ونتمنى على الجانب السوري الإسراع في تنفيذها في اليومين المقبلين بكل تفاصيلها، وأن يفتح حواراً مع المعارضة السورية بجميع أطيافها الموجودة ويسير بسرعة في الإصلاحات، ما يؤدي إلى العودة إلى المبادرة العربيّة، فالإصلاحات تتطلب سرعة وشجاعة للسير بها وهذا أمر مطلوب. أما بالنسبة الى الموقف المتعلق بمسألة العزل أو انتفاء عضوية دولة ما، فلبنان مبدئياً ضد عزل أي دولة عربية، نظراً إلى الأضرار التي يؤدي إليها».
أما عن الموقف من تمويل المحكمة، فـ«نحن مع تمويل المحكمة الدولية. وإذا كنا قد انتقدناها بسبب بعض الأخطاء، أو أنها خسرت بعض الصدقية، فعلى المحكمة ذاتها أن تستعيد صدقيتها. لكن صدقية الدولة اللبنانية مع قرارات الشرعية الدولية لا يجب أن تفقد أبداً». 
من جهته، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال حفل الغداء الذي أقامه على شرف سليمان، بحضور العديد من الوزراء والسياسيين، أبرزهم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في ظلّ غياب نواب تيّار المستقبل، إن حكومته التي «لم تُعط فرصة لمحاسبة موضوعية ومجردة، نجحت في امتحان العمل، ما يدفعها إلى المضي في مسيرتها لخدمة الناس». وأضاف إنه على الرغم «مما يدور حولنا من اضطرابات، فلأننا نضع في أولوياتنا المحافظة على الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، الذي من دونه لا أمل بغد أفضل». وبرر موقف لبنان في الجامعة العربيّة من الوضع السوري، بأنه «انطلق من اعتبارات ووقائع تاريخية وجغرافية تراعي الخصوصية اللبنانية، التي نعلم أن الإخوة العرب يتفهمونها ويدركون أن لبنان سيبقى دائماً متفاعلاً مع محيطه العربي ومتمسكاً بالحلول التي تحفظ وحدة الدول العربية وشعوبها على قاعدة المبادرة العربية الأخيرة».

دفن تعديلات السنيورة… رسمياً

في تطوّر جديد من نوعه، أكّد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، أوّل من أمس، «على مرجعية دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهوريّة اللبنانية في سائر الشؤون التي تتصل بالأوقاف الإسلامية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية، كذلك أكد المجلس على مؤازرته لمفتي الجمهوريّة في سائر القرارات التي يتخذها في سبيل تحديث المؤسسة وتطويرها». اللافت في هذا البند الذي جاء أولاً في بيان المجلس الشرعي، هو أنه صدر بوجود الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة. وللتذكير، فإن السنيورة كان قد قدّم اقتراحاً لتعديل النظام الداخلي لدار الفتوى، وهذه التعديلات كانت تتضمّن تهميشاً كبيراً لدور المفتي، وحصر دوره بالشؤون الدينيّة.
وقد اتفق المجتمعون على أن يُعد المفتي اقتراحاً للتعديل، تؤازره لجنة من المجلس الشرعي، مهمّتها وضع ملاحظاتٍ على تعديلات المفتي، من دون أن تكون هذه ملاحظات ملزمة. وطالب السنيورة بتأجيل الانتخابات، فأبلغه المفتي أن هذا الأمر من اختصاصه. ومن المتوقع أن يتم تأجيل هذه الانتخابات لفترة تتراوح بين 3 و6 أشهر. ورفض المفتي أن يتم ربط الانتخابات بالتعديلات على النظام الداخلي.
كذلك دافع المجتمعون عن رئاسة الحكومة، إذ رأى «أن التوازنات الدقيقة التي تحكم إدارة الوطن تقتضي احترام المواقع والرموز الممثلة لكل أطياف المجتمع اللبناني، وبالتالي يحذّر المجلس من المسّ أو النيل من موقع رئاسة الحكومة أو أيّ موقع وطني آخر، أو التعامل بكيدية مع أي مسؤول في الإدارات والمؤسسات العامة حتى لا ينعكس ذلك اهتزازاً على الاستقرار العام في البلاد». وبعد الاجتماع، سُئل السنيورة عن وجود خلاف بين تيار المستقبل ومفتي الجمهورية، وماذا يقول لوسائل الإعلام في هذا الإطار، فأجاب السنيورة: «دائماً، هناك أناس ليس لديهم شغلة أو عملة، وهم يحاولون القيام بأمور من أجل بث خلافات بين مجموعات مختلفة. نحن جميعاً نجتمع وهاجسنا مصلحة المسلمين».
شنّ رئيس حزب الكتائب، أمين الجميّل، هجوماً على المقاومة، معتبراً أن «السيادة ليست ناجزة طالما أن القرارات السيادية ليست في يد المؤسسات الدستورية اللبنانية، كقرار السلم والحرب، وتوريط لبنان في حروب ثم التفاوض خارج عن إطار الدولة». ورأى الجميّل أن واقع لبنان منذ تحريره عام 2000 تجاوز «منطق المقاومة من خلال خروج إسرائيل، وانتشار القوات الدولية، ودخول منطق الدفاع الذي لا يكون إلا من خلال الدولة، أي الجيش والدبلوماسية. فمنطق الدفاع يعزز وحدة الوطن ويحميه ويحصّنه دبلوماسياً ويحفظه من أي مؤامرات خارجية، فأي دفاع يعهد الى فئة وطائفة ومذهب يشرذم الوطن».

النسبية «منيحة»

عقدت «الحملة الوطنية من أجل النسبية»، مؤتمراً بعنوان «من أجل قانون عصري يؤمن صحة وعدالة التمثيل»، شارك فيه ممثلون عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس عمر كرامي والنائب ميشال عون، وتحدّث فيه الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، والأمين القطري لحزب البعث فايز شكر وسايد فرنجيّة. وشدّد المتحدثون على ضرورة اعتماد النسبيّة في قانون الانتخابات المقبلة. 

السابق
هل يتحمل لبنان عقوبات دولية؟
التالي
اتحاد المقعدين احتفل بمرور 30 عاماً على انطلاقته