النهار: النسبيّة على طاولة الحكومة وحلحلة في التعيينات الدبلوماسية

مستنداً إلى تأجيل البحث الجدّي في مسألة تمويل المحكمة الدولية، يبدأ مجلس الوزراء غداً دراسة مشروع قانون الانتخابات الذي تقدم به وزير الداخلية مروان شربل. ويشير «استطلاع رأي» الجهات المكوّنة للحكومة إلى أن مبدأ اعتماد النظام النسبي في الانتخابات سيمرّر بما يشبه الإجماع الذي سيكسره وزراء جبهة النضال الوطني، بسبب الموقف «المبدئي» للنائب وليد جنبلاط الرافض للنسبية. فتكتّل التغيير والإصلاح متمسّك بالنسبية، على حدّ تأكيد الوزير جبران باسيل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله وحركة أمل وفريقي رئيسي الجمهورية والحكومة. وبحسب وزراء أكثريين، فإن مبدأ النسبية محسوم، لكن النقاش سيتمحور حول تفاصيل المشروع الذي تقدم به شربل، «والذي لم نحصل بعد على الوقت الكافي لدراسته».

لكن أحد وزراء تكتل التغيير والإصلاح يبدي تخوّفه من «وقوف الرئيسين على خاطر النائب وليد جنبلاط، ليحوّلا مشروع قانون الانتخابات إلى مشروع قانون الموازنة ــــ2، إذ إن المشروع الأخير «عُرِض على مجلس الوزراء ثم جرى تطييره إلى أمد غير محدد». ويذكّر الوزير بما ورد في البيان الوزاري للحكومة، لناحية التأكيد أن النظام الانتخابي الأفضل هو النظام النسبي. من جهتهم، يؤكد مقرّبون من الرئيس نجيب ميقاتي أن «دولة الرئيس سيدافع عن النظام النسبي، من دون أن يعني ذلك «سلق» دراسة المشروع».
وبعيداً عن ملف قانون الانتخابات، يجري التداول جدياً بملف التعيينات، ولا سيما منها التشكيلات والترفيعات الدبلوماسية. وذكرت مصادر معنية بالملف أنه يخضع للنقاش المعمّق بين الأطراف المعنية، ولا سيما بين رئيس الجمهورية والنائب ميشال عون. وبحسب المصادر ذاتها، فإن تقدماً أحرز من خلال تقسيم الملف، إذ جرى الاتفاق على اسم السفير اللبناني في فنزويلا شربل وهبي، لتعيينه في منصب المدير العام للشؤون السياسية والقنصلية. وعلى حدّ قول المصادر، فإن طرح هذا الاسم لاقى استحسان عون وتأييده. أما «الفروع» الأخرى للملف ذاته، فيستمر البحث بشأنها.
وبالنسبة إلى التعيينات القضائية التي يصرّ تكتل التغيير والإصلاح على إنجازها في أسرع وقت ممكن، أكد أكثر من مصدر أن المباحثات بشأنها مستمرة بطريقة غير مباشرة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. وأكدت المصادر أن وزير العدل شكيب قرطباوي جاهز لتقديم اسم مرشحه لرئاسة مجلس القضاء الأعلى إلى مجلس الوزراء، «لكن يفضّل أن يحصل ذلك بعد تأمين التوافق الأوّلي بين سليمان وعون، لكي لا تكون خطوة قرطباوي مستفزّة للرئيس».
وكان عون قد أكد في خطاب في بلدة كفرحزير في الكورة أن «الانتخابات في عام 2013 آخر مناسبة للتغيير والإصلاح، لأن من بعدها سيكون الانهيار التام»، داعياً إلى «عدم التجديد للقديم في الانتخابات المقبلة». وزار عون في دير البلمند بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم، حيث عقدا خلوة تناولت تطورات لبنان والمنطقة.

من جهته، أنهى البطريرك الماروني بشارة الراعي جولته الأميركية، مكرراً في مطار بيروت ما قاله في الولايات المتحدة، لناحية الموقف من سلاح حزب الله. وقال الراعي: «إذا تفاهم حزب الله مع الدولة اللبنانية على سلاحه، فسيكون ذلك بمثابة عيد كبير. ولكن على الأسرة الدولية أن تضغط على إسرائيل لتنفيذ جميع القرارات الدولية، ولعودة الفلسطينيين إلى أرضهم بكرامة. وأيضاً هناك قضية تسليح الجيش اللبناني، لأن المحافظة على جيش ضعيف يعني ذلك أننا في مشكلة». وسئل الراعي عن «لقاء دير سيدة الجبل»، فقال: ليس عندي أي خبر عن اللقاء. سمعت أن هناك اجتماعاً ثم ألغي الاجتماع، ثم عقد اجتماع، ولكن وقتي لم يسمح لي أبداً بالاطلاع على هذا الموضوع. لم أقرأ شيئاً عنه، ولم أقرأ ماذا فعل».

وعن احتمال زيارته لسوريا، أشار إلى أنه «واجب على البطريرك زيارة كل الأبرشيات مرة كل خمس سنوات، وهذا ما نقوم به الآن. أنا عليّ أن أزور أبرشياتنا في سوريا وفي الأردن وفي قبرص وفي مصر وفي الأراضي المقدسة، وسنذهب لاحقاً إلى كندا وأوستراليا». 

السابق
الحياة: المعارضة تثير اليوم والأربعاء خطف السوريين في لبنان
التالي
العالم يدير ظهره للبنان