ورشة اعمال لعوائل الشهداء

"المرأة التي لا تملك مهنة لا تملك ورقة كفاح للمستقبل" شعار حملته ليندا شعيتاني وأتت به الى الورشة التدريبية التي خصصتها "جمعية شيلد" لعوائل "السجناء"، لكي تطور قدراتهن الذاتية، فشكلت البوابة الاولى للإنطلاق نحو مواجهة المجتمع "الظالم"، بل تفتح لهن أفاق "أممية لقمة العيش " ، من اللويزة حضرت ساندرا سيف الدين وحضر معها "طموح ان أتعلم وأمتلك سلاحي"، ترى ساندرا أن الأشغال اليدوية اليوم مرفد أساسي لكل إمرأة لم تتعلم، "لم اكمل تعليمي، ولكن أريد أن احقق إستقلال إقتصادي"، فوفق ما تشير "الفوبيجو تُمكنني من تحقيق مكاسب معنوية ومادية في آن.
هنا في تلك الغرفة "خرز مزركش" متناثر بين أيدي عشر سيدات، كل منهن تتحكم بوجهته من منطلق رؤيتها الفنية..هنا أيضا ترمي سارة سيف الدين (تملك ثلاث أولاد)، هاجس الخوف من مواجهة تحديات الايام، وإن عبر مهنة صغيرة قدمت اليها عبر "طبق تنموي إقتصادي، "حضرت لأكتسب مهارات جديدة، فالفوبيجو مهنة فن وإبداع، أضف الى أنني إذا طورتها تدر عليً اموالا تسد إحتياجاتي وأولادي"، كما لو كانت تسدل الستار على واقع أخر ستمسك المرأة عما قريب بزمامه، تحقق رؤيتها الإقتصادية الخاصة بها.

لقد حاكت "شيلد" عبر برنامجها التنموي الاقتصادي الممول من DROSOS Foundation الذي يستهدف عوائل السجناء في سجون النبطية- صور وتبنين ، معيار إجتماعي ذات لون جديد، اذ قدم "قطرة أمل إقتصادية الى سيدات، لتمكنهن من العيش بكرامة، تحمل سهى الخرز تدرك ان ما تقوم به هو بداية طريق على دروب المستقبل، تتعلم صناعة الاساور والمَدليات وغيرها من اصناف الفوبيجو، تتابع بدقة تعليمات المدربة التي تُلقن السيدات أصول العمل داخل الورشة التدريبية التي أقيمت في "معهد أمجاد" في النبطية وتستغرق 54 ساعة، موزعين على خمسة اسابيع، في نهايتها تتمكن السيدة من أن يكون لها متجرها الخاص مع عدته، وهنا تجد المدربة ماجدة زبيب صباح "الدورات نقطة محورية للإرتقاء بقدرات المرأة، إذ إن خضوعها لدورات تدريبية تنشط مقدراتها العملية"، مضيفة أن " الفوبيجو يمكن المرأة أن تطور قدراتها وتصقل موهبة قد تتعايش معها أضف الى أنها تزيد من دخلها.

شكلت الخطوة التي قامت بها جمعية "شيلد" بارقة ضوء صغيرة لدى اولئك السيدات، بل جاءت لتتماشي مع واقع "مستميت" يدب داخله هاجس مكافحة الاعالة "اللاجتماعية"… هنا يقول المسؤول الميداني لجمعية "شيلد" في النبطية أشرف نور الدين أن "المشروع يدخل ضمن أطر تحسين الاوضاع المعيشية لعوائل السجناء ، هدفنا "التنمية الإقتصادية"، إذ ننطلق من قناعة أننا "لانريد أن نعطي سمكاً، بل نعلم كيف يصطاد". وتكمن أهمية المشروع وفق ما يقول نور الدين "أننا ندرب عوائل السجناء على مهنة، ونؤمن لهم كل المستلزمات للبدء في عملها، كما نهدف الى تعزيز دور المراة الإقتصادي"، لذا وجدنا أن تدريب زوجة أو أخت أو إبنة السجين على مهنة يخفف من وطأة الأعباء الإقتصادية ،أضف الى ان هذه الفئة نادرا ما يُسلط الضوء عليها".

  

السابق
فليتشر: التلكؤ في التمويل إشارة سيئة
التالي
بين العراق البعثي والعبثي!