غازي كنعان هدد المطران الراعي بشريط خطير: هل هي حملة فرنسية

كشفت "الديار" عن كتاب تمّ نشره من قبل انطوان بصبوص، المجنّس فرنسياً والمعتمد رسمياً في قصر الاليزيه والذي كان ضمن الوفد الفرنسي الذي استقبل البطريرك الراعي لدى زيارته الرئيس ساركوزي ويتضمن هذا الكتاب معلومات خطيرة لا نعرف إذا كان البطريرك الراعي سيدّعي فيها على ناشر الكتاب انطوان بصبوص. ومما جاء في الكتاب: لماذا خرج البطريرك الراعي عن مسار الموقف التقليدي للبطاركة الموارنة الذين لطالما قيل أن "مجد لبنان أعطي لهم"؟
الإجابة عن هذا السؤال تتطلب العودة الى الوراء حين كان اللواء غازي كنعان الحاكم الحقيقي في لبنان (1982 – 2002) قبل أن يعود الى سوريا ويستلم منصب وزير الداخلية لـ"ينتحر" بعدها في العام 2005. ففي العام 1998، قرر اللواء كنعان، الممسك بخيوط اللعبة اللبنانية والعارف بأسرار اللبنانيين ونقاط ضعفهم، أن يقف في وجه البطريرك صفير الذي لطالما كان يحلم بالاستقلال ويناهض الوجود السوري في لبنان. فحاول ان يخلق للبطريرك أخصاماً من داخل الكنيسة المارونية، وقام باستمالة ثلاث مطارنة وهم: إميل سعادة، ويوسف بشارة، وبشارة الراعي. إلا أن محاولته مع اميل سعادة ويوسف بشارة باءت بالفشل حيث قام هذان الاخيران بإعلام البطريرك صفير بالموضوع. أما الراعي فقد رحّب بمبادرة كنعان، واستقبله مراراً في أسقفية عمشيت بالقرب من جبيل – وقد رافقته في احدى زياراته صحافية من اذاعة صوت لبنان. وكان ذلك الوقت الملائم لزرع أجهزة الكاميرا والتنصت في المكان وذلك تحت ذرائع أمنية.
وبعد أشهر قليلة، اثر تصريح للمطران الراعي لم يرق لكنعان، قام هذا الأخير بطلب المطران الى مقره في عنجر. فاستجاب المطران وتوجه الى عنجر مرفوع الرأس، إلا أنه صدم بتأنيب مضيفه الذي تمحور حول تسجيلات غير مشروعة سجّلت من دون علمه في ارجاء الأسقفية. ولا شك ان محتواها كان مدمراً إذ أن الراعي، جاهشاً بالبكاء، أعلن انه سينتحر إذا ما نشرت هذه التسجيلات. ولم يخرج من محل إقامته لمدة ثلاثة أيام. واليوم يرقد غازي كنعان في مثواه الاخير لكن ما زالت هذه التسجيلات بالحفظ والصون في الارشيف السوري.
وقبل زيارة البطريرك الى باريس، استقبلت شخصيات رفيعة المستوى في دمشق مطران من اصدقاء البطريرك المقربين. فهل جاءت هذه الزيارة لتحضير الخطاب الذي سيلقيه البطريرك أمام الرئيس الفرنسي؟ وحده الفاتيكان يعرف الجواب. أم كان هذا الاخير على علم بأعمال البطريرك "المشينة" قبل انتخابه رأساً للكنيسة المارونية في آذار 2011؟ أنا شخصياً لا أعلم، لكن يمكن للمؤمنين التساؤل عن حلول الروح القدس على بكركي. أما اليوم فقد أصبح البطريرك في وضع حرج نتيجة قوة خارجية تحرّكه كالدمى.
وقد قامت الإدارة الاميركية بإلغاء الزيارات التقليدية الخاصة بالمراجع الروحية المارونية واحداها زيارة البطريرك رئيس البيت الابيض، ما جعل زيارة الراعي الى اميركا تحمل طابعاً رعوياً فحسب. هذه الخطوة الاميركية لن تؤثر على مستقبل أوباما في الانتخابات المقبلة نظراً الى ان المجتمع الماروني الأميركي يختلف وسياسة البطريرك الانقلابية.

السابق
معرض صُوَر قبرصي في صور
التالي
ضرورة إعطاء الأولوية في الدول الديمقراطية لحماية حرية الأديان