الانباء: حزب الله سحب كيبلاته الهاتفية من ترشيش

تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يبقى المأزق الاكثر حرجا لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في ظل ممانعة بعض القوى السياسية المحلية المؤثرة في الحكومة مقابل التحذير الدولي من تداعيات عدم التزام لبنان بتعهداته بالتمويل، وآخرها تحذير روسي أبلغت به بيروت عبر السفير الروسي الجديد.

الرئيس ميقاتي رأى عدم استباق الامور في موضوع التمويل، وقال: لدينا الوقت الكافي لاستكمال الاتصالات، والتي نأمل ان تؤدي الى نتائج ايجابية.

تفاصيل الاتصالات

وامتنع ميقاتي عن الدخول في تفاصيل هذه الاتصالات، وابلغ «النهار» البيروتية انه تعود العمل من دون ضجيج اعلامي وانه لا يرى فائدة في الحديث عن هذه المساعي قبل انجازها، واعطى امثلة كان آخرها حول ما سمي اختراقا سوريا للاراضي اللبنانية، مذكرا بأنه لم يتحدث عن الموضوع ولم يشارك في السجال، وقد تم التوصل الى حل بهدوء.

وردا على سؤال، قال ميقاتي انه التقى الرئيس سعد الحريري داخل المسجد في الرياض اثناء جنازة ولي العهد الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز، وكان من الطبيعي ان نتبادل المصافحة والتحيات.

ولاحظ رئيس الحكومة اللبنانية الذي يكرر الاعلان يوميا عن وقوفه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جانب تمويل المحكمة، ان ايا من معارضي دفع مساهمة لبنان في تمويل المحكمة، لاسيما منهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يقفل الباب امام ايجاد حل، بل تركه مفتوحا، وانه لم يفاجأ بموقف السيد نصرالله من تمويل المحكمة.

 في هذا الوقت، ذكرت مصادر ديبلوماسية في بيروت امس ان الخارجية الروسية زودت سفيرها في بيروت الكسندر ذسبيكين بالتوجيهات التي بدأ بنقلها الى المسؤولين اللبنانيين ومضمونها ان على لبنان الايفاء بالتزاماته حيال المحكمة، مؤكدا ان موسكو على موقفها المبدئي، ولن تتراجع عنه، وهو ان تقوم المحكمة بمهماتها بأفضل الظروف وان يعاقب الجناة على عملية اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات التي تلت.

ويبدو ان وفد كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد أبلغ حرفيا بالموقف الروسي هذا خلال زيارته موسكو من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف الذي استقبله لمدة 40 دقيقة وليس لساعتين ونصف الساعة كما ذكر في بيروت.

وردا على القول ان وزراء حزب الله والعماد عون يعارضون التمويل، رد بغدانوف بالدعوة الى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة تفي بالتزامات لبنان، وبالتالي ان على ميقاتي الاستقالة في حال فشلت حكومته في اقرار التمويل.

ميقاتي يراوغ

الوزير السابق محمد شطح والمستشار السياسي للرئيس سعد الحريري رأى ان الحكومة الحالية لم تعد مؤهلة وذات صفة لتتكلم باسم لبنان بما يتعلق بالمحكمة قبل صدور قرار الاتهام، كان للبعض مواقف من الحكومة، الآن عنده مواقف من حزب الله، الآن الامور اختلفت.

في سياق آخر، اكدت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان حزب الله سحب معداته الهاتفية والكيبلات من بلدة ترشيش المتنية بناء على نصيحة قيادة الجيش التي ابلغت المعنيين في الحزب ان هذه المسألة قد تقود الى ضرب السلام الاهلي، فيما لو اصر الحزب على قراره، خصوصا بعد دخول حزب الكتائب على الخط مباشرة وعقد اجتماعا لمجلسه المركزي على ارض ترشيش البلدة المارونية في جرود قضاء المتن الشمالي، وفي ضوء هذه المعطيات قرر حزب الله صرف النظر عن تمديد كيبلاته الهاتفية عبر هذه البلدة في المرحلة الراهنة على الاقل. 

السابق
المعلومات يعثر على تسجيلات التحقيق مع كرم
التالي
“ضمير لبنان” في أرض أبطاله “مليتا”