ابو مازن لا يستطيع اللعب مع امريكا

كانت مكالمة براك اوباما الهاتفية الاولى من الغرفة البيضوية، لزعيم السلطة الفلسطينية أبو مازن. فعندما تولى اوباما عمله طمح الى ان يكون الرئيس الذي يحل المشكلة الفلسطينية وسريعا. وأراد ان يكون الرئيس الذي يصالح امريكا مع العالم ومؤسساته بعد عهد بوش. لكنه حدث العكس تماما في الواقع: فقد تلقى اوباما إهانات من أبو مازن الذي لم يستجب لالحاحه، وأصبح أمس ايضا الرئيس الذي يقطع المساعدة المالية عن اليونسكو. ما يزال اوباما يتعلم بالطريقة الصعبة، قبل سنة من انتخابات الولايات المتحدة.
احتفل الوفد الفلسطيني أمس في مقر اليونسكو في باريس. وقد أصبحت فلسطين دولة من جميع الجوانب، هي الـ 195 في العدد، عضوا في الجمعية العامة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة. في عالم مثل عالمنا فقط تستطيع فلسطين ان تكون عن جانب من جانبي المحيط مراقبة، وعن الجانب الثاني دولة. يمكن احيانا ان نتساءل هل العالم كروي أم مُحدب.
استغل الفلسطينيون حتى النهاية ما تم اعطاءه لهم من امكان القبول لليونسكو. ما كانوا يحتاجون في باريس الى أكثر من أكثرية ثلثين. وقد توجهت واشنطن الى الفلسطينيين بطلب ألا يخطوا هذه الخطوة كي لا تضطر الى تطبيق القانون الامريكي في مطلع التسعينيات الذي يحظر على الادارة ان تحول مالا الى مؤسسة من الامم المتحدة تعترف بفلسطين قبل ان يتم احراز سلام مع اسرائيل.
ان الولايات المتحدة بعد انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني الماضي ليست امريكا التي يستطيع الفلسطينيون اللعب معها. فمجلس النواب الحالي ليس مكانا يرغب اوباما في المجيء اليه مع اقتراح لتغيير القانون وهذا مؤكد وبخاصة قبل سنة من الانتخابات ومع نسب تأييد كهذه. غضب المندوبون الجمهوريون والديمقراطيون ووسائل الاعلام الامريكي أمس على الفلسطينيين. فقد رأوا ان أبو مازن رفض أمس احتمال السلام في الشرق الاوسط.
من المؤكد ان اسرائيل لا تستطيع ان تكون راضية عن الاجراء. فدخول فلسطين الى اليونسكو عضوا كامل العضوية يمهد طريقها لمنظمات اخرى مثل منظمة الملكية الروحانية العالمية (ويبو). والعضوية الكاملة في جسم الامم المتحدة مخصصة لدول معترف بها فقط. وهكذا سيرى الفلسطينيون نجاحهم حقنة تشجيع قبل استمرار المباحثات في الامم المتحدة في نيويورك. خسرت اليونسكو أمس ربع ميزانيتها (22 في المائة، هي 70 مليون دولار من الولايات المتحدة و3 في المائة من اسرائيل). لن تحول واشنطن هذا الشهر الـ 60 مليون دولار التي كان يفترض ان تحولها. واسرائيل وإن كانت لم تتخذ قرارا رسميا بعد ستوقف تحويل المليوني دولار الى اليونسكو. الحمد لله يوجد ما نفعله بهذا المال.  

السابق
قدوم نايف ليس مبهجا
التالي
مخيبر انتقد التأخير في رواتب الموظفين ورحب بالتوقيت المبكر للبحث في قانون الانتخاب