توأمة الإهتمامات اللبنانية والعربية

في الجغرافيا السياسية والتاريخ السياسي أن لبنان هو من مؤسسي وواضعي ميثاق جامعة الدول العربية، التي تشكل فلسفة قيامها:

تأطيراً لأعضائها في العمل التضامني واكتساب الحضور الوازن له في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف مواردها وثرواتها الطبيعية في مشاريع النهوض بالوضعين الاقتصادي والانمائي لكل دولة، وانعكاس ذلك، تنموياً وسياسياً على الأمن والاقتصاد القومي للعالم العربي، ولذا، كان تأسيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الدفاع العربي المشترك للجامعة في هذا الخصوص، ما يؤكد أن لبنان معني بأعمال واجتماعات ومناقشات ومداولات الجامعة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الدول الأعضاء، ومما يعني أيضاً أن لبنان يتأثر بأوضاع الأشقاء، أياً كانت، ويؤثر في المساهمات والمشاركات الهادفة الى إحلال التضامن العربي العام، والتضامن الوطني الخاص بكل قطر عربي، كبديل عن القطيعة بين دولة عربية وأخرى، وعن الصراعات والانقسامات بين الشرائح في هذه الدولة أو تلك، حيث تشكل القطيعة والصراعات حالة استنزاف وإرباك واهتزازات متعددة، تصيب العالم العربي في مستوياته القومية والوطنية·

من هذا المنطلق، يسجّل المراقبون لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مواقفه ودعواته إلى إحياء التضامن العربي في زمن الانقسامات العربية التي يستغلها العدو الاسرائيلي لتوظيفها في احتلالاته واعتداءاته وحروبه على العالم العربي، ومن هنا، أكد على أهمية الخطوة التي أعلنت عنها الجامعة لحل الأزمة في سوريا، منعاً لتدخلات خارجية مما أعاد إلى الجامعة دورها الطبيعي والأساسي في تنقية العلاقات العربية – العربية من الشوائب الطارئة عليها، وحمايتها من تحويل هذه الشوائب إلى حالة مستدامة في الحياة السياسية العربية، كما اعتبر الرئيس سليمان مبادرة الجامعة بمثابة مشروع تحديثي وتطويري لمعنى الدولة· وفي المعادلة، أن للبنان حضوره العربي في التأثير والتأثر بالقضايا العربية وأن للعرب حضورهم اللبناني في الحفاظ على دور وخصوصية لبنان في محيطه العربي  

السابق
اتهمته بالسرقة لانه تركها
التالي
إسرائيل تختطف أسطول أمواج الحرية