العديسة وعرسال: فارق شاسع يا صديقي

يبالغ بعض "السياديين" في مقارنتهم جنوب لبنان بشماله، حين الحديث عن
"اعتداءات سورية" على "السيادة اللبنانية. أحدهم ذهب إلى حدّ إقامة
مقارنة بين "شجرة العديسة" و"مصنع عرسال" الذي قصفته "قوة من جيش النظام
في سوريا"، في معرض الهجوم على الجيش اللبناني الذي قام بواجبه في المقام
الجنوبي وتهاون، بحسب الكاتب، في المقام الشمالي.

بداية هذا العمل مدان بكلّ ما أعطيت من حبرٍ، لكن ما سبب المقارنة.
ذكّرتني المقارنة بشقيقي الذي يكبرني بعام وثلاثة أشهر فقط، حين كنت
كلّما أخطأت في أمر ما، أقول لأبي إنّ شقيقي أخطأ مرّة في أمر آخر. هكذا
كمن يقارن التفاح بالإجاص، على ما تذهب الإستعارة الأميركية.
هذه المقارنة تصل بالمنطق الضعيف إلى خاتمتين ضعيفتين: إما على الجيش
اللبناني أن يترك شجرة العديسة تصير غابة من الأحزان الجنوبية الجديدة،
أو أنّه على الجيش اللبناني أن يشتبك مع القوات السورية.

في الأولى تجاوز الزمن وموازين القوى إمكانية "تهاون" الجيش مع العدوّ
الإسرائيلي، وفي الثانية لا منطق يسمح بمعركة سورية – لبنانية، لأنّ
الجيش السوري ليس عدوّا أولا، وثانيا لأنّ الإشتباك العسكري السوري –
اللبناني يبدو ضربا من الجنون، في وقت تقف الولايات المتحدة الأميركية
وأوروبا وتركيا، كلّ هذه الدول، عاجزة عن التحرّك العسكري ضدّ سوريا.
العديسة شيء وعرسال شيء آخر، والمقارنة باطلة وظالمة وضعيفة… يا صديقي.  

السابق
علي عواد: سليمان يحرص على رعاية الحوار الوطني
التالي
ماروني: الحكومة وجدت لتعطيل عمل المحكمة