البناء: مجلس الوزراء يرّحل قانون الانتخابات و يتبنى مبدأ فصل النيابة عن الوزارة

بات واضحاً أن تطوراً إيجابياً قد تحقق على جبهة اللجنة العربية ذات الواجهة القطرية حول الوضع في سورية. وهذا "الاختراق" يعود سياسياً في رأي مصدر عربي مطلع إلى أن الأميركيين وبعض حلفائهم العرب قد خسروا ما خسروه سياسياً في خروج القوات الأميركية من العراق بحدود آخر العام الحالي، فلم يعد أمامهم سوى إيجاد حل ما، يحفظ بعض ماء الوجه. وجاء تصريح وزير الخارجية الروسي ليضع النقاط على الحروف بشكل يشي أن الأمور تكاد تكون محسومة في موازين القوى العامة سياسياً ودبلوماسياً وحتى عسكرياً.
وفي المعلومات، أن الجانب السوري قد وافق مبدئياً على عناوين الورقة العربية مع تعديلات أدخلها وأصر عليها. وجاءت عناوين الورقة العربية على النحو التالي:
ـ وقف العنف، سحب الجيش، الحوار مع المعارضة في القاهرة، والسماح لوسائل الإعلام بالدخول.
وقد عارض الوفد السوري البند المتعلق بالحوار مع المعارضة خارج سورية، وقال: أهلاً بالحوار في دمشق حيث يكون المعارضون بحماية الدولة، ولتحضر الصين وروسيا وسواهما من الدول إذا أرادت. كما كان للموقف السوري عناوين أخرى ألحّ على تضمينها للورقة وهي:
ـ وقف الحرب الإعلامية، وقف تمويل وتوريد السلاح من دول الجوار، ووقف العقوبات ضد الدولة السورية وضد الأفراد.
ووفق المصدر أيضاً، فقد ربطت سورية الموافقة على البنود الثلاثة التي اقترحتها بوعد تسريع الإصلاحات. إلا أن ثمة إجراءات تنفيذية لم يكشف عن تفاصيلها، ومنها أن المعارضة التي أمست شقين من يمثلها؟ هل يمثلها حسن عبد العظيم مثلاً؟ هل يمثلها الشيوعيون أم الاتحاد الاشتراكي أم الأحزاب الكردية السبعة أم هؤلاء جميعاً؟ بعبارة أخرى، لم يتم الاتفاق بعد على مكان الحوار وهوية المشاركين فيه، وهذا ما يتوقع أن يُبَتّ بشأنه خلال الأيام المقبلة، إذ ليس من المتوقع أن يُحسَم هذا الأمر بعد قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب أو مندوبيهم إلى الجامعة العربية اليوم.
اجتماع القاهرة
واليوم سيعود وزراء الخارجية العرب إلى الاجتماع في القاهرة لبحث الوضع في سورية في ضوء الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بعد سلسلة مشاورات ولقاءات حصلت بين القيادة السورية واللجنة الوزارية العربية وآخرها الاجتماع الذي حصل قبل يومين في قطر بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووفد اللجنة وما تبعه من اتصالات عبر أشكال مختلفة.
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد أعلنت مساء أمس أنه جرى الاتفاق بين سورية واللجنة العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سورية والإعلان الرسمي عن ذلك سيتم غداً (اليوم) في مقر الجامعة العربية في القاهرة.
لكن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن ملي أعلن مساء أمس لـ"قناة العربية" أن الجامعة لم تتلق الرد الرسمي على مبادرتها من سورية بعد!
مصدر لبناني بارز
في المقابل أكد مصدر لبناني بارز مساء أمس لـ"البناء" حصول الاتفاق وكشف أنه يأخذ بعين الاعتبار صيغة معدلة عن تلك التي طرحتها اللجنة الوزارية العربية.
وسيغادر الوزير عدنان منصور اليوم إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب حول وضع سورية.
وتحدثت مصادر عليمة عن أن الاتصالات أفضت إلى حصول تفاهم على الخطوط العريضة وحول آخر المعالجات الأمنية. وأوضحت المصادر أن اللجنة العربية وافقت على عدد من التعديلات التي طلبها الجانب السوري.
وأكدت المصادر أن القيادة السورية تعاطت بإيجابية مع المبادرة العربية حيث أبدت خلال الاتصالات والمشاورات الحرص الكامل على إنجاح المسعى العربي.  
وتحدثت المصادر عن أن موضوع الحوار المقترح حصوله في القاهرة من قبل اللجنة العربية جرى التوصل إلى صيغة "حل وسط" حوله تقضي بإجراء اجتماعات تحضيرية في القاهرة على أن يصار لاحقاً إلى إجراء الحوار النهائي في دمشق.
وبعد أن جرى التوصل إلى هذا الاتفاق نتيجة للموقف السوري الإيجابي الحريص على إنجاح المسعى العربي، فإن أسئلة كثيرة تواجه ليس فقط اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، بل أيضاً السلوك اللاحق للجنة الوزارية العربية تماشياً مع المصلحة العربية التي تقضي بدعم الرغبة السورية الصادقة بإنهاء الأزمة من خلال إعادة الاستقرار إلى الداخل السوري واستكمال الحوار على المستويات كافة.
وفي تأكيد لمصادر دبلوماسية أن اجتماع الوزراء العرب اليوم مطالب بخطوات جدية تساهم بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة وكذلك وقف حملات التحريض والكذب ضد سورية انتهاء بالسعي الجدي لوقف العقوبات والمحاولات التي تعمل لها دوائر غربية للتدخل في الشأن السوري.
عفو رئاسي
إلى ذلك، علمت "البناء" أن الرئيس بشار الأسد سيصدر في مناسبة عيد الأضحى عفواً عن السجناء الذين شاركوا في التظاهرات الاحتجاجية التي صاحبها شغب، لكنهم لم يشاركوا في عمليات القتل.
مسيرة دير الزور
وفي ظل هذه الأجواء، شهدت مدينة دير الزور السورية مسيرة حاشدة أمس دعماً للإصلاح الذي يقوده الرئيس الأسد ورفضاً للتدخل الخارجي.
العطار تستقبل وفداً تركياً
في سياق متصل، أكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية أمس خلال لقائها الوفد النسائي التركي الذي يزور سورية ويضم نحو 40 سيدة من برلمانيات ورئيسات أحزاب وجمعيات وناشطات في المجال الأهلي والسياسي أن العلاقة بين الشعبين السوري والتركي متجذرة في عمق التاريخ وستبقى هذه العلاقة مصدر قوة مشتركة للبلدين في مواجهة المؤامرات التي تستهدف تفتيت المنطقة وإلحاقها بالمشروع الغربي.
وعرضت الدكتورة العطار للوفد طبيعة الاستهداف والمؤامرة التي تتعرض لها سورية عبر أدوات داخلية تستخدم القتل والإرهاب والتخريب بدعم من قوى إقليمية وغربية سخرت لها وسائل إعلامية ومنابر بهدف تشويه الحقائق ونقل صورة تعاكس الواقع، داعية إلى مزيد من التواصل والتعاون على المستوى الشعبي والأهلي خدمة لقضايا البلدين والشعبين الصديقين.
من جانبها، تحدثت باسم الوفد برغول ايمان غولار النائب في البرلمان التركي نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري وقالت إن هدف الزيارة هو التضامن مع سورية في وجه ما تتعرض له، والاطلاع على حقيقة ما يجري فيها.
أردوغان ممتعض!
في هذا الوقت، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حقده الدفين تجاه صمود سورية في وجه المؤامرة. وزعم أردوغان "أن النظام في سورية يستخدم القوات المسلحة لقمع شعبه"، محذراً مما وصفه "أن أنقرة لن تسكت على ذلك"، مدعياً "أن الرئيس الأسد أصبح فاقداً للشرعية".
المفتي حسون: ما يحصل للنيل من وحدتنا
بدوره، أكد الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام في سورية أن ما تنشره بعض وسائل الإعلام المغرضة حول ما يحدث في سورية ينافي الواقع ولا يعبر عن الحقيقة.
وقال خلال لقائه وفداً إعلامياً رومانياً وعدداً من أبناء الجالية العربية السورية في رومانيا وإيطاليا إننا في سورية نعيش بمحبة وتجمعنا الوحدة الوطنية وأن ما يحدث هو محاولة لجعل سورية تدفع ثمن ذلك ولثنيها عن مواقفها المبدئية ودعمها للقضايا العربية العادلة.
ودعا سماحته المغتربين إلى نقل حقيقة الوضع في سورية ودعوة من يريد الى زيارتها والاطلاع على ما يجري والذي يخالف تماماً ما تبثه وسائل الإعلام المغرضة التي تسعى الى تقسيم المنطقة وزرع الفوضى فيها للسيطرة على مقدراتها ونشر العنف والتطرف فيها.
القيادة القطرية
بدورها، أكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية أن مسيرة الإصلاح في سورية قطعت اشواطاً واسعة على طريق الديمقراطية وأن تعزيز تجربة الإدارة المحلية وترسيخ مضامينها الشعبية هما خطوة أخرى مهمة لربط مفهوم الحرية الفردية بحرية المجتمع وتكاملهما في إطار عملية الإصلاح والتطوير الشاملة.
روسيا ترفض تكرار مأساة ليبيا
وأمس جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بتكرار المأساة الليبية في سورية وقال: "لدينا الكثير من الأسئلة بعد أن تبنى مجلس الأمن القرار حول ليبيا وبعد المأساة الليبية".
أضاف: ان بلاده لن تسمح بتكرار أمر من هذا القبيل في سورية، مشيراً إلى أن بلاده لا تقوم بحماية أي نظام.
… وتدعم الحوار في سورية
ومن جهته، أعلن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن دعم بلاده لجهود جامعة الدول العربية لإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سورية.
وأكد تشوركين في حديث صحافي أن "روسيا والجامعة العربية تسعيان إلى وقف نزيف الدم في سورية ولحصول حوار بين الحكومة والمعارضة"، مشدداً على أن "سورية شريكة وثيقة لروسيا"، معرباً عن أمله بأن تستمر الجامعة العربية في عملها الدؤوب مع الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء من أجل تحويل الوضع إلى مسار التسوية السلمية".
ولفت إلى أن "روسيا والصين استكملتا مسودة مشروع قرار بشأن سورية وهو يشبه كثيراً القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أخيراً"، مستغرباً "لماذا يصادق مجلس الأمن على قرار بشأن اليمن يدعو فيه كل الأطراف إلى وقف العنف وبدء حوار من دون أي تهديد بفرض عقوبات، ومن غير المقبول تمرير قرار مشابه بشأن سورية".
إيران تدعم الحل
وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن أمله بأن تفعل الدول العربية كل ما هو ضروري من أجل نهاية سعيدة للأزمة في سورية. ورأى أن أي فراغ في السلطة ستكون له تداعيات لا يمكن توقعها معرباً عن أمله بأن يبقى الرئيس الأسد في السلطة.
مجلس الوزراء وقانون الانتخابات
أما على الصعيد الداخلي، فكان الأبرز انعقاد جلسة مجلس الوزراء عصر أمس في قصر بعبدا التي بدأت النقاش في مشروع قانون الانتخابات الذي أعده وزير الداخلية مروان شربل، بالإضافة إلى بحث جدول الأعمال خاصة البند المتعلق بفصل النيابة عن الوزارة.
وذكرت مصادر وزارية أن النقاش في مشروع قانون الانتخابات استمر حوالى الساعتين، قدم خلالها وزير الداخلية شرحاً مفصلاً عن المشروع عبر شاشة ضخمة علقت في قاعة مجلس الوزراء. بعدها قدم بعض الوزراء ملاحظات إليه على المشروع. وبناء على طلب رئيس الجمهورية جرى تأجيل البحث إلى جلسات لاحقة بدءاً من جلسة تعقد في 11 الجاري. وأفيد في هذا الإطار أن مسودة مشروع القانون التي أعدها وزير الداخلية تتألف من 67 صفحة و132 بنداً.
… وفصل النيابة عن الوزارة
وذكرت المصادر الوزارية أن البند الآخر الذي أخذ بعض النقاش ويتعلق باقتراح القانون الذي رفعه تكتل التغيير والإصلاح ويقضي بفصل النيابة عن الوزارة.
وأوضحت المصادر انه جرى تبني هذا الاقتراح على أن يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بإعداد الآلية الدستورية له لأنه يحتاج إلى تعديل للدستور ليصار إلى إقراره لاحقاً في مجلس الوزراء ومن ثم إحالته إلى مجلس النواب.
استئجار الكورال بيتش!
كما أفيد أن مجلس الوزراء وافق على استئجار فندق الكورال بيتش ليكون مقراً للاسكوا بمبلغ سبعة ملايين دولار سنوياً، في حين لم يعرف مصير العاملين في الفندق.
عون: السنيورة مدان
وفي المواقف، حمل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على ارتكابات الرئيس فؤاد السنيورة في الفترة السابقة وأكد أن "رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة ليس متهماً إنما مدان والوثائق تدينه ونحن لسنا عشوائيين أو شتامين، ورصيدنا هو صراحتنا وصدقيتنا ونحن نسمي الأشياء بأسمائها".
جلسة مجلس النواب اليوم
ومشروع النفقات
إلى ذلك، يناقش مجلس النواب في جلسته اليوم من خارج جدول الأعمال مشروع القانون المتعلق بالنفقات المالية (8900 مليار ليرة) الذي يُمَكّن الحكومة من الصرف بانتظار إقرار الموازنة. ومن المنتظر أن يدور حوله نقاش مع العلم أنه قد أشبع نقاشاً في جلسة لجنة المال النيابية.
وتعول الحكومة على هذا المشروع الذي يعتبر مشروعاً حيوياً من أجل تحريك العمل الحكومي.  

السابق
النهار: مجلس الوزراء يرحِّل جدل قانون الإنتخاب ومجلس النواب يستقدم اليوم الأوراق الساخنة
التالي
اين الحوار؟