.gif)
أثبتت منظمة اليونسكو أنها لا تخضع لأى إملاءات سياسية، فرغم التهديدات الأمريكية المستمرة لها، والتى كانت تهدف إلى عرقلة التصويت على منح عضوية المنظمة لفلسطين، إلا أن الجمعية العمومية للمنظمة الدولية وافقت اليوم على منح العضوية الكاملة لفلسطين، بموافقة 107 دولة من أصل 180 دولة كان لها حق التصويت اليوم، فيما رفضت القرار كما هو متوقع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا، فيما كانت المفاجأة فى تصويت فرنسا لصالح القرار ووقوفها ضد اللوبى الأمريكى الإسرائيلى، وهو ما يشير إلى أن تغيرا فى الموقف الأوروبى بدأ يسلك طريقه بعيدا عن التوجه الأمريكى.
ورغم أن هذا التصويت لصالح فلسطين سيكلف "اليونسكو" خسارة 80 مليون دولار على شكل مساهمات نقدية كانت الولايات المتحدة قد هددت بوقفها فى حال حصول الجانب الفلسطينى على العضوية الكاملة، حيث تأتى 22 %من ميزانية "اليونسكو" من الولايات المتحدة، إلا أن موقف أعضاء اليونسكو كان واضحا وحاسما فى وجه التهديدات الأمريكية التى بدأت برسالة وجهتها اللجنة الفرعية فى مجلس النواب الأمريكى لشئون العمليات الخارجية إلى المنظمة قالت فيها إن "أى اعتراف بالدولة الفلسطينية لن يهدد جهود استكمال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل سيهدد استمرار التمويل الأمريكى للمنظمة"، وانتهت برسالة تهديد أخرى حملتها هذه المرة مارثا كانتر، الوكيلة بوزارة التعليم الأمريكية، التى فاجأت المصوتين اليوم بقولها "نعتقد أن هذا (الإجراء) له نتيجة عكسية، الطريق الوحيد للفلسطينيون هو عبر المفاوضات المباشرة، ونحث كل الأطراف على التصويت معنا، ضد هذا القرار"، إلا أن هذه الدول أثبتت للجميع استقلالها عن اللوبى الأمريكى اليهودى.
عضوية فلسطين فى اليونسكو ستعزز بالتأكيد سعى الفلسطينيين للاعتراف بهم كدولة فى الامم المتحدة، وفقا للطلب الذى تقدم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى 23 سبتمبر الماضى، وهو الطلب الذى يخضع للنقاش حاليا فى أحدى لجان مجلس الأمن، حيث تعتبر اليونسكو هى أولى وكالات الأمم المتحدة التى سعى الفلسطينيون للانضمام إليها كعضو كامل".
