نظام دمشق يبيع البعث للإيرانيين

عل أهم نتيجة تبلورت بفعل الثورة السورية الكبرى المشتعلة حاليا هو سقوط ورقة التوت عن الطبيعة الحقيقية للنظام الإرهابي في دمشق ! وهو نظام بات بعد أن حشرته الجماهير السورية الثائرة في خانة اليأس المطلق يبث أصناف التهديدات التخويفية التي تعكس حالة ضعف قاتل وليس حالة إقتدار حقيقية , فطريق الإنهيار ونهاية النظام باتت واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضى , وتزايد حالات الإنشقاق في صفوف المؤسسة العسكرية وإنبثاق الجيش السوري الحر سيؤدي في النهاية إلى انهيار حقيقي و شامل و مؤسسي لذلك النظام الذي يحاول اليوم التلاعب بأوراق وملفات هي أكبر منه بكثير , خصوصا وإن ( الفزعة ) الطائفية المؤيدة له والواردة من إيران وأذنابها وعملائها في العراق لن تتيح له أبدا إمكانية الخلاص من عقاب الشعب , وهو عقاب لو تعلمون عظيم و مكلف وتاريخي في دلالاته وأبعاده , لذلك فقد كان التخبط سيد الموقف , و كان اللجوء صوب الأسواق التهديدية و التصريحات الجوفاء هو السياسة المتبعة لمجرمي النظام الذي سيباد في القريب العاجل بكل تأكيد و العجيب إن الفزعة الطائفية التي وفرها النظام الإيراني للنظام السوري من خلال العملاء في العراق الذين أرسلوا الحقن المليارية لدعم صمود النظام القاتل قد أدت في النهاية لإنكشاف الطبيعة الحقيقية الثورية جدا!! و الممانعة حتى الثمالة..!!

فقد كان ثمن تلك الخدمات الإيرانية و يالسخرية الأقدار تقديم رؤوس قادة وكوادر البعث العراقي المقيمين في دمشق لأعدائهم في بغداد!! وهي حالة فريدة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع و الإدارة الحزبية في الشام , فالنظام السوري وهو يعيش تداعيات الإنهيار و السقوط و يتصرف بعصبية و عنجهية ووحشية أيضا قد سحب الحماية الأمنية و الإستخبارية لقادة البعث العراقي و منهم الرفيق محمد يونس الأحمد عضو المكتب العسكري العراقي السابق و عضو القيادة القطرية السابق و المنشق عن قيادة عزة إبراهيم الدوري و الذي يعيش اليوم بعد أن طرده النظام السوري من السكن المخصص له في أحد الأحياء الشعبية في الشام بعد أن تم تسليم كل أسرار التنظيم البعثي و أسماء البعثيين لحكومة بغداد!!
 

و هكذا تحول الولي الإيراني الفقيه ليكون أمينا عاما للقيادتين القومية و القطرية لحزب البعث والذي تحول بدوره دمعة في التاريخ. 
ليبيع نظام البعث السوري أهل البعث العراقي بحفنة من الدولارات وهو ما يؤكد على الطبيعة المخاتلة و الإرتزاقية لنظام القتلة في الشام , فلا مبادئ و لا مثل و لا أخلاقيات و لا أي شيء من هذا القبيل بل أن المصالح هي سيدة الموقف و إن حزب البعث بالتالي ليس سوى عنوان و يافطة لتحكم سلطة عائلة متوارثة بمصير وطن , لذلك فقد كان صوت حزب البعث السوري في المعركة الدائرة حاليا في الشام صوتا شبحيا!! فالرفيق عبد الله الأحمر نائب أمين سر القطر ليس سوى ( خيال مآتة ) لاقيمة له و لا لقيادته القطرية و لا القومية في تسيير الأحداث أو تقرير الأمور , فقد تحول الحزب منذ عام 1966 مطية سلطوية خالصة و أنتهى من الوجود الفعلي و الحقيقي سواء في العراق أو في الشام , بل أن البعثيين قد أضحوا أسرى لصراعات أنظمة تحكم بإسم الحزب بينما تمارس سياسة مختلفة بالكامل عن التوجهات البعثية وهو ما أدى بالكارثة الكبرى التي أحاقت بالبعثيين في كل مكان , لقد باع نظام دمشق حلفاءه البعثيين العراقيين بأبخس الأثمان لأعدائهم مكرسا بذلك الهوية الآيديولوجية الحقيقية المخاتلة لنظام أدمن النصب القومي و المتاجرة بالشعارات الرنانة التي لا تخفي حالة الإفلاس الأخلاقي و السياسي التي تميز النظام السوري وهو يطلق تهديداته النووية المثيرة للسخرية وهي تصريحات مؤذنة بالسقوط الواضح المريع و بالمصير الأسود الذي ينتظر قادة نظام القتل الشامل , البعثيون لم يكونوا في مختلف أطوار إدارة الصراع سوى أدوات يستخدمها النظام حين الحاجة !.. 

السابق
اللواء: مجلس الوزراء يقرّ فصل النيابة عن الوزارة وموازنة تضخم أمام مجلس النواب اليوم
التالي
السفير: خطة مشتركة بين دمشق واللجنة العربية تُعلن اليوم في القاهرة