يواصل أكثر من 15 خبيراً وفنياً فرنسياً، بمعاونة عدد من العمال المنتدبين من المديرية العامة للآثار أعمال التنقيب في عدد من المواقع الرئيسية الأثرية في صور، لا سيما موقع الآثار البحرية، وموقع الآثار الصليبية على تخوم الحارة القديمة للمدينة.
أعمال الحفريات والتنقيب، التي تنفذها البعثة برئاسة الخبير الأثري بيار لوي غاتيه، وتجري للسنة الرابعة على التوالي، وتستمر لشهر كامل، تسعى بشكل أساسي إلى التدقيق في تاريخ الفترات والمراحل التي مرت على صور، ووظيفة المواقع العائدة إلى فترات وحقبات تاريخية يمتد بعضها إلى أكثر من ألفي سنة. وقد أسفرت أعمال التنقيب الجارية في موقع الكاتدرائية الصليبية حتى اليوم، إلى اكتشاف جدران حجرية تعود إلى مبنى يعود إلى المرحلة الفاطمية والعباسية. وكان سبق للمديرية العامة للآثار أن قامت بأعمال مماثلة في المنطقة ذاتها، قبل أكثر من أربعين سنة، ولم ينشر عنها إلا القليل، بالإضافة إلى قيام بعثة أثرية ألمانية في القرن التاسع عشر، بالتنقيب في المنطقة، للبحث عن رفات الأمبراطور الألماني برابوسا، الذي قتل في الحروب الصليبية، ويعتقد أنه دفن في الموقع، ولم يعثر حينها على شيء.
كما تؤكد البعثة الفرنسية، التي تقوم بأعمال تنقيب وحفريات في موقع الآثار البحرية أن الحمام الروماني، وما يعرف بالحلبة، في الموقع المذكور، هو عبارة عن طريق لمبنى رياضي واحد. ويوضح مسؤول المواقع الأثرية في الجنوب علي بدوي أن "الأعمال القائمة تجري ضمن مشروع، وفقا لخرائط المديرية العامة للآثار، والمتعلقة بترميم المواقع الأثرية"، مؤكدا على أهمية المكتشفات "التي تعطي تدقيقاً إضافياً في المحطات والمراحل التاريخية للمواقع الأثرية في صور".
