صالح: بري لا يستجدي الأصوات ليترأس الندوة البرلمانية

رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح ان الرئيس الحريري يتمترس خلف المواقف الغربية من سورية والمقاومة ليطلق نيرانه يمينا ويسارا تارة باتجاه النظام السوري وطورا باتجاه الرافعات السياسية في الداخل اللبناني، معتبرا أن مهاجمة الرئيس الحريري للرئيس بري وتهديده اياه بعدم انتخابه في العام 2013 على رأس السلطة التشريعية قد يكون نيتجة شعوره بالدونية سواء على مستوى المعادلة النيابية القائمة أو على مستوى المعادلة السياسية ككل، متسائ‍لا ما اذا كان الرئيس الحريري سيستطيع في العام 2013 الوصول بكتلة نيابية وازنة الى المجلس النيابي تمكنه من تحديد هوية رئيسه وأحجام الكتل النيابية فيه، أم أن المناورات والتنظيرات الاميركية حيال المنطقة قد استقطبت حزنه على خسارة موقعه السياسي ودغدغة رغباته، ما اضطره للخروج عن الادبيات السياسية ومهاجمة صانعي السياسة في لبنان وراسمي أطرها على المستويين الداخلي والخارجي.

ولفت النائب صالح في تصريح لـنا الى أن ما فات الرئيس الحريري هو ان الرئيس بري ليس ممن يستجدي الاصوات ليترأس الندوة البرلمانية، إنما أصوات النواب بحد ذاتها تخضع لإرادته ومشيئته نسبة لموقعه في المعادلات السياسية ومواقفه الوطنية الجامعة بين القيادات اللبنانية على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وهو ما أكدته سابقا وتؤكده حاليا دعواته المتواصلة لحوار وطني وسط الانقسامات العمودية المهددة ب‍انزلاق البلاد الى الهاوية هذا من جهة، ومذكرا الرئيس الحريري من جهة ثانية بما غاب أو غيب عن ذهنه وهو أن الرئيس بري لم يترأس الندوة النيابية للمرة الخامسة على التوالي بمنة من نواب تيار «المستقبل»، أو بهبة من أي فريق آخر على الساحة السياسية إنما بمشيئة الوطنيين الحريصين كل الحرص على أن يقود البلاد من هو عليم بأسرار اللعبة السياسية ومعادلاتها على المستويين المحلي والاقليمي.

هذا وأضاف النائب صالح ان الرئيس الحريري المراهن دائما وأبدا على حل خارجي يحاول من خلال تهجمه على الرئيس بري قطع الطريق أمام دعوة هذا الاخير لاستكمال الحوار الوطني بين القيادات اللبنانية، مشيرا من جهة ثانية الى ان من حق الرئيس الحريري أن يعيش مع حلفائه المحليين والدوليين أبهى أحلامهم السياسية، لكن ليس من حقهم أن يؤمنوا بأن تلك الاحلام قد تتعدى يوما ما عتبة الحلم لتتحول الى يقين في اليقظة، متمنيا على الرئيس الحريري العودة الى واقع الأمور وبالتالي الى مخاطبة اللبنانيين من داخل لبنان بدلا من التواصل معهم عبر الشبكة العنكبوتية وتحديدا عبر موقع «تويتر» منها!

على صعيد آخر، وعلى مستوى المبادرة العربية لحل الأزمة في سورية، لفت النائب صالح الى أن الجامعة العربية فوجئت بقبول الرئيس الاسد للمبادرة، ما جعلها محرجة أمام الادارات الغربية المشرفة على صياغة خطوات المؤامرة ضد سورية وفي طليعتها الادارة الاميركية، لاسيما أمام النظام التركي الذي تبنى احتضان ما يسمى بالجيش السوري الوطني وتسليحه لتمكينه من متابعة المؤامرة باسم الشعب السوري الذي يظهر يوما بعد يوم تماسكه الى جانب النظام في سورية وعلى رأسه الرئيس الاسد! معتبرا أن مصير المبادرة العربية سيكون الفشل الحتمي كونها توجهت بالتوصيات الى فريق السلطة دون الفريق المنفذ للمؤامرة! وذلك في محاولة من المشرفين ع‍لى صياغتها لتحميل النظام السوري مسؤولية الاحداث وسفك الدماء، بمعنى آخر يعتبر صالح أن صائغي المبادرة العربية أرادوا في خلفياتها تكبيل النظام السوري وإطلاق العنان في المقابل لمن يسمون أنفسهم بالثوار للاستمرار بعمليات القتل والخطف بحق الجيش والقوى الأمنية.  

السابق
صيغة تمويلية للمحكمة لا تحرج حزب الله ولا تقضي سياسياً على ميقاتي
التالي
ديبلوماسيون غربيون يؤكدون أن الوضع السوري سيزداد اسوداداً