البناء: الأمطار تكشف عورات الاهمال المزمن ..و فوز ساحق للأكثرية في اليسوعية

تغيب السياسة عن المشهد الداخلي مع دخول البلاد في عطلة عيد الأضحى اعتبارا من يوم غد، بانتظار منتصف الاسبوع المقبل، ليعود النشاط الى العمل الحكومي والرسمي، في وقت كشفت بداية موسم الامطار امس عن مدى العجز لدى بعض مؤسسات الدولة، خاصة غياب وزارة الاشغال عن اتخاذ ما يلزم من اجراءات وخطوات وقائية على صعيد البنية التحتية استعدادا لهطول الأمطار، خصوصا ان اول "شتوة" ادت امس الى شبه بحيرات في عدد من المناطق والشوارع، وهذا ما نجم عنه إقفال هذه الطرق بالمياه وتعذر مرور السيارات وسجن المواطنين بداخلها لساعات ما قبل الظهر. كما ان الامطارهددت مناطق سكنية بعد دخولها الى الأبنية والمنازل.
وفيما ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلستين له الاسبوع المقبل يومي الخميس والجمعة يبقى الملف الاجتماعي والمعيشي في سلم الاولويات الحكومية والشعبية والنقابية، وفي الاساس منها ما يتعلق بتصحيح الأجور، واسراع الحكومة في انجاز الآليات العملية لهذا التصحيح بعد قرار مجلس شورى الدولة برفض القرار السابق للحكومة.
وتوقعت مصادر وزارية عليمة، ان يستعاد ملف التعيينات الى الواجهة بعد عطلة الأضحى، خصوصا انه من غير الجائز الاستمرار في تأجيل بت هذا الملف لأسباب تتعلق ببعض التباينات بين بعض المعنيين. وقالت المصادر ان الحاجة اصبحت ماسة الى إقرار بعض التعيينات وبالاخص على مستوى بعض المواقع القضائية والأمنية، بينما هناك عشرات المواقع الادارية من الفئة الاولى شاغرة اذ انها في حكم تسيير الاعمال بعد تجاوز المدة القانونية لها.
قضية الحوار بين سليمان وبري
تزامنا، يتوقع ان تعود قضية الحوار التي يرعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى دائرة الاهتمام السياسي في ضوء المسعى المشترك من قبل الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري لاعادة اطلاقها من جديد.
وبعد الاجتماع الذي كان قد عقده الرئيس بري في مجلس النواب مع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة وبحث معه في الموضوع، تشاور رئيس المجلس امس بملف الحوار مع رئيس الجمهورية، وينتظر ان يكون في اولوية البحث بينهما في اللقاء الأسبوعي بعد عطلة الأضحى.
ميقاتي في لندن الاثنين
في الشأن السياسي، يقوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بزيارة الى لندن يوم الاثنين المقبل، وقد أوضح في حديث له امس انه سيبحث مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في أوضاع الشرق الأوسط لا سيما القضية الفلسطينية والملفات الثنائية ومنها المساعدات للبنان.
عن موقفه المتحفظ بشأن المحكمة الدولية، لفت ميقاتي الى انه لم يكن يوما متحفظا في ما يتعلق بالمحكمة، لأن الجميع يريدون الحقيقة والعدالة. أما في ما يتعلق بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فرأى ميقاتي ان السيد نصرالله لم يقل "لا" للمحكمة، مشيرا الى ان حزب الله لديه تحفظات على المحكمة، ولكن السيد نصرالله ترك الأمر للمؤسسات الدستورية لكي تأخذ دورها في هذا الموضوع، معلنا انه سيطرح هذا الامر في الوقت المناسب على المؤسسات الدستورية.
وعما سيفعل اذا لم تموّل المحكمة، قال ميقاتي: "لو كان القرار اليوم أو غدا لقلت ماذا سافعل، لكني لن ارهن نفسي والبلد منذ الآن والى حين إصدار القرار"، معتبرا انه "علينا ان ننصرف الى معالجة الامور الاساسية المطلوبة منا في البلاد، لا أن نبقى في دائرة الاسئلة الافتراضية حول المحكمة والتمويل والاستقالة، وعندما يطرح موضوع المحكمة نتكلم في الموقف المناسب".
فوز التيار الوطني و8 آذار
في اليسوعية
الى ذلك، جرت الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية حيث كان التنافس حادا بين اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر وقوى الثامن من آذار من جهة واطراف فريق "14 آذار" من جهة ثانية.
وفي ضوء الفرز المسائي، حققت لائحة التيار الوطني الحر وقوى الثامن من آذار فوزا ساحقا، حيث حصلت على 17 مقعدا في مقابل ثمانية مقاعد لقوى "14 آذار" (تفاصيل ص 5).
الأنظار تتجه الى اللجنة العربية
أما على صعيد الوضع في سورية، فان الانظار تتجه الى ما ستقوم به اللجنة الوزارية العربية لتنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل اليه في القاهرة أول من أمس خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي.
وفيما انعقد صباح امس في الجامعة العربية في القاهرة اجتماع على مستوى المندوبين للبحث في آليات تنفيذ الاتفاق، اجتمع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس مع وفد مما يسمى "المجلس الوطني السوري".
إلا أن الملاحظ هنا، ان معارضة الخارج استبقت هذا الاجتماع للاعلان عن رفضها الاتفاق بكل بنوده، طارحة في الوقت نفسه شروطا هي عبارة عن "أوهام" غير قابلة للتحقق.
لكنها تظهر في الوقت نفسه، مدى انصياع ما يسمى "المجلس الوطني" للمؤامرة التي تحاك ضد سورية واستقرارها وامنها ودورها القومي، خاصة دورها في احتضان المقاومة.  
وكان لافتا في هذا السياق ايضا، عدم صدور اي موقف اميركي او تركي يعلن ترحيبه بالاتفاق بين القيادة السورية والجامعة العربية، بل بالعكس فواشنطن ذهبت الى رفع شعارات ابتزازية ضد سورية كتعبير عن عرقلة المسعى العربي، كما ان الرئيس التركي عبر مستشاره إرشاد هورموزلو لجأ الى التصعيد وقال: "ان حكومته ستتخذ اجراءات لحماية المدنيين السوريين ومنع استخدام العنف"، في اشارة واضحة ليس فقط الى رفض الجهد العربي لحل الأزمة في سورية، وانما ايضا كتعبير عن نية مسبقة لتصعيد الوضع في سورية، وعدم الوصول الى أي حلول.
وتقول مصادر دبلوماسية، ان مواقف معارضة الخارج ومعها الموقفان الاميركي والتركي تضع اللجنة الوزارية العربية امام امتحان جدي وكبير يتمثل في ازالة العراقيل امام الاتفاق الذي جرى التوصل اليه في الاجتماع الوزاري العربي، والا فانها مطالبة بتوضيح حقيقة مَنْ يعرقل تنفيذ الاتفاق وتحميله مسؤولية هذه العرقلة.
في موازاة ذلك، لفت أمس الخرق الواضح والفاضح لمضمون التوافق العربي ولمضمون الورقة العربية من خلال فضائيات الفتنة كـ"الجزيرة" و"العربية" اللتين يبدو ان خبر الاتفاق لم يبلغهما. وهو ما يثبت الخرق لمواثيق الشرف الإعلامية واخلاقيات المهنة، من خلال ما تبثه ايضا من تحريض خبيث على الفتنة.
وهذا ما يستوجب التساؤل الآتي: كيف يستقيم دور خطر "الراعي"، واي صدقية تبقى للجنة عربية برئاسة دولة الوصاية السياسية والمالية على "الجزيرة"؟
مصدر دبلوماسي عربي
ومساء امس، أعلن مصدر دبلوماسي عربي شارك في اجتماع اللجنة الوزارية العربية في حديث لوكالة الانباء القطرية انه من المنتظر ان تقوم اللجنة ومن يرغب من الدول العربية بزيارة مرتقبة الى دمشق لمتابعة تنفيذ الاتفاق. واضاف المصدر ان وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الانشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للامانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة.
دمشق تبدأ التنفيذ
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "الوطن" السورية، عن مصادر سورية عليمة نفيها تحفظ سورية على نقطتين في المبادرة العربية لحل الازمة مرتبطتين بآلية المراقبة العربية ومكان الحوار، مشيرة إلى أن كلا الأمرين لم تتم مناقشتهما بعد بين الطرفين.

واشادت المصادر "بالأجواء الإيجابية التي سادت الاجتماع، وترحيب الوزراء العرب بالموافقة السورية"، موضحة "أن الجانب العربي شجع سورية على التنفيذ سريعاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة أطرافاً ستسعى لإعاقة التنفيذ على الأرض". واكدت المصادر "ان هناك تعاوناً كاملاً بشأن التنفيذ بين سورية وقيادة اللجنة الوزارية".

واشارت المصادر لـ"الوطن" الى ان "أولى الخطوات ستتمثل في التقليل من المظاهر المسلحة وسحب الجيش خارج المدن"، مؤكدة انها "خطوة بدأ العمل على تنفيذها ولكن من دون أن يكون واضحاً إن كانت ستشمل حمص التي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة".
مسيرة ضخمة في طرطوس
وكانت مدينة طرطوس قد شهدت امس مسيرة شعبية حاشدة ضمت مئات الآلاف تأييدا لمسيرة الإصلاح التي اعلن عنها الرئيس بشار الاسد ورفضا للتدخل الاجنبي، وهي تأتي في سياق المسيرات المليونية التي يعبّر فيها الشعب السوري عن وقوفه الى جانب القيادة السورية ودعمه لمسيرة الإصلاح واعادة الأمن والاستقرار الى الداخل السوري.
المعلم ووفد ارجنتيني
وامس ايضا، وضع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفدا من مجلس الشيوخ الارجنتيني يزور سورية في أبعاد الأوضاع الراهنة وبرنامج الإصلاح الذي اقرته القيادة السورية لتلبية المطالب المشروعة للمواطنين.
روسيا تدعم الاتفاق العربي
وفي المواقف المرحبة بالاتفاق بين القيادة السورية والجامعة العربية اعلنت وزارة الخارجية الروسية عن ترحيبها بالاتفاق.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله في مؤتمر صحافي أن روسيا متأكدة من أن القرارات المهمة المقرة في القاهرة تفتح إمكانية حقيقية لوقف العنف وتحويل الأحداث في سورية إلى مجرى المفاوضات السلمية من أجل إن يذلل السوريون أنفسهم مشاكلهم الداخلية دون أي تدخل خارجي".
والصين تدعم الاتفاق
كذلك، رحبت الصين بالاتفاق بين سورية والجامعة العربية، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي: "ان الصين تعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الداخلي في سورية والتحرك لاطلاق عملية سياسية شاملة تضم جميع الأفرقاء". اضاف: "ان الصين تساند الجامعة العربية للحفاظ على دور بناء في تهدئة الوضع".
… وفرنسا ترحب
كذلك، رحبت فرنسا اليوم بخطة الجامعة العربية لحل الازمة في سورية وشددت على ضرورة تنفيذها فورا وبالكامل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا "تدعم الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لانهاء القمع الدموي في سورية".

وأشار فاليرو الى ان فرنسا ستتابع تنفيذ الخطة من قبل الحكومة السورية "وترحب على وجه الخصوص بخطة العمل التي تتطلب وقف القمع والافراج عن السجناء وعودة الجيش الى الثكنات واحترام حرية الصحافة وحرية تنقل وسائل الإعلام الدولية في سورية".
… والسعودية
من ناحيته، وصف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ترحيب سورية بالمبادرة العربية بـ "القرار الحكيم والطيب"، لافتا الى انه "سوف نعمل معا من أجل تسوية الأزمة ومنع التدخل الأجنبي".
أنقرة تلجأ الى التصعيد!
لكن أنقرة التي التزمت الصمت حيال الاتفاق اعلنت عبر مستشار الرئيس التركي عن خطوات تصعيدية غير مبررة.
وأعلن كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو ان "بلاده سوف تتخذ إجراءات لحماية المدنيين السوريين ومنع استخدام العنف"، رافضا الخوض في أي تفاصيل إضافية، لكنه وعد بأن "رئيس الوزراء التركي سوف يقوم بإعلان هذه الاجراءات باسم الحكومة التركية".
لندن: لا نية للتدخل "الأممي"
الى ذلك، كشف وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت عن عدم وجود دعوة أو توجه لدى الامم المتحدة لتبني قرار تدخل عسكري في سورية كما حدث في ليبيا، مؤكدا على دعم بريطانيا الإصلاح السلمي، مشددا على أن "الربيع العربي أوضح ان الدول العربية مختلفة، والاجماع على الموقف من الحكم يختلف من دولة الى اخرى".
توقيف 3 سوريين لتهريبهم أسلحة
أما على الصعيد الأمني، فكان بارزا أمس القرار الذي صدر عن قاضي التحقيق العسكري فادي صوان بحق السوري ع.ع.ا. وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. كما نفذ مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حق السوري م.ش. ش. واصدر مذكرة توقيف غيابية في حق السوري م. ح.ا. والجميع من السوريين العاملين في السعودية والممنوعين حاليا من الدخول الى سورية، ويجمعون المساعدات المالية من السوريين العاملين في السعودية، ويشترون السلاح من صاحب مزرعة في بلدة عرسال، ويرسلونها الى سورية.

والجرم المسند اليهم هو الاتجار بالاسلحة من قاذفات "ار.بي.جي" وحشواتها، ورشاشات وغيرها، وقاموا بهذه العمليات اكثر من مرة.
ويؤكد هذا القرار مرة جديدة وجود شبكات لتهريب السلاح والمال الى سورية ومرتبطة بجهات سياسية في الداخل والخارج.
أكاذيب ومزاعم حول الوضع الأمني
في مجال آخر، واصلت قناة "العربية" فبركة "الأكاذيب عن الوضع الأمني داخل سورية نقلا عن هيئات مشبوهة، لا هم لها سوى بث التحريض والكذب". وزعمت "العربية" نقلا عما وصفتها "هيئة الثورة السورية" ان دبابات قصفت بالاسلحة الثقيلة حي بابا عمرو في حمص. كما نقلت عما يسمى "لجان التنسيق المحلية": ان 12 شخصا قتلوا امس، بينما نقلت القناة نفسها عمن تسمي نفسها "المرصد السوري لحقوق الانسان" ان 20 شخصا قتلوا أمس.  

السابق
كيف تهلّلون لربيع العرب وأنتم لم تنجزوا ربيع لبنان؟
التالي
اين الصوّر الجوية ؟