أين الحلم؟

ليس أقدر من وليد جنبلاط على الاختصار والوضوح حتى يبدو كأنه منزعج من نفسه حين يطيل قراءة ما كتبه.
ظاهرة هو هذا الرجل بكل ما للكلمة من معنى. حاد الذكاء وحاد المزاج، يعشق التفلت ويقاوم قدراً هو ماضٍ إليه لا محالة.
في إطلالته أمس أمام قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي قدم جنبلاط نقداً ذاتياً قاسياً لمواقفه وتحالفاته لكن الأهم انه استثنى فترة تموضعه في حركة 14 آذار واعتبرها مضيئة.
هل كانت تلك المرحلة مضيئة فعلاً؟ حسناً، سيتطلب الأمر وقتاً اضافياً لمناقشة هذا الأمر، إذ لو كان الجواب ايجاباً وسريعاً لكان المطلوب "محاكمة" الذين تخاذلوا أو تخلّوا.

فلنقل انها كانت مضيئة بجماهيرها، بأفكارها، بأحلامها وطموحاتها، ولنقل انها كانت محبطة بأداء خطبائها الذين لعبت برؤوسهم التسويات الشمولية فأطاحت بهم وبجماهيرهم.
الآن هو وقت الكلام في هذا الأمر فإن قاله جنبلاط فلماذا يقوله الآخرون ولماذا ينتظرون الخريف؟
إذا كانوا يفتشون عن مناسبة فلتكن يوم الأول من تشرين الثاني في ذكرى ولادة الرئيس رفيق الحريري أو لتكن يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني حيث يوم الاستقلال.
وإذا أرادوا الابتعاد عن المناسبات فليحشدوا المؤيدين ضغطاً على الحكومة لإقرار تمويل المحكمة الدولية..
الآن هو أوان استرجاع القادة الى جماهير الفكرة، فكرة الحرية والعدالة فإن بادروا فسيكون وليد جنبلاط بينهم والا تباعدوا وتباعدت عنهم الناس.
حين نقول اننا ضد الاستبداد فذاك يعني جميع أنواعه.
  

السابق
الأحداث السورية تضغط بقوة على الاقتصاد اللبناني
التالي
هل يحصل فراق ؟