النهار: هل يتراجع بري عن مبادرته؟ والتمويل بين الترقب والتحذير

هل يتراجع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن مبادرة الحوار عندما صار بت مسألة سلاح "حزب الله" مطلباً اساسياً لدى 14 آذار وشرطاً للعودة الى الطاولة؟
ما نقل عن لسان الرئيس بري عبر قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" مساء أمس ولم يصدر نفي له أو تأكيد، اعاد خلط الاوراق الداخلية، ليس على مستوى مبادرة الحوار فحسب، بل على مستوى تمويل المحكمة الخاصة بلبنان وقرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي صدرت في شأن انسحاب وزراء حركة "امل" والحزب منها على خلفية الموقف من المحكمة.

بري
ونسبت "المنار" الى بري أنه "مخطئ من يظن ان سلاح حزب الله هو مادة الحوار"، مع اصراره على "الاستراتيجية الدفاعية". وقال: "فليأخذوها مني هي ثالوث الجيش والشعب والمقاومة. وليرتبوها كما يشاؤون". واوضح انه لم يتشاور رسميا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحوار موضحاً انه سيفاتحه بالامر "قريبا".
وفي مجال آخر، قال بري انه جرى خلال لقائه الرئيس السنيورة التطرق الى قرارات حكومته "البتراء" (حكومة السنيورة الثانية التي استقال منها وزراء "امل" و"حزب الله")، معتبرا ان "المصير الوحيد لهذه القرارات هو الالغاء". واجاب عن سؤال "ان طرح موضوع تمويل المحكمة الدولية هو أمر جزئي، والقصة لها علاقة بدستوريتها ونشأتها، والديموقراطية اللبنانية تكفل طرحها على التصويت في مجلس الوزراء، واذا ارادوا عرضها على مجلس النواب فاهلاً وسهلاً. واستغرب بري "لماذا الغرب لم يطالب الرئيس سعد الحريري بتمويل المحكمة الا بعد مرور ثمانية اشهر على تشكيل حكومته، في حين ان حكومة ميقاتي لا يتجاوز عمرها اربعة اشهر وهم اليوم يطالبونه بالتمويل، فلماذا الاستعجال؟".

سليمان
وفيما بدا ان الرئيس بري تراجع عن طرح مبادرة الحوار على الرئيس سليمان قبل عيد الاضحى الذي يبدأ غداً، علمت "النهار" ان رئيس الجمهورية ينتظر ان يزوره رئيس مجلس النواب ليطلع منه على المعطيات التي كانت وراء الاندفاع لمعاودة الحوار. وكان اتصال قد جرى بينهما مطلع الاسبوع ليلتقيا، واذا لم يتم اللقاء اليوم فسيؤجل الى ما بعد الاضحى.

السنيورة
وسألنا الرئيس السنيورة عما قاله بري عن مصير قرارات حكومته، فرفض التعليق عليه واكتفى بالقول: "المجالس بالامانات، فما جرى بيني وبين الرئيس بري من أحاديث ونقاشات وتبادل للأفكار كان في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ولن أعلق أكثر من ذلك".

بريطانيا
¶ في لندن (ي ب أ) رحب الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون بزيارة الرئيس ميقاتي لبريطانيا، واعتبر المحادثات التي سيجريها مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين فرصة لاظهار تضامن بلاده ودعمها للشعب اللبناني.
وقال: "ان المملكة المتحدة تعتبر شريكا ملتزما للبنان، ونرحب بزيارة ميقاتي في هذا الوقت المهم بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط وندعم جهوده لجعل لبنان مزدهرا وسلميا".
وأضاف: "ان المملكة المتحدة ولبنان تربطهما علاقة قوية ونحن نعمل معا عبر مجموعة واسعة من المجالات، ونستمر في دعم المشاريع للمساعدة في دعم الاستقرار والسيادة اللبنانية، بما في ذلك حماية القطاع المصرفي، ودعم الاصلاحات لتشجيع الاستثمار، وزيادة الدعم للجيش اللبناني".
وأفاد أنه "في شأن المحكمة الدولية وغيرها من التحديات التي يواجهها لبنان، نحن على ثقة تامة بأن قادته السياسيين سيتخذون القرارات الصائبة في مصلحة لبنان والتزاماته الدولية، ويمكنهم ان يكونوا واثقين من دعم بريطانيا لهم في هذا المجال".
وأشار الى ان المحادثات التي سيجريها كاميرون مع نظيره اللبناني "ستتناول بطبيعة الحال الوضع المروع في سوريا وضرورة ان يتوقف نظامها عن قتل مواطنيه".
وذكر أن "لبنان في موقع مهم لكونه قادرا على تسليط الضوء على الآثار الخطيرة لممارسات النظام السوري، والتأكيد ان العالم يراقب الاحداث بعناية".

مجلس الامن
¶ في نيويورك (علي بردى)، نبه ديبلوماسي غربي امس الى ان على مجلس الامن ان "يواجه" مسألة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان اذا أخفقت حكومة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في الوفاء بالتزامها دفع ما يتوجب عليها لتمويل المحكمة ولكن "لم نصل الى هذه النقطة بعد".
وردا على سؤال لـنا عما اذا كان موضوع عدم دفع لبنان المستحقات المالية عليه والبالغة 49 في المئة من موازنة المحكمة يعني اثارة هذا الموضوع في مجلس الامن، قال الديبلوماسي: "هذا موضوع يقلقنا"، مشيرا الى وعود الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي خلال وجودهما اخيرا في نيويورك بأن لبنان "يمتثل لكل واجباته الدولية". وأضاف ان دول العالم "استقبلت بارتياح" هذه التعهدات. وإذ لفت الى "أننا نأخذ علما بالصعاب التي يواجهها" ميقاتي، خلص الى انه "لا يزال ثمة أمل في أن يحل هذا الموضوع… عمليا، علينا ان نواجه موضوع التمويل هذا (في المجلس) اذا لم يف الجانب اللبناني بواجباته"، مستدركا انه "لم نصل الى هذه النقطة بعد".

فيلتمان
¶ في واشنطن، صرح مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان بأنه "اذا أخفق لبنان في دفع حصته من تمويل المحكمة، عندها علينا ان نتخذ بعض القرارات القاسية  

السابق
العالم يكمل ملياره السابع: ماذا تغيّر؟ (3): هل نمرّ في مرحلة “الشباب الأخير للعالم”؟
التالي
الانباء: ميقاتي لا مع ولا ضد دمشق.. والحريري يحذّر من الالتفاف على المبادرة العربية