احمد قبلان: للتجاوب مع الدعوة الى الحوار والتشبث بالثوابت الوطنية لتجنيب لبنان خضات وأحداث

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، أشاد فيها بالمقاومة ودورها في حفظ كرامة الامة والدفاع عن حقها ومقدساتها، وقال: "إن الواجب يحتم علينا اليوم في ذكرى الشهيد، أن نحفظ دمه، وأن نصون كرامته، كما صان كرامتنا باستشهاده وهو أقل رد للجميل، نحفظه بحفظ المقاومة، بحفظ هذا الخط الجهادي، الذي لولاه لا مجد أعطي للامة، بل لا بقاء لهذه الامة التي تتآكل من داخلها بسبب المتخاذلين والظالمين والمستبدين الذي نصبوا انفسهم اسيادا على هذه الامة، فتاجروا بها وباعوا مقدساتها وأبعدوها عن قيمها ودينها واخلاقياتها، وهم يكملون اليوم المؤامرة عليها خوفا على ملكهم، فباعوا القضية الفلسطينية وباعوا القدس الشريف بل باعوا انفسهم، واليوم يتآمرون عليها بإضعافها من خلال التفرق والتفكك والفتن، يتآمرون عليها باستسلامهم لمشروع الامركة في المنطقة ولو على حساب شعوبهم".

اضاف: "علينا ان نحفظ المقاومة بأشفار العيون، فهي عزنا وكرامتنا ومصدر قوتنا وأساس بقائنا، وهذا ما أثبتته التجارب والمحن التي تعرضت لها الامة عبر التاريخ، فلا خير في قادتها وزعمائها، الشعوب تقتل والثروات تباح ولا من يحرك ساكنا، فنحن لن ننسى قانا ولا غزة ولا افغانستان ولا العراق ولا الصومال ولا السودان".

وتوجه الى القادة العرب بالسؤال: "أين انتم ايها القادة العرب؟ يا من يدعي الشرف والخوف على العروبة والقومية، أالآن حملتم راية حقوق الانسان؟ والحريات العامة؟ والديمقراطية؟ أين انتم من هذه الشعارات؟ أالآن تخافون على الديمقراطية وعلى حقوق الانسان وعلى الحريات في سوريا؟ أين انتم من الديمقراطية في دولكم؟ هل هذا هو الضمير الانساني؟ نقول لكم أعيدوا النظر في أفكاركم وفي تطلعاتكم السياسية وفي خياراتكم، ولا تتاجروا بالامة من جديد، ولا تدخلوها في متاهات الفتن الطائفية والمذهبية والحروب الداخلية والخارجية، أتوجه اليكم بالنصيحة وأدعوكم الى توحيد صفوفكم في مواجهة المؤامرة الاميركية الصهيونية على دينكم وعلى أمتكم وعلى دولكم، وكونوا مع الجمهورية الاسلامية في ايران وسوريا جنبا الى جنب متحدين، فلا يتآمر بعضكم على بعض، لأن في ذلك أمنا وأمانا لإسرائيل وخرابا ودمارا لدولكم، كونوا مع لبنان ومع مقاومته، التي رفعت رؤوسكم وشرفت مقاماتكم، كونوا مع هذه المقاومة التي نذرت نفسها لخدمة هذه الامة، وعاهدتها بألا تسكت أو تتهاون او تساوم على قضايانا العربية والاسلامية المحقة والمشروعة، وهي ستبقى بالمرصاد ويدها على الزناد في وجه كل متطاول، وكل من يحاول اسكات صوت الحق، وستستمر في دعمها ومساندتها وتأييدها لكل من يسلك خيار المقاومة والممانعة".

أضاف: "سنكون بالمرصاد لكل المأجورين والمرتزقة، وسنتصدى لهم بالوسائل كافة وبمختلف السبل، ولن نجاري أبدا كل من يتاجر بالعناوين والشعارات، وسنبقى على وفائنا وعهدنا لكل من يرفع البندقية في وجه كيان صهيوني قام على الاغتصاب واعتاد على سرقة حقوق هذه الأمة وقهر شعوبها".

وقال: "ان المنطقة تمر بمخاضات كبرى، وان عملية خلط الخرائط الجغرافية والاوراق السياسية على قدم وساق، وتنذر بمفاجآت ومخاطر قد لا تكون في حسبان أحد، وانعكاساتها السالبة ستخلف أضرارا فادحة من الصعب جدا التكهن بما قد تؤول اليه وتحدثه من تغيرات دراماتيكية".

ونبه "القيادات اللبنانية ودعاها الى إتخاذ التدابير والإجرءات السياسة كافة وغير السياسية، التي تحول دون الوقوع في الفخ المنصوب، والعمل على تخفيف وتائر التشنج، وعدم طلق العنان لمنطق التحدي والقراءات المغلوطة والرهانات التي تجافي الواقع والحقيقة، فلبنان القوي والعصي على كل المؤمرات يكون حينما نخرج جميعا من معمعة الثرثرات والتراشق بالاتهامات، ومحاولات التنصل من المسؤوليات، أما لبنان الضعيف المهدد بحدث من هنا وفتنة من هناك، فهو لبنان الذي نعيشه الان بكل أسف، لبنان الانقسامات والتحديات لبعضنا، لبنان الفوضى وتسييب الامور على غاربها".

ونصح الأفرقاء السياسيين في لبنان، وخصوصا فريق الرابع عشر من آذار، بأن يتعقلوا ويقرأوا الواقع جيدا، وبأن يقدموا مصلحة بلدهم وشعبهم على كل الحسابات والمصالح الاخرى، وذلك من خلال التجاوب مع الدعوة الى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن، والتشبث بالثوابت الوطنية التي تجنب لبنان خضات وأحداث لن تكون في صالح اللبنانيين".  

السابق
حكايا السهر في ليالي مدن من فلسطين
التالي
من اشتاق الى الجامعة اللبنانية؟