الانباء: جلسة نيابية ساخنة وقودها المربعات الأمنية وتمويل المحكمة.. وطرد العمال السوريين يزيدها اشتعالاً

أضيفت حالة صراعية جديدة الى جدول المشكلات اللبنانية المستعصية، تتمثل بملاحقة العمال السوريين في لبنان، من جانب أحزاب وقوى لبنانية، متحالفة مع السلطات السورية، ولم تكد تهدأ موجة الاعتراض على التغاضي اللبناني عن الخروقات العسكرية السورية للحدود اللبنانية في الشمال والشرق، حتى برزت قضية أكثر خطورة على الواقع الداخلي اللبناني، لاتسامها بطبيعة عنصرية، تناولت قيام حزب الطاشناق الأرمني المسيطر على منطقة برج حمود في ضاحية بيروت الشرقية، بطرد العمال السوريين الاكراد من هذا الحي تحت ذريعة مخالفتهم لقانون الايجار، وبناء على قرار بلدية برج حمود والتي يسيطر عليها الحزب، الى جانب الاحصاء القسري الذي يفرضه حزب الله على سوريين آخرين في ضواحي بيروت الجنوبية، الأمر الذي أثار حفيظة المعارضة اللبنانية، مما يفسر الصخب الذي شهده مجلس النواب في جلسة الأمس، معطوفا على الحملات الاعلامية التي بلغت الذروة بين كتلة نواب المستقبل، وبين العماد ميشال عون وأعضاء تكتله النيابي في اليومين الماضيين.

على أن هذه الاجواء، لن نستمر على حماوتها مع الدخول في عطلة الاضحى اعتبارا من اليوم الخميس موعد سفر الرئيس نجيب ميقاتي الى لندن للقاء رئيس وزراء بريطانيا، إلا إذا جاءت الاجوبة السورية على المبادرة العربية مغايرة للتوقعات، الأمر الذي قد يحرم اللبنانيين كما السوريين من بركة العيد.

الوزير شربل يرحب بموقف بري

موضوع تمويل المحكمة الدولية دخل ع‍لى خط الجلسة النيابية التشريعية أمس، الى جانب القضايا الاخرى، أمنية وسياسية، وكان البارز توقف وزير الداخلية مروان شربل عند قول رئيس مجلس النواب، ان حسم التمويل مازال مبكرا، وان هناك مهلة حتى مارس، واستنتج الوزير شربل من كلام بري انه ينطوي ضمنيا على قناعة بضرورة التمويل.

عضو كتلة القوات اللبنانية انطوان زهرة قال ان دمشق عودتنا على الاستهتار بالسيادة اللبنانية، وأبلغ زهرة إذاعة «لبنان الحر»، أن النائب وليد جنبلاط ليس في وارد تسهيل طموحات العماد عون، وان مهمة سمير جعجع والقوات إطفاء فتنة يحاول عون إشعالها، بعد أن أدرك ابتعاد طموحه الرئاسي.

وتعجب زهرة من سكوت السلطات اللبنانية عن كل التجاذبات الحاصلة، سواء كانت بتجاوز الحدود يوميا أو بأعمال الخطف. وكانت كتلة المستقبل شنت حملة على كتلة التغيير والاصلاح ناسبة الى العماد ميشال عون محاولة فرض وصاية اعلامية وسياسية واصدار احكام مفترية بحق موظفين بتهمة الفساد دون وجه حق، في الوقت الذي تمارس فيه ضغوط واضحة على القضاء وتبذل جهود لتبرئة البعض من تهمة الاتصال والتعاون مع اسرائيل. واعتبرت الكتلة ان هذه الممارسات تدل على انهيار المعايير الأخلاقية لدى هذه الجهات السياسية، فضلا عن انها تمثل استهدافا سياسيا لموظفين يعملون ضمن القانون. كما ان ممارسة الضغوط على القضاء العسكري في مسألة تتعلق بالأمن الوطني، أصبحت مسألة لا يمكن التساهل فيها او القبول بها.

ولفتت الكتلة الى إقدام عناصر من حزب الله على ممارسات أمنية علنية على مواطنين وعمال سوريين وعرب بتسجيل أسماء وأخذ بصمات وتدوين معلومات واستحداث اضبارات شخصية وإجراء تحقيقات بعد خطف وتوقيف واستدعاء الى مكاتب حزبية وكأنها قررت العمل كذراع أمنية للسلطات السورية.

كما نددت الكتلة بإقدام بعض الحزبيين في بعض أحياء بيروت (حزب الطاشناق في برج حمود) على طرد عمال سوريين أكراد وغير أكراد من أماكن سكنهم بحجة عدم حيازتهم عقود ايجار، وذلك في تجاوز هو الأخطر والأول من نوعه في لبنان. ودعت الكتلة الى حسم تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في أسرع وقت.
 
عون يرد على السنيورة
من جهته، العماد ميشال عون هاجم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة «بالتطاول على القضاء»، وأضاف: السنيورة ليس بحاجة الى ان نوجه اليه الاتهام لأنه في الأساس مدان بالأرقام.

عون كان يرد على تصريحات للسنيورة حول قضية العميد فايز كرم المحكوم بجرم التعامل مع العدو، وهو القيادي في تيار عون، ودعاه الى تغيير القضاة وإصدار الحكم الذي يريد.

المواجهة بين كتلة المستقبل والتيار الوطني الحر بدأت في مجلس النواب عندما رد النائب العوني ابراهيم كنعان على تصريحات للسنيورة باتهامه رئيس الحكومة السابق «بنهب المال العام» فجاءه الرد من النائبين غازي يوسف وجمال الجراح ومن نفس المنبر البرلماني، اللذين لم يوفرا العماد عون شخصيا.

النائب يوسف اتهم كنعان بالبلطجة والتشبيح بدلا من الاصلاح والتغيير، مذكرا بما أحرق ضمن ما أحرق العماد عون في هذا البلد عام 1989 من أوراق المالية بعد السطو عليها من خلال اختلاسات علنية شهودها أحياء، وإخراجه الصناديق الحديدية من وزارة المالية ثم أحرق المستندات لإخفاء الأمر. النائب الجراح دعا كنعان بدوره الى تقديم المستندات على ان الأموال قد نهبت، مذكرا بأن الوزير العوني شربل نحاس هو من مارس البلطجة في وزارة الاتصالات. وعن حملة التيار الوطني الحر على فرع المعلومات في الأمن الداخلي قال النائب الجراح ان ذنب هذا الفرع كشفه لشبكات التجسس لحساب اسرائيل، وبينهم العميد المتقاعد فايز كرم القيادي في التيار!

موضوع آخر أشعل الجلسة النيابية وهو السجال الأمني وخصوصا على المربعات الأمنية وما سماه النواب اغتصاب بيروت مع اختلاف التوصيف، فقد استرجع النائب في كتلة حزب الله علي عمار موضوع «سوليدير» واعتبر انه شكل اغتصابا لمنطقة وسط بيروت واستعمل تعابير فيها الكثير من التقريع مما أثار نوابا من كتلة المستقبل ومنهم النائب عمار حوري الذي طلب الكلام بالنظام وقال ألتقي مع عمار في ان بيروت اغتصبت ولكن ليس من «سوليدير» بل من 7 ايار 2008 في اشارة الى احتلال بيروت من قبل 8 آذار قبل ثلاث سنوات فحصل هرج ومرج فتدخل الرئيس بري.

كما حصل سجال آخر حاد عندما رد النائب حسين فضل الله على الاتهامات التي وجهها النائب مروان حمادة دون أن يسمي من وراءها في قضية خطف المعارضين السوريين، وتحدث فضل الله عن مربعات أمنية في قريطم، حيث منزل الرئيس الحريري، وقال ان هذا المربع الأمني اعتدى على الطلاب وأدخل بعضهم للمستشفى، فرد حمادة: أنت وحزب الله آخر من يحق له الحديث عن مربعات أمنية، فحصل هرج ومرج وتدخل الرئيس بري لوقف السجال، وقد تداخل النقاش مما اضطر الرئيس بري الى القول «ديروا الجلسة مكاني وريحوني». 

السابق
الحياة: خطف معارضين سوريين و المربعات الأمنية تلهبان الجلسة التشريعية للبرلمان اللبناني
التالي
اللواء: موافقة دمشق على خطة الجامعة تؤجّل التدويل