الانباء: ديبلوماسي بريطاني: حزب الله يلعب دوراً لائقاً في ظل الوضع الإقليمي و يجري اعادة تقويم استراتيجية لمصالحه

حمل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي العواصف العاتية المحيطة بلبنان وسورية والمنطقة الى رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ودعاه الى الإسهام في اخماد الحرائق او على الأقل محاصرة النيران.

وبدا لرئيس الحكومة اللبنانية ان كاميرون مهتم بتعميق العلاقات اللبنانية ـ البريطانية ومستعد للاستجابة لطلبات الحكومة اللبنانية لكنه مهتم أكثر بالقرارات الدولية المطلوب من لبنان تنفيذها وكذا بعلاقة قطاع المصارف اللبنانية بالمصارف السورية وضرورة الفصل بينهما تجنبا للعقوبات الدولية.

ميقاتي: خطوة بالاتجاه الصحيح

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وصف العلاقات اللبنانية ـ البريطانية بالممتازة، وأضاف بعد لقائه رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ان ما جرى هو خطوة في الاتجاه الصحيح بالنسبة للعلاقات بين البلدين.

والتقى ميقاتي أمس وزيرة الخارجية الأوروبية كاترين اشتن.

وتقول التقارير الإعلامية من لندن ان السلطات البريطانية علقت كبير الأهمية على لقاء ميقاتي ـ كاميرون نظرا لوقوع لبنان على تماس مع الأحداث في سورية ولاستشراف الموقف اللبناني الرسمي من القرارات الدولية ومنها ما يتصل بالمحكمة الدولية وتمويلها، وبالعلاقات الاقتصادية بين البلدين والتعاون العسكري لجهة تقديم مساعدات للأجهزة العسكرية اللبنانية وعلى رأسها الجيش.

كاميرون أكد لميقاتي أن بلاده تدعم لبنان سيداً حراً مستقلاً.

عناوين موقف لبنان

وكان ميقاتي مهد للقاء كاميرون بسلسلة مواقف أكد فيها على مرتكزات مواقفه وهي: استمرار وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، والالتزام بالقرارات الدولية دون اي انتقائية ومنها القرار الخاص بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، اما المرتكز الثالث فيتمثل في النأي بلبنان عما يجري في سورية من تطورات عسكرية وأمنية.

وأكد ميقاتي ان حكومته مستمرة في عملها، وقال متوجها للمعارضة ان على اللبنانيين ان يدركوا حجم المخاطر المحدقة وان بلدهم لا يحتمل مخاطر العبث السياسي الذي يدفعه ليكون شريكا مع أو ضد التطورات الحاصلة في المنطقة. كاميرون: دور كبير للبنان في الربيع العربي

تمنى الرئيس ميقاتي على بريطانيا توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني، وشدد على ان موضوع تمويل المحكمة سيطرح على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب.

وتطرق البحث بين ميقاتي وكاميرون الى الأحداث الجارية في عدد من الدول العربية لاسيما سورية، فأكد رئيس الوزراء البريطاني ان للبنان دورا كبيرا في الربيع العربي في المرحلة المقبلة لاسيما على صعيد نشر الديموقراطية اللبنانية في كل العالم العربي.

أما الرئيس ميقاتي فشرح طبيعة العلاقات اللبنانية ـ السورية وانعكاس اي أمر يحدث في سورية على لبنان، مشددا على ضرورة استيعاب اي رهان في هذا المجال، لهذا كان الرأي بنأي لبنان بنفسه عن الأحداث في سورية.

لائحة باحتياجات لبنان

وتطرق البحث ايضا الى التعاون بين الحكومتين اللبنانية والبريطانية، فشدد ميقاتي على دعم لندن للجيش اللبناني وسائر القوات المسلحة بالعتاد والخبرات اضافة الى مساعدة لبنان في موضوع تثبيت الحدود البحرية والضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها، وسلم ميقاتي نظيره البريطاني لائحة باحتياجات الحكومة اللبنانية على الصعد المدنية والعسكرية، وقد وجه ميقاتي الدعوة الى كاميرون لزيارة لبنان وقد وعد كاميرون بتلبيتها.

في سياق متصل أكد ديبلوماسي بريطاني مطلع لـ«الأنباء» أن «حزب الله» يلعب «دورا لائقا في لبنان في ظل الأوضاع الاقليمية»، وتحديدا الأحداث الأخيرة في سورية، ورجحت أن يكون الحزب «يجري اعادة تقويم استراتيجية لمصالحه»، لافتا الى أنه «لن يشن حربا في المنطقة لانقاذ أحد»، وأشار الى أن بريطانيا أوقفت كل اتصالاتها مع الحزب اثر تقارير عن علاقته بمساعدة ميليشيات في جنوب العراق وبعد موقفه من التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان، وتابع أن «بريطانيا تريد في النهاية أن يؤسس حزب الله لتيار شبيه بشن فاين (الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي)، والتحول الى تيار سياسي بالكامل»، لافتا إلى أن «التعامل مع تمويل المحكمة الشهر المقبل سيحدد ما إذا كنا سنعيد اتصالاتنا به وبوزرائه».

وأوضح الديبلوماسي أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بحث مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي الذي أنهى أمس زيارة رسمية الى لندن، فصل الاقتصادين اللبناني والسوري لتجنيب الأول تبعات العقوبات الاقتصادية على سورية. وبحسب المصدر ذاته، فإن لندن «تعمل على هذا الفصل مع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وتعتقد بأن في الامكان مساعدة لبنان على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية». وفيما ضاعفت بريطانيا تقديماتها العسكرية للبنان مرتين، بحث كاميرون وميقاتي في الأوضاع في سورية وملفات الاصلاحات في الطاقة والانترنت وإقرار قوانين مكافحة الفساد من أجل استقطاب استثمارات خارجية.

وقال الديبلوماسي إن ميقاتي أدى دورا ايجابيا وأظهر حيادية في موقعه كرئيس للوزراء منذ تعيينه، رغم الانتقادات، وأضاف أن «الأمر الايجابي في أداء ميقاتي كونه كرجل أعمال عمليا ويرغب في رؤية نتائج، وهو ما يسهل التعامل معه». لكنه شدد على أن الامتحان الرئيسي للرئيس ميقاتي سيكون تمويل المحكمة «ونحن في انتظار التحرك قبل المهلة التي أمامنا، وتنتهي في الأسبوع الثاني من ديسمبر المقبل، فإذا لم تلتزم الحكومة هذه القضية، فلا يمكنها تقديم نفسها بعد الآن على أنها محايدة». 

السابق
جعجع: أجهزة أمنية وقضائية متواطئة في خطف سوريين
التالي
عطلة البلد