البناء: حزب الله يرد على فيلتمان: تهويل كلامي لن يؤثر على قناعاتنا

في الوقت الذي تدخل فيه البلاد استراحة سياسية بفضل عطلة الأضحى وغياب رئيس الحكومة وبعض السياسيين عن الساحة، بقي الملف المعيشي معلقاً بين أسئلة وزير العمل شربل نحاس وردود الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية، حيث تسلم الوزير نحاس أمس من هذه الجهات أجوبة وملاحظات حول البنود التي استفسر عنها والمستخلصة من روحية لجنة المؤشر.
وتفاوتت هذه الإجابات، وفق مصادر مقربة من وزير العمل، بين السلبي والنصف إيجابي والإيجابي، وسيعمل وزير العمل على جوجلة ما ورد من أفكار قبل الدعوة إلى اجتماع هيئة المؤشر.
وعلمنا أن الوزير نحاس ينوي الاجتماع مع عدد كبير من النقابات العمالية والتربوية وأصحاب المهن الحرة للوقوف على رأيهم حول الآلية التي يجب اعتمادها في مقاربة الملف المعيشي.
وتوقعت المصادر المقربة من نحاس أن تكون هناك حلول في غضون الأسبوع المقبل أو الذي يليه، علماً أن "البناء" علمت أن وزير العمل سيغادر نهاية الأسبوع المقبل بيروت متوجهاً إلى جنيف للمشاركة في اجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل العربي.
الاتحاد العمالي
في سياق متصل، وصف مصدر قيادي في الاتحاد العمالي العام لـنا التطورات الأخيرة حيال هذا الأمر بأنها غير مقبولة وتتسم بالمناورة والمماطلة.
وأعرب المصدر عن استيائه في التعاطي الحكومي مع الموقف الإيجابي للاتحاد، ملاحظاً "أن هناك محاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، وهذا لن نقبل به بأي حال من الأحوال".
ورداً على سؤال حول موقف الاتحاد إذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال، قال المصدر: "هناك اجتماع للمجلس التنفيذي للاتحاد الخميس المقبل 10 الجاري لتقويم الموقف"، ملوحاً "بالذهاب إلى الإضراب العام الذي لا رجعة عنه"، ومذكراً بأن العمال علّقوا الإضراب ولم يلغوه.
وأضاف: "كان يفترض أن لا ترسل الحكومة مرسوم زيادة الأجور إلى مجلس الشورى بالشكل المعيوب الذي أرسل، وأن لا يتضمن سقفاً للزيادة (راتب المليون وثمانمئة ألف ليرة) لأنها كانت تدرك سلفاً أن المجلس سينقضه".
وقال المصدر لقد ألحينا على رئيس الحكومة في وقت سابق لتصحيح هذا الخطأ قبل إرسال المرسوم، لكن ذلك لم يحصل. وها نحن اليوم نشهد محاولة لإعادتنا إلى الوراء".
وأعرب المصدر القيادي في الاتحاد عن استيائه مما آلت إليه الأمور، مشيراً إلى أن المعلومات التي يملكها تفيد أن رئيس الحكومة هو الذي طلب لقاء الهيئات الاقتصادية قبل أن يسافر إلى لندن ولم يطلب لقاء الاتحاد. وأضاف أن عطلة عيد الأضحى ستأخذ المزيد من الأيام، وأن الاتحاد لا يستطيع الانتظار وقتل المزيد من الوقت، أو العودة إلى التفاوض تحت سقف القرار الذي اتخذ في مجلس الوزراء.
ورداً على سؤال حول الورقة التي أرسلها وزير العمل إلى الاتحاد والهيئات الاقتصادية طالباً ردوداً خطية عليها قال المصدر: لقد أعددنا ردنا خطياً ولدينا ملاحظات وتحفظات على هذه الورقة.
ومن بين هذه التحفظات: الاعتراض على ضم الملحقات بالأجور كبدل النقل ومنحة التعليم إلى الراتب وزيادة الأجور بنسبة 20%. فنحن نعتقد أن في ذلك عيوباً ستكون موضع رد من مجلس الشورى، وهي أيضاً تساهم في مس وتخريب نظام الضمان الاجتماعي الذي نتمسك به بقوة. كما أننا نرفض إنقاص الزيادة إلى 20% بينما كنا قد حصلنا على زيادة 40% على الحد الأدنى للأجور من دون الملحقات.  
وأوضح المصدر أن هذا العرض هو بمثابة إعادتنا إلى الوراء، مع العلم أننا عندما قبلنا بقرار مجلس الوزراء فإننا قبلنا بالحدّ الأدنى من مطالبنا، وأكدنا في الوقت نفسه على تصحيح القرار لجهة إزالة سقف زيادة الأجور أي إعطاء أصحاب الرواتب التي فوق المليون وثمانمئة ألف ليرة الزيادة المعطاة لأصحاب الرواتب ما فوق المليون ليرة.
وختم المصدر: "سنجتمع في 10 الجاري ولتأخذ الأمور مداها".
العجلة السياسية
إلى ذلك، فإن العجلة السياسية ستعود إلى الدوران في بحر الأسبوع المقبل حيث ينتظر أن يعقد مجلس الوزراء سلسلة جلسات تخصص لمشروع الموازنة ولقانون الانتخاب.
وقد أكدت مصادر وزارية أن هذين الملفين قد يحتاجان إلى مزيد من الجلسات، وقد يتأخر بتهما إلى نهاية العام، أو مطلع العام المقبل.
وقاحة فيلتمان
في موازاة ذلك، دخل العنصر الأميركي مجدداً على خط الملفات اللبنانية من باب التشويش والتهويل على الحكومة والأكثرية من خلال تصريحات رعناء للسفير جيفري فيلتمان الذي أطلق مواقف أقل ما يقال فيها إنها وقحة وتطال الشأن اللبناني الداخلي في العمق من خلال تحذيره إما التمويل للمحكمة وإما "قرارات قاسية ستتخذ ضد لبنان".
حزب الله يرد
ولم ينتظر حزب الله طويلاً حتى رد على كلام فيلتمان بالتأكيد على "أن هذا التهويل لن يؤثر على قناعاتنا، وأن المحكمة الدولية شأن داخلي وللبنانيين أن يقرروا فيه".
واعتبر الحزب نقلاً عن مصادره لـ"أخبار اليوم" أمس "أن هذه الحماسة للعدالة معروفة، فهي حماسة للاقتصاص من المقاومة وخصوم أميركا".
وقال: "من لم يركع أمام الضغوط والحروب ومحاولات ليّ الذراع، لن يلتفت إلى تهويل كلامي".
حردان
في المواقف المحلية أيضاً، اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان خلال لقائه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب "أن الهدف الاستراتيجي الذي يسعى الغرب إلى تحقيقه من وراء الهجوم على قوى المقاومة والممانعة في المنطقة، هو إتمام مشروع تصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة العدو "الإسرائيلي" وفقاً لمقتضيات إقامة الدولة اليهودية".
وأشار حردان إلى "أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الأحزاب والحركات الشعبية العربية، بكل أطيافها، وهذه المسؤولية تستدعي تحركاً كبيراً، سواء بالموقف أم من خلال التحرك في الشارع، رفضاً للمؤامرة التي تستهدف المقاومة في لبنان وفلسطين، من خلال استهداف سورية، حاضنة المقاومة".
الوضع في سورية
أما على الصعيد السوري، وكما بات واضحاً، لم تسجّل "جمعة الله أكبر" لما يسمى بالمعارضة أي حشود أو تظاهرات عددية تذكر واقتصر الأمر على نزول عدد من المجموعات الإرهابية إلى الشوارع في بعض أحياء مدينتي دمشق وحمص، وعملت على ممارسة هوايتها في إطلاق النار على المواطنين وترويعهم والقيام بعمليات نهب وسلب متعددة وتدمير وإحراق عدد من السيارات.
وفي هذا السياق، قالت (سانا) أمس إن أربعة من عناصر الشرطة أصيبوا، اثنان منهم جروحهم بليغة جراء تعرضهم لإطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في كناكر في ريف دمشق. وأضافت أن اشتباك عناصر الشرطة مع المجموعة المسلحة أدى إلى مقتل أحد المسلحين.
وأعلنت أن عناصر الهندسة في مدينة دير الزور فككت أمس عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير عن بعد.
وأوضح مصدر في قيادة شرطة المحافظة لمراسل سانا أن العبوة الأولى تزن 10 كيلوغرامات وضعت داخل كيس من النايلون أمام مدخل جامع الروضة في حي الجبيلة وهي محشوة بالسماد المطبوخ والقطع الحديدية ومجهزة بصاعق ودارة تحكم ومدخرة.
وأضاف المصدر أن العبوة الثانية تزن كيلوغرامين وضعت بجوار محولة كهربائية بالقرب من دوار غسان عبود ومُوّهت داخل عبوة محشوة بالسماد المطبوخ والمسامير وهي مجهزة بصاعق ودارة تحكم ومدخرة.
قنوات الفتنة والتحريض
من جهتها، واصلت قنوات الفتنة والتحريض وبث الشائعات والأكاذيب نشر صور وأفلام مفبركة ومركبة عن تظاهرات لما تسمى بالمعارضة في عدد من الأحياء والشوارع، مطلقة الأكاذيب عن سقوط أعداد من القتلى برصاص قوات الأمن السوري.
في موازاة ذلك، نقلت (سانا) عن مصدر إعلامي تأكيده أن "لا وجود لقتلى في المحافظات السورية كما تدعي هذه الفضائيات المستمرة في استخدام أسلوبها التحريضي على القتل.
ونقلت "المنار" عن مصادر سورية أيضاً، أن تظاهرات الأمس خرجت لفترات قصيرة على غير عادة وفي بقع جغرافية محدودة. وأوضحت المصادر أن السلطات ستخفف من وجودها الأمني والعسكري في المناطق التي عاد إليها الاستقرار مثل دوما.
في هذا السياق، نفى الدكتور عاطف النداف محافظ طرطوس بشكل قاطع ما بثته قناة الجزيرة حول حملة اعتقالات للمواطنين في مدينة بانياس، مؤكداً أن هذه الأنباء عارية من الصحة تماماً ولم يُعْتقل أي مواطن في المدينة التي تشهد حالة من الاستقرار والهدوء.
ودعا المحافظ المواطنين الى التنبه إلى خطورة هذه الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى إثارة البلبلة داخل المجتمع، موضحاً أن هذا الأسلوب المستهلك الذي يقوم على الكذب لإثارة الغرائز والمشاعر لدى المواطنين بات مكشوفاً لدى جميع السوريين الذين يعون تماماً ما يحاك ضد وطنهم.
من ناحيتهم، عبّر أهالي مدينة حمص عن استنكارهم لما ترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من جرائم قتل وتنكيل بحق المواطنين في المدينة، مؤكدين أن ما تمارسه هذه المجموعات المرتبطة بأجندات خارجية يهدف الى ضرب استقرار سورية بعيد كل البعد عن الأخلاق التي تربى عليها السوريون.
ودعا أهالي المدينة قنوات التحريض الإعلامي إلى نقل حقيقة ما تمارسه هذه المجموعات المسلحة من إرهاب وقتل بحق أبناء الشعب السوري. كما أكدوا ضرورة التكاتف والعمل المشترك بين أبناء الوطن الواحد لمواجهة هذه المجموعات الإرهابية.
عفو رسمي
في سياق متصل، دعت وزارة الداخلية في بيان أمس المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فوراً وذلك ابتداء من اليوم ولغاية يوم السبت المقبل وسيعد ذلك بمثابة عفو عام عنهم.
وقالت وزارة الداخلية في بيانها: إن ذلك يأتي انطلاقاً من حرص الدولة على مواطنيها وإفساحاً في المجال أمام المضللين والمتورطين في حمل السلاح وحرصاً على الأمن والنظام العام وبمناسبة حلول عيد الأضحى.
وفد أرجنتيني في دمشق
سياسياً، استعرض الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب خلال لقائه وفد مجلس شيوخ ولاية بوينيس أيرس الأرجنتيني حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سورية والهادفة إلى حرفها عن مواقفها الوطنية والقومية الداعمة للحقوق العربية وقوى المقاومة.
وبيّن الأبرش حجم الهجمة الإعلامية التي تقودها بعض الفضائيات المضللة والمترافقة بهجمة سياسية واقتصادية تسعى الى زعزعة الأمن والاستقرار في سورية، موضحاً فداحة ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من أعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة في بعض المناطق ودور الجيش السوري في الدفاع عن أمن وسلامة المواطنين الأبرياء.
وأوضح الأبرش أن المراسيم والقوانين والقرارات الإصلاحية التي أصدرتها القيادة السورية جاءت استجابة لمطالب المواطنين المحقة، مؤكداً أن سورية ستخرج من الأزمة قريباً بفضل وعي شعبها الرافض للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
من ناحيته، أكد الدكتور عادل سفر رئيس مجلس الوزراء خلال استقباله الوفد الأرجنتيني أيضاً، أن سورية تواجه مؤامرة خارجية تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وإمكاناتها وقدراتها الاقتصادية.
وقدم عرضاً لما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من أعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب وتدمير للممتلكات والمنشآت العامة والخاصة.
وأوضح عزم سورية على تحقيق عملية إصلاح شاملة تلبي تطلعات جماهير شعبها.
وزار الوفد الأرجنتيني أيضاً وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم. 

السابق
بحثًا عن عيد ممزِّق وممزَّق
التالي
الحياة: حزب الخضر يخوض الانتخابات مبتعداً عن قضايا تثير خلافات