لأجل الفقير، سأصوت لجعيتا

أعلم أن مدونتي هذه ستثير موجات غضب و إستنفار في صفوف العديدين، لكنّي لا أستطيع أن أتحمل حجم “لبننة” الأحداث و الإستحقاقات اللإقليمية و العالمية، فمن بعد “لبننة” الثورات و التحركات العربية و تفصيلها على قياس مصالح الأطراف و فلسفاتهم، أتى الآن دور الإستحقاقات العالمية التي ستساهم في رفع إسم لبنان، و بدل من النظر إليها عالميا”، ينظر إليه بمنظور أضيق من زواريب الأحياء المهمشة في بعض مدننا و قرانا.

منذ فترة و أنا أطالع الأسباب لرفض التصويت لصالح المغارة العجيبة بفعل الطبيعة لا أيادي البشر، مرة يرفض التصويت لأجل طلاب اللبنانية، فكيف يجتمع أهل السياسة و الفن، أصحاب الحكمة و الكياسة على دعم معلم سياحي و يتركون الطالب بلا علم!، بالمبدأ، مع الطلاب كل الحق، فها هو عامهم يضيع و لا من يسأل، و لكن، ما ذنب جعيتا؟ أليست هي ضحية أستغلال أهل السياسة أيضا”؟ ألا تحرم من حقها بمجرد تدخل السياسيين في دعمها؟ إذا خسرت جعيتا ينتفع الطالب أم تنتقص فرص عمل كانت زيادة نسبة السيّاح لتساعده؟..لأجل طالب اللبنانية، سأصوت لجعيتا الضحية مثله.

كيف لي أن لا أصوت لجعيتا و هي القادرة على كسر أنوف اللصوص في مغارة الدولة و مؤسساتها؟128 لصّ و معهم 30 مقتنص حرامي، سيستشيطون غضبا” عند دخول المزيد من السياح، فهم من إحترف فن سرقة اللبناني، سيجد نفسه عاجزا” أمام إنتزاع فلس من الأجنبي، و كيف ذلك؟ هل سيدفع الأجنبي الوافد ضرائب كهرباء و ماء و ما إلى هنالك؟ من سينتفع بالأحرى من توافد المزيد من الناس إلى وطننا؟ وطن جهّز ليتحمل 4 ملايين فقط، بمطار قدرته الإستيعابية لا تفوق ال 7 ملايين، حيث تغييب قوانين السير و الدعاية و الإعلان في بلد تشكل الخدمات عصب إقتصاده، عند دخول المغارة عالم السبع عجائب، ستوضع الدولة تحت المجهر الدولي، فتمسي مجبرة على مراعاة كل أساليب التمدن و الحضارة كي لا تخسر سياحها، عدا عن دعم القطاعات الأخرى، فزيادة السياح تعني زيادة الإستهلاك، مما يعني تزايد عدد المصانع و التي بدورها ستوظف يدا” عاملة جديدة و توفر فرص عمل، فإذن من المستفيد من ربح المغارة؟ أليس سائق التكسي، الفنادق، المقاهي، المطاعم، المحال التجارية و حتى بائع الورد الصغير على الطرقات؟ أليس من حقنا مساعدتهم و دعم جعيتا؟ لأجل الفقراء، سأصوت لجعيتا.. من منّا لا يعرف من يستثمر المغارة؟ أتعرفون أنها بعهدة شركة أجنبية رخص لها في زمن الحريري الأب على يدّ عدو الطبيعة و أبو الكسارات نقولا فتّوش؟ ألا تستحق هذه المغارة تأميمها و المطالبة بإسترجاعها خاصة مع نهاية فترة العقد المبرم؟ أليس الوقت مناسبا” للتمسك بها و سحبها من يد الشركة الأجنبية التي تهيمن عليها من أكثر من عشرين سنة؟ لقد حان! لنسحب جعيتا من بازار المزايدات و الإستغلال السياسي و الإنتفاعي للبعض، نحو جعلها صرحا” عالميا” للوحة الطبيعة الفنية، و لجعيتا شقيقات، بعد نجاحها، ستجبر الدولة على فك الحصار عنهن و إبعاد شبح الإهمال المخيم فوقهم.. لأجل إعادة جعيتا لنا، فلنصوت لفوزها…

ماذا لو رشح فيلم “هلأ لوين” لجائزة عالمية، سنختلف أيضاً على التصويت؟ ألم يشاهده الجميع؟ حاولت أن أربط بين المغارة و سلسلة الأزمات اليومية التي تكاد أن لا تنتهي في لبنان، من كهرباء إلى غلاء معيشة إلى ما لا يستطيع على إحصائه عقل و منطق، رأيت أماكن تعدّ عجائب لبنانية أكثر من جعيتا، عجائب ميّزها عن جعيتا أن الإنسان صانعها، كجبل صيدا القريب من البحر، حي السلم و فقره، أو أي طريق مهمل أو نهر ملوث، هذه عجائب نعم، لكن لبنانية لا عالمية، صنعناها نحن، و ها نحن نظلم جعيتا لأجلها، الإستحقاق اليوم عالمي لا لبناني فقط.. فلننتبه، لو قدّر لي لما إنتخبت غير اللبناني عجيبة، الذي إن لم يجد شيئا” يقاتله، يهاجم نفسه.. و تبقى التي رشرش.. جامعة للبنانيين بعد فشل مغارتهم في ذ 

السابق
إنفجار قنبلة يدوية بسيارة عمر الشبلي من تيار المستقبل بالقرعون
التالي
الحريري عزى اردوغان بضحايا الزلزال وأكد وقوفه الى جانب تركيا في هذا الظرف العصيب