كنعان: تمويل المحكمة يجب ان يذهب في سياق الدستور والأصول والقانون

  أكد امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان، في حديث صحافي، ان معركة "التكتل" هي من اجل تطبيق القانون ولا يقوم ببطولات وهمية، بل داخل الحكومة على اساس رؤية اصلاحية واضحة يريد تطبيقها ولا يساير على حساب جهد ومشروع ورؤية قائلا: "لسنا نحن من يقوم بمعارك ضد احد، بل الجميع يقوم بمعارك ضدنا. نحن في حكومة طرح فيها العديد من الملفات، فرأينا وكأن هناك محاولة للعودة الى الوراء او للحفاظ على ستاتيكو معين، بينما نحن نسعى الى التغيير" .

اضاف: "نحن منسجمون مع انفسنا، طرحنا مشروعا نطالب الجميع بمحاسبتنا على اساسه، ونقول لشريكنا في السلطة ان نجاحنا من نجاحه وحكومة كلنا للعمل يجب ان تكون نسخة طبق الأصل عن سواها وعليها دعم الجهد المبذول" .

وتابع: "نحن اصحاب قضايا كانت تعتبر مستحيلة في الماضي. وقالوا عنا اننا مجانين عندما رفضنا وقاومنا الوصاية. وعندما تحدثنا عن الإصلاح، كنا وحدنا في مواجهة تحالف رباعي وسباعي. نحن نؤمن بالرجاء والقيامة ولن يحبطنا شيء. واذا اعتبرنا ان ما نطرحه هو حق سنذهب به حتى النهاية، من دون استعداء احد" .

وأكد كنعان ان امورا عدة تحققت، فاصرارنا منذ العام 2005 على شراكة في النظام، ادى الى الوصول الى عشرة وزراء ولا نزال نطالب بالأمور نفسها التي طالبنا بها قبل دخول الحكومة. وبالتعاون بين الحكومة والمجلس النيابي، انجزت سلسلة رتب ورواتب القضاة، وانطلقت عجلة تصحيح الأجور بعيدا من منطق التسويات والمحاصصة، بعد الراي الذي اعطاه مجلس شورى الدولة" .

وعن تمويل المحكمة، قال: "نحن نعتبر ان موضوع تمويل المحكمة يجب الا يوقف الموازنة. ونحن لدينا رأينا، لكننا نلتزم برأي الأكثرية وبما تنتجه الديموقراطية. ونرفض وضعنا من ضمن مربع معين والقول هذه هي قواعد اللعبة. نحن لسنا مع تجميد البلاد، بل اطلاق عجلة مختلف الملفات. وتمويل المحكمة يجب ان يذهب في سياق الدستور والأصول والقانون. ولن نمشي في التهويل. وفي حال وجود ارادة لتصحيح الخطأ على صعيد ملف المحكمة او لا، فهذا الأمر يجب ان يحسم داخل الحكومة. ولسنا خائفين من عدم استمرار الحكومة، فليست اول حكومة ولن تكون الأخيرة، ولكل شيء نهاية، ويجب عدم التهويل على هذا الصعيد" .

وعن موازنة العام 2012، والعمل على تصحيحها، كشف عن حصول لقاء بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استمع الى وجهة نظره في عدم الأخذ بتوصيات لجنة المال والموازنة والمجلس النيابي. وتم كذلك الاتصال بوزير المال محمد الصفدي الذي تجاوب بدوره، وباتت هناك نية لإعادة النظر في الموازنة وقال: "نحن نريد وضع السياسة المالية على السكة الصحيحة، ونعتبر ان الظرف مناسب للاصلاح على هذا الصعيد، ويجب الإستفادة من هذا الأمر، ومن الإجماع الحاصل حول هذا الموضوع، حتى من تيار المستقبل الذي يطالب في لجنة المال باعتماد التوصيات التي خرجت بها اللجنة" .

وردا على سؤال، اكد كنعان ان "العماد ميشال عون هو رئيس كتلة نيابية وليس شاعرا يعيش على هامش الحياة السياسية، بل يدق ناقوس الخطر من خلال ما ينبه اليه، ان كان بالنسبة الى ما يتعلق برئيس الحكومة او سواه"، قائلا: "نحن نطالب بمعيار واضح وواحد في التعامل مع اوضاع بعض الموظفين المتواجدين في بعض المواقع خلافا للقانون. ونحن لا نطالب على سبيل المثال باستبدال عبد المنعم يوسف او الأمين العام لمجلس الوزراء بمارون انطون، بل نطالب بتطبيق القانون واحترامه مع مراعاة التوزيع الطائفي" .

واكد ان "تكتل التغيير والإصلاح لا يريد استمرار الأمور في سياق مراكمة الأخطاء تحت شعار الحساسيات، والقول هذا لبنان، وان التغيير غير ممكن، ويجب القبول بالأمر الواقع، بل يريد كسر المحرمات والمسار الذي يؤدي الى هجرة شبابنا، وفقدان الثقة بلبنان، واستعادة هذه الثقة، وبناء وطن للجميع تحت سقف القانون والدستور" .

واشار الى ان "التكتل" لا يعارض من اجل المعارضة، بل يعطي رأيه وينصاع للقانون، كما حصل على سبيل المثال مع وزير العمل شربل نحاس في موضوع تصحيح الأجور. نحن اصحاب رؤية ولنا تمثيلنا، ولسنا تلامذة مرحلة ابتدائية، ومن عنده وجهة نظر مختلفة عن رؤيتنا فليناقشنا بها وليقنعنا، بعيدا من التهويل وتخويف الناس، مرة من اوضاع امنية، ومرة من استقرار البلاد في حال حصول مظاهرات او اعتراضات" .

اضاف: "بعيدا من الحكومة الحالية، نحن نتخوف في كل مرحلة ان يأتي من يقول انه بسبب هذا الظرف او ذاك يجب ايقاف عملية الإصلاح وتغيير الوضع القائم في ادارات الدولة وعلى الصعد السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية. لذلك، نحن نستمر في طرح رؤيتنا غير الخاضعة للمساومة لأننا نعتبر ان المشروع الذي نطرحه يشكل اولوية، وهو لمصلحة جميع اللبنانيين، وليس لطرف ضد آخر" .

وردا على سؤال قال كنعان: "إن التفاهمات الداخلية خصوصا مع "حزب الله" الذي يملك السلاح ولديه هواجس، تهدف الى التوصل الى تطمينات داخلية للحفاظ على الإستقرار في لبنان. وقد دخلنا في حوار مع الحزب بعد التحالف الذي كان قائما بينه وبين الذين يعارضونه اليوم. لم ندخل في تفاهم لتسليف حزب الله، بل كنا اصحاب رؤية عملنا من خلالها على تحقيق الشراكة واستعادة التمثيل الصحيح داخل المؤسسات، والذي هو لمصلحة جميع المسيحيين الذين تحسن وضعهم وحضورهم داخل النظام، ونحن نركّز هذا الحضور داخل المؤسسات" .

وقال: "نحن نمثل المسيحيين في هذه السلطة. وقد اصبحنا، واصبحوا معنا رأس الحربة في مشروع اصلاحي لمؤسسات الدولة. ونحن نعتبر ان الإصلاح هو اولوية الأولويات في هذه المرحلة. وعلى سبيل المثال، لا يمكن تأجيل التعيينات في ظل الشغور في ادارات الدولة الذي بلغ اكثر من سبعين في المئة" .

اضاف: "لو ان الإختلاف معنا يؤدي الى نتائج سلبية وتعطيلية لكنا خرجنا من السلطة. لكن الدينامية التي خلقناها تؤدي الى خطوات عملية، تشبه عبور الصحراء على صعيد بناء الدولة، والمرحلة غير سهلة. وقد حققنا تقدما على صعيد اعادة النظر بالموازنة وتطبيق القانون واعادة النظر بالخلل القائم على صعيد السياسة المالية، وتمكنا من اطلاق عجلة تصحيح الأجور على قاعدة استعادة الحقوق وتأمين العدالة الإجتماعية" .

وردا على اتهام التيار بأنه جزء من حكومة سوريا وايران وحزب الله، قال كنعان: "لسنا نحن من عقد تحالفا رباعيا وتحاصصنا مع حزب الله وسوريا بعد ثورة الأرز وهذا الكلام لا يقال لنا. الجميع كانوا في سوريا وايران واميركا والسعودية الا نحن، ولا يمكن تزوير التاريخ والتعمية على الحقائق. فالإرتباط بالخارج معروف، وبات واضحاً من يقوم بالإصلاح ومن يريد الفساد ويغطيه، ومن يعمل على معالجة العجز وتأمين حسابات الدولة، وتصحيح الخلل المالي، وبناء المؤسسات على اساس احترام الدستور والقانون، ورفع الشعارات والعمل عكسها ليس من شيمنا، ولن نسمح لأحد بنسف تضحياتنا ونضالاتنا وضريبة النفي والدم والتضحيات التي دفعنا ثمنها".

وعن الوضع المسيحي، اكد كنعان السعي الى افضل تنسيق مسيحي في الأمور الوطنية من قانون الإنتخاب الى الإصلاح، مشيرا الى استمرار العمل برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على تحقيق هذا الأمر، لافتا الى انه كان هناك اقرار خلال لقاء بكركي بأن المسيحيين ليسوا تابعين لأحد، وان المطلوب اليوم التفاهم على القضايا الوطنية". 

السابق
مانجيان: سليمان أوقف مرسوم الترقية لأنه ينطوي على مخالفات
التالي
هاشم: العماد عون لم يرفض تمويل المحكمة بل أعطى فتوى لها