الأشقر:رفع الطلب على الفنادق إلى 130%

على الرغم من خسارة البلد في تسعة أشهر حوالى 418 ألفا و552 زائرا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن التفاؤل الحذر بانتعاش الحركة السياحية، يمكن بدء تلمسه من أيلول الماضي، حيث بدأت تنشط الحركة في العاصمة، مع توقع أن تصل إلى الذروة خلال عيد الأضحى المبارك أواخر الأسبوع الحالي.
ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ«السفير»، «أنه لو حافظنا على استقرارنا السياسي والأمني منذ بداية السنة، لكنا اجتزنا كل دول المنطقة سياحياً، وتمكنا من تخطي النمو الذي بلغ حوالى 7 في المئة في العام الماضي»، مبرزاً مدى الأثر السيئ للمبالغة في بث الأحداث ونشرها على النشاط السياحي، بحيث «من الحبّة نعمل القبّة».

وتشهد العاصمة عشية عيد الأضحى، طلبا كبيرا على حجوزات الفنادق، حيث تخطت، وفق الأشقر، الـ 130 في المئة، مما يدفع إلى توزع الفائض على الفنادق خارج بيروت.
ويوضح الأشقر أن «الإشغال الفندقي في شهري أيلول وتشرين الأول تراوح بين 65 في المئة و80 في المئة في العاصمة، أما في المناطق، فبقي وضع الحركة السياحية متدنيا جدا، مقارنة مع المستوى الذي بلغه العام الماضي، حيث لم يتجاوز الإشغال الفندقي في الشهرين الماضيين، الثلاثين في المئة، وفي كثير من الأحيان بقي ما دون الـ 10 في المئة». والسبب كما بات معروفا، هو التراجع الحاد في «سيّاح البر»، الذين كانوا يقضون إجازاتهم غالبا في مناطق الاصطياف، بعيدا عن العاصمة.
ولم يعد خافيا أن لبنان دفع ضريبة قاسية من نموه الاقتصادي والسياحي، خصوصا مع ما شهدته المنطقة العربية منذ بدايات العام الحالي وصولا إلى الوضع السوري المتأزم، مما أثر كثيرا على قدوم السيّاح عبر البر، من دون نسيان ما شهده البلد داخليا من واقع سياسي متوتر وغير مستقر منذ بداية السنة، وبعض الأحداث الأمنية المتفرقة التي دفعت السائح إلى التردد قبل اتخاذه قرار قضاء إجازته في لبنان.
ويشير الأشقر في هذا الإطار، إلى أن معظم دول أوروبا وأميركا، عممت عبر مواقعها تحذيرات لرعاياها، منها تحديد تنقلاتهم والأماكن التي سيقصدونها في لبنان، ومن الأماكن التي شملتها التحذيرات: الجنوب والشمال والبقاع وقسم من بيروت.. «يعني ماذا بقي من لبنان!.. وتاليا كيف يمكن للدورة السياحية أن تنعش المناطق؟..».  

استمرار التراجع من كانون إلى أيلول

واكب التراجع المستمر في حركة السيّاح الأوربيين، تراجعا أيضا، في حركة السيّاح من الدول العربية. ويلحظ أمام هذا الواقع المتقلب، أن الأشهر التسعة الأولى من هذا العام شهدت تراجعا متفاوتا للوافدين إلى لبنان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ووفق القراءة الرقمية لـ«مصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة»، بلغ التراجع في أيلول الماضي 26،26 في المئة، وفي شهر آب الذي تخلله شهر رمضان، 20،01 في المئة، بعدما بلغ التراجع في شهر تموز، أي في ذروة الموسم السياحي، 39،31 في المئة، وفي حزيران 23،05 في المئة، وأيار 29،06 في المئة، ونيسان 20،39 في المئة، وآذار 14،34 في المئة، وشباط 16،88 في المئة، وفي كانون الثاني 7،63 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وإذ يأمل الأشقر، أن يبقى الوضع الداخلي مستقرا، يرى أن السياحة وفق مفهومها التقليدي تسجل تراجعا حادا، مقابل انتعاش «سياحة الأعمال»، لافتا إلى أن ما أنعش الحركة السياحية في العاصمة منذ أيلول الماضي، هو «سياحة رجال الأعمال حيث يخاطرون بالذهاب إلى أي مكان في العالم، إضافة إلى سياحة المؤتمرات والمعارض، فضلا عن الاجتماعات الإقليمية للشركات الكبرى، التي انتقلت في معظمها إلى لبنان، بعدما كانت تتوزع بين مصر وسوريا وإلى حد ما، الأردن».
أما «سياحة العائلات»، التي تغلب على السياحة العربية، فتلحظ، وفق الأشقر، تراجعا مطردا منذ الشهر الأول من السنة، والسبب «لا يريدون المخاطرة بعائلاتهم»، لذا يفضل الكثير منهم المجيء منفردا، وقضاء أيام قليلة بدلا من الأسابيع التي كان يقضيها مع عائلته.

وبلغت نسبة التراجع في عدد الوافدين من الدول العربية لغاية أيلول الماضي، وفق إحصاءات وزارة السياحة، 39 في المئة أي 279 ألفا و261 زائرا، حيث سجل قدوم 430 ألفا و709 زوار مقارنة بـ 709 آلاف و970 زائرا في الفترة نفسها من العام الماضي. ويأتي هذا التراجع بعدما سجل في آب تراجعا بنسبة 27،51 في المئة، وفي تموز 54،08 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، علما أنه في الربع الأول، سجّل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 49 في المئة.
في المقابل، بلغ التراجع في عدد الوافدين من الدول الأوروبية في الشهور التسعة الأولى 42 ألفا و397 زائرا، إذ بلغ عددهم 374 ألفا و745 زائرا، مقارنة بـ 417 ألفا و142 زائرا في العام الماضي.
وبعدما بلغ عدد الوافدين في أيلول من الجنسيات كافة، 149 ألفا و355 زائرا، سجل تراجع في عدد الوافدين الإجمالي في الأشهر التسعة الأولى، بنسبة 24،69 في المئة مقارنة بسنة 2010، إذ بلغ العدد الإجمالي مليونا و276 ألفا و110 زوار، فيما بلغ عن الفترة نفسها في العام الماضي، مليونا و694 ألفا و662 زائرا.

الإيرانيون والفرنسيون والأردنيون
يتصدرون القائمة
وفي التفصيل للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى، بنسبة 34 في المئة من مجمل الزوار، وقد حل أولا: الأردنيون (99 ألفا و506 زوار) أي بنسبة 23 في المئة من مجمل الزوار العرب. ثانيا: العراقيون (96 ألفا و303 زوار)، أي بنسبة 22 في المئة. ثالثا: السعوديون (84 ألفا و286 زائرا )، أي بنسبة 20 في المئة، رابعا: الكويتيون (45 ألفا و999 زائرا)، أي بنسبة 11 في المئة، وتلاهم، المصريون 10 في المئة، والإماراتيون 5 في المئة.
وحلّ في المرتبة الثانية، الوافدون من الدول الأوروبية، بنسبة 29 في المئة من مجمل الزوار، وحل أولا: الفرنسيون (99 ألفا و929 زائرا)، أي بنسبة 27 في المئة من مجمل الزوار الأوربيين. ثانيا: الألمان (54 ألفا و304 زوار)، أي بنسبة 14 في المئة. ثالثا: البريطانيون (40 ألفا و800 زائر)، أي بنسبة 11 في المئة. رابعا: الأتراك (25 ألفا و326 زائرا)، بنسبة 7 في المئة، وتلاهم الايطاليون 6 في المئة، والسويديون 6 في المئة.
أما في المرتبة الثالثة فحلّ الوافدون من قارة آسيا، وبلغ عددهم 206 آلاف و271 زائرا، منهم الإيرانيون البالغ عددهم 119 ألفا و218 زائرا.

واحتل المرتبة الرابعة، الوافدون من قارة أميركا، وعددهم 176 ألفا و209 زوار، حيث حلّ أول: الولايات المتحدة الأميركية (86 ألفا و659 زائرا)، بنسبة 49 في المئة من مجمل الزوار من قارة أميركا. ثانيا: الكنديون (63 ألفا و136 زائرا)، بنسبة 36 في المئة. ثالثا: البرازيليون (10 آلاف و837 زائرا) بنسبة 6 في المئة، ومن فنزويلا بنسبة 5 في المئة.
واستنادا إلى تقرير صادر عن «أرنست أند يونغ» حول أداء الفنادق في منطقة الشرق الأوسط، سجلت بيروت خلال شهر أيلول الماضي، تحسنا سنويا بنسبة 23 في المئة في معدل إشغال الفنادق الذي بلغ 76 في المئة، مقارنة مع 53 في المئة في أيلول 2010، وانخفض متوسط تعرفة الغرفة بقيمة 21 دولارا على صعيد سنوي إلى 245 دولارا في أيلول، فيما ارتفعت الإيرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 32،4 في المئة إلى 187 دولارا. أما على صعيد تراكمي، فانخفض معدل إشغال الفنادق في بيروت بنسبة 13 في المئة إلى 55 في المئة خلال فترة التسعة أشهر الأولى من عام 2011، لتحظى بذلك على خامس أعلى معدل إشغال فنادق بين عواصم المنطقة التي شملها التقرير وهي: أبو ظبي، الرياض، الدوحة، مسقط، الكويت، عمّان، القاهرة ، المنامة. وتراجع متوسط تعرفة الغرفة في تسعة أشهر، 15،3 في المئة، إلى 222 دولارا، وتراجعت الإيرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة 31،2 في المئة، إلى 123 دولارا.  

السابق
جنبلاط في عيون 14 آذار
التالي
انتخابات اليسوعية غداً: معارك حامية