اميل لحود: البعض في الحكومة يريد ابقاء البلد أسير حساباته الشخصية والطائفية

اعتبر النائب السابق اميل لحود في تصريح اليوم، أن "البعض في الحكومة الحالية يريد أن يبقى البلد أسير حساباته الشخصية والطائفية والسياسية، ولو كان ثمن ذلك التحول الى حكومة اللاقرار والامتناع عن التصويت في المحافل الدولية، تجنبا لإثارة غضب سفير ما أو تلقي عقوبة مالية شخصية".

وأشار الى أن الضائقة المالية التي يعاني منها البعض، في ظل انقطاع الإمدادات المالية التي كانت تصله من إحدى الدول الخليجية، تفسر مواقفه السياسية، وتنقله من عاصمة الى أخرى بحثا عن تمويل، الى جانب محاولاته الفاشلة للتحريض على دولة شقيقة، وهو لم يخرج في ذلك عن مسيرته السياسية الحافلة بالانقلابات والمؤامرات والتقلبات حتى بات مثلا يحتذى في ذلك".

وقال: "في ظل وجود مدعي الحياد ومعتادي التقلب، لسنا نأمل من هذه الحكومة سوى بالقليل الذي يحققه بعض الوزراء بمبادرات شخصية، على الرغم مما يتعرضون له من عقبات من بعض زملائهم الرافضين لأي شكل من أشكال الإصلاح ويتمسكون بموظفين فاسدين ويدافعون عن ترقيات غير مستحقة ويعرقلون التعيينات المطلوبة، ليضيعوا فرصة إصلاحية على الوطن الذي عانى طوال سنوات من سياسة المحسوبيات والهدر".

ودعا الى "التأمل بما تشهده الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية عدة من انهيارات اقتصادية وإفلاسات، وما لذلك من ارتباط بالهجمة الغربية على ثروات المنطقة، تحت ستار الثورات، ما يثبت أطماع هذه الدول غير المبالية بالديمقراطية وبالإصلاحات، بل اللاهثة وراء مصالحها الاقتصادية".

وقال: "هنيئا للمبشرين بالربيع العربي بهذه الأنظمة التي تنشأ، وبالعودة الى الأصوليات التي تشكل نموذجا لما تعده الولايات المتحدة الأميركية لهذه المنطقة، مستخدمة الأمم المتحدة التي باتت أداة طيعة في يدها"، مشيرا الى "أن الأنظمة العربية الجديدة أسوأ من سابقاتها ولو أنها تلتقي معها في الخضوع المشين للادارة الأميركية".

أضاف: "يبدو بعض الغرب كالوحش الجائع الذي يريد أن يفترس المنطقة التي تحفل بالطرائد السهلة وبالصيادين الذين يبيعون بلادهم من أجل وعد بمنصب، ولم يكن ينقص المشهد سوى توجيهات ووعود هيلاري كلينتون التي، وإن احتفلت بما تعتبره نصرا ليبيا، فلن تلقى سوى الخيبة حين تدير وجهها المتجهم نحو دمشق".

وسأل: "هل يملك أي من أعضاء الوفد العربي الذي زار دمشق القدرة على أن يحرك في بلاده عشر عدد المتظاهرين الذين رأيناه في المدن السورية متضامنا مع رئيسه؟ وهل سينفع توعد السيدة كلينتون وتحذيرات رئيس الحكومة القطري في تخويف هذه الجماهير؟".
وأكد "أن الشعب السوري قال كلمته ووجه، عبر التجمعات المليونية في أكثر من مدينة، رسالة الى جميع المتآمرين عليه، من ذوي القربى العرب كما من الغرب". ورأى "أن المؤامرة أوشكت على السقوط، حيث أثبتت سوريا، مرة جديدة، أنها أقوى مما كتب ويكتب لها في بعض عواصم القرار وأن الشعب السوري وجيشه وقيادته السياسية هم أقوى من إدارات غربية ثبت أنها لا تعرف طبيعة أبناء البلد ولم تعثر سوى على قلة أثارت الفوضى والنعرات الطائفية".

ولفت الى أن "تعامل بعض الإعلام العربي والغربي مع الأحداث الجارية في سوريا، وتعاميه عن الحشود غير المسبوقة للشعب السوري التي قالت "لا للتدخل الأجنبي"، يشكل نموذجا معيبا عن استخدام هذا الإعلام لغايات سياسية دنيئة، في وقت يتم فيه تصوير تجمعات محدودة على أنها ثورة شعب ويتحول القاتل الى ضحية وتوضع لوائح العار من قبل مرتكبي العار أنفسهم".

ودعا المبشرين بسقوط الرئيس بشار الأسد، والذين يؤجلون الموعد شهرا بعد آخر، الى قراءة التاريخ الحافل بالمؤامرات التي استهدفت سوريا والتي سقطت على بوابة دمشق، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد كما في العهد الحالي، والى التمعن في كيفية تحول المتآمرين الى مفاوضين ثم الى أصدقاء، في وقت نجد في مشهد السقوط المريع لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة أكثر من عبرة". واكد لمن يتوعد بعدم العودة الى لبنان إلا عن طريق دمشق، بأن إقامته ستطول كثيرا.

وختم متوجها الى المتآمرين على سوريا، في الداخل اللبناني وفي بعض الدول العربية والغربية بالقول: "سوريا بخير، طمنونا عنكم".  

السابق
اي عيد يتقاسمه أبناء أمة محمد ؟
التالي
سلاح المخيّمات:تنظيمه صعب ونزعه مستحيل