ماذا يجري في الـ L.B.C؟

إنها أروقة تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (L.B.C) تضج مجدداً… فبعد عامين من «خضة الصرف» التي طاولت بعض العاملين في قسم الأخبار والعشرات من الموظفين، إضافة إلى استقالة كل من الاعلاميتين مي شدياق وشذا عمر «على الهواء» لأسباب وصفتاها بالمهنية، ها هي البوصلة تتجه مرة أخرى لمتابعة ما يدور ويحدث داخل المحطة اللبنانية ليتخطى الكلام حدود الهمس ويلامس الوقائع.

قبل أيام، ارتدت نشرة الأخبار على «LBC» حلتها الجديدة التي قيل قبل انطلاقتها إنها ستحدث تغييراً يطاول شكل النشرة ووجوهها. وبالفعل، استبقت مقدمة النشرة دوللي غانم هذه الانطلاقة بوداع جمهور المساء المتعطش للأخبار، وتركت كرسيها الذي لطالما جلست عليه لأكثر من 23 عاماً إلى جانب زوجها وزميلها جورج غانم الذي يشغل منصب مدير الأخبار، لتكتفي بإطلالة صباحية (عبر برنامج «نهاركم سعيد») تختلف رائحتها وحتى نكهتها.
في الغربلة الأولى ا لتي حصلت قبل عامين، قيل إن ما حدث نتج عن تصفية حسابات في اطار الخلاف بين رئيس مجلس إدارة المحطة بيار الضاهر ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على ملكية «LBC» وبالتالي تم صرف الموظفين المؤيدين سياسياً لخط جعجع وأبزرهم دنيز رحمة فخري وديامان رحمة جعجع وفيرا بو منصف. أما اليوم، فـ «الحرب» يبدو عنوانها المعلن «تجديد دم» المحطة فيما «القطبة المخفية» فيها تتمحور حول مستقبل «ثالوث آل غانم» في الـ «L.B.C» هو الذي واكب تأسيس المحطة وانطلاقتها (جورج، مارسيل ودوللي)، وسط انطباع بأن الحلقة الاولى وربما «الأضعف» كانت دوللي، على أن تستكمل فصولها مع الزوج (جورج) وشقيقه (مارسيل).

معلومات «الراي» تؤكد أن «التخطيط» لما يحصل اليوم جرى التمهيد له منذ أشهر، بدءاً من العمل على استقدام أسماء إعلامية جديدة بين مراسلين ومحررين وسكرتيري تحرير من محطات أخرى، إضافة إلى العمل على تهيئة وجهين أنثويين جديدين ليقدما نشرة الأخبار إلى جانب ديما صادق الوافدة من تلفزيون «OTV». وإذا عدنا إلى الوراء شهراً واحداً، لا يمكننا التغاضي عن الكلام الذي قيل عن خلاف وقع بين جورج غانم وإدارة الـ «L.B.C» أدى إلى تقديمه استقالته، وهو ما نفاه غانم في حينه مؤكداً أنه ما زال مستمراً في العمل، ومستغرباً في الوقت نفسه الحديث عن هذا الأمر.

والجديد في هذا السياق يكمن في ما يتمّ تداوله عن الاتجاه لاستقدام نائب رئيس التحرير السابق في جريدة «الأخبار» اللبنانية خالد صاغية ليتسلم منصب مدير نشرات الأخبار داخل «LBC» ليحلّ مكان جورج غانم. وفيما تحدثت تقارير عن ترويج خبر وجود صاغية خارج لبنان لتفادي تأكيد الخبر أو نفيه، تؤكد مصادر «الراي» أن الصحافي، الذي استقال قبل مدة من «الأخبار»، على خلفية ما رافق موقفه من الأحداث داخل سورية، موجود في لبنان ولم يغادره وشوهد ليل الثلاثاء في أحد مقاهي شارع الحمراء في بيروت. وعند محاولتنا الاتصال به في اليوم التالي لم يجب، ما يفتح المجال للتكهّن بأن الأنباء عن انضمامه القريب إلى «LBC» قد تكون صحيحة، ويمهّد لانتظار رد فعل غانم الذي يسود انطباع بأن التعاطي معه يتم على قاعدة «إحراجه لإخراجه».

غير ان معلومات اخرى «اشيعت» عن مفاوضة تتم مع الزميل في «اخبارية المستقبل» نديم قطيش للانتقال الى «L.B.C»، لكنه نفى في اتصال مع «الراي» هذا الامر.
واللافت في هذه القضية، أن المعلومات تشير إلى أن «قائدة» الحرب هذه المرة هي رندة الضاهر، زوجة رئيس مجلس الإدارة بيار الضاهر، صاحبة الصلاحيات الإدارية الكبيرة، والتي يبدو أنها قررت مواجهة «ثالوث آل غانم» المدلل لأعوام طويلة، وغير البريء كما يقول البعض، من الوقوف خلف مغادرة الكثير من الأسماء لمحطة «L.B.C».

وإذا تابعنا ما نشره أخيراً موقع «أخبار للنشر» الذي يديره الزميل طوني خليفة، غير الصديق لمارسيل، من تسريب لإحصاءات نسبة مشاهدة البرامج كلّ يوم عبر المؤسسات الإعلامية والتي تدلّ على أن «كلام الناس» الذي يقدمه مارسيل يحلّ في المرتبة الثالثة مساء الخميس بعد برنامجيْ «مع رابعة» و«حديث البلد»، لا بد أن يتبادر إلى ذهننا أن هناك من يساهم في دعم هذه الحرب، خصوصاً أن الموقع نفسه نشر أنه حصل على معلومات تفيد بأن مارسيل غانم عبّر لبعض الأصدقاء عن استيائه بسبب التغييرات التي تطرأ في «L.B.C» وقال لهم «نحن بصدد التفكير جدياً بتقديم استقالة جماعية (مارسيل وجورج ودوللي) إذا استمرت الأمور على النحو الذي تسير به بقرار من رندة الضاهر».
المعروف عن «آل غانم» أنهم لا يستسلمون بسهولة وأعوامهم الطويلة في المهنة وداخل الـ «L.B.C» تشهد بذلك، لكن لقب «المرأة الحديد» الذي تحمله رندة الضاهر لم يأتِ من فراغ أيضاً. فلمن ستكون الغلبة في النهاية وكيف ستشرق شمس «LBC» هذه المرة؟ 

السابق
تأجيل زيارة الراعي الى طرابلس
التالي
لماذا تراجع النظام السوري؟