البناء: جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.. وترقيات الضباط تنتظر تقرير شربل

بقي الوضع الداخلي مشغولاً بمفاعيل المواقف الكبيرة والمهمة التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أول من أمس والتي شكلت خارطة طريق سياسية على المستويين اللبناني والإقليمي، وفتحت الآفاق نحو إمكانية إسقاط المشروع الأميركي ـ "الإسرائيلي" على صعيد المنطقة واستهدافات هذا المشروع.
لكن فريق "14 آذار" وكعادته حاول الدخول من بعض المواقف التي أعلنها السيد نصرالله خاصة في ما يتعلق بتأكيد المؤكد ورفضه أي تمويل من خزينة الدولة للمحكمة الدولية، وقوله إن من شكّلها عليه أن يمولها، وبالتالي فالذي يريد تمويلها فعليه أن يمولها من جيبه.
وقد حاول هذا الفريق التصويب على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، سعياً وراء إحراجه وصولاً لإخراجه من الحكومة، وهذا ما تراهن عليه المعارضة الجديدة منذ أن شُكّلت الحكومة الحالية وجرى إسقاط حكومة الرئيس السابق سعد الحريري.
وفيما تغيب الحركة السياسية عن الوضع السياسي الداخلي لإنشغال المسؤولين بالمشاركة في التعزية بوفاة ولي العهد السعودي، تتجه الأنظار نحو الزيارة التي ستقوم بها اللجنة العربية إلى سورية اليوم والتي كان شكلها المؤتمر الأخير لوزراء الخارجية العرب للتشاور مع القيادة السورية وفي المقدمة الرئيس بشار الأسد بموضوع الحوار بين الدولة والمعارضة السورية.

جلستان الأسبوع المقبل
وفي الوقت الذي بات فيه من شبه المحسوم أن لا جلسة لمجلس الوزراء اليوم، بسبب غياب بعض الوزراء الذين منهم من رافق الرئيس سليمان إلى الرياض، والبعض الآخر في زيارات خارج البلاد، أشارت مصادر مقربة من بعبدا إلى أن مجلس الوزراء سيعقد الأسبوع المقبل جلستين متتاليتين يومي الثلاثاء في بعبدا والأربعاء في السراي الحكومي، وذلك قبل عطلة عيد الأضحى لمتابعة ما تبقى من بنود على جدول أعمال الجلسة السابقة.
ولم تحسم هذه المصادر أن يطرح أي من الملفات الساخنة على طاولة البحث خلال الجلستين سواء ما يتعلق منها بتمويل المحكمة أم بالتعيينات وموضوع الترقيات.
وفي خصوص موضوع المحكمة، قالت هذه المصادر، إن كلام السيد حسن نصرالله الأخير كان واضحاً لجهة حسم مسألة رفض التمويل، ومن هنا، فإن الموضوع لن يطرح على الطاولة ما لم يكن هناك من تصور واضح لحل معين لهذه المسألة سواء أكان ذلك إيجاباً أم سلباً.

ونفت هذه المصادر علمها بأي تصور يُعمَل له، أقله إلى الآن، خارج مجلس الوزراء.
أما في ما يتعلق بالتعيينات جددت المصادر القول، بأن ملفات عديدة تحضّر في هذا السياق، إلا أنه من المستبعد أن تطرح خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي موضوع ترقيات الضباط، لفتت المصادر إلى أن مجلس الوزراء ينتظر توضيحاً مفصلاً من وزير الداخلية مروان شربل يتناول البعد القانوني لهذه المسألة بعد سلسلة المواقف التي طاولت هذا الملف.

تهويل أميركي 
وأمس حاول مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جايك والاس الذي يزور لبنان ابتزاز القيادات المعنية في موضوع المحكمة من خلال الدعوة المتكررة الى "التزام لبنان بتمويل المحكمة".
وأفادت السفارة الأميركية في بيروت في بيان لها أن والاس شدد خلال لقاءاته على حاجة لبنان الى تلبية جميع التزاماته الدولية بما فيها تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والتعاون معها. كما أكد مجدداً وجهة النظر الأميركية بأنه من الأهمية بمكان ضمان بأن لا يخلق عدم الاستقرار في سورية توتراً في لبنان.

عون يجدد رفضه للتمويل
وفي هذا السياق، أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون أننا "لسنا فريقاً باتفاقية لدفع المال للمحكمة"، مشيراً إلى أنه "إذا دفعنا أو لم ندفع فالمحكمة ستستمر ونحن لسنا ضد العدالة ولكن نحن ضد التمويل لأن لا مبرر لذلك". وأضاف: "نحن مع المحكمة إذا مرت بالأسلوب الدستوري"، موضحاً أن "أي اتفاقية دولية يجب أن تمر بواسطة رئيس الجمهورية ويرسلها إلى مجلس النواب".
ولفت بعد اجتماع التكتل الأسبوعي، إلى أننا "لا نواجه أحداً لكن المجتمع الدولي يواجهنا وأي إجراء بحقنا نعتبره تعسفياً اعتباطياً جائراً لأن لا إلزام علينا بموضوع تمويل المحكمة".

ابتزاز "المستقبل"
من جهتها، حاولت كتلة "المستقبل" النيابية بعد اجتماعها أمس برئاسة فؤاد السنيورة، ابتزاز رئيس الحكومة بموضوع المحكمة وطالبته "بإعلان موقف من المحكمة الدولية دون التباس وليس الاكتفاء بإطلاق الوعود الفارغة"!
واستهجنت الكتلة ما زعمته عن موقف حزب الله من المحكمة، معتبرة "أنه يدفع بلبنان لأن يصبح مشكوكاً بصدقيته وهذا الموقف يؤثر في علاقة لبنان مع الآخرين".

زيارة اللجنة إلى دمشق
أما على صعيد الوضع في سورية، فمن المقرر أن تقوم اللجنة العربية التي يرأسها وزير خارجية قطر بزيارة دمشق اليوم بعد أن كانت اجتمعت أمس في قطر للتداول في القضايا التي ستطرحها مع القيادة السورية.

وترحيب من السفير أحمد
وقد رحب مندوب سورية لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة يوسف أحمد بنائب رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في دمشق، باعتباره رئيساً لوفد اللجنة الوزارية العربية المعنية بحل الأزمة السورية والذي يزور سورية غداً (اليوم).
وأشار أحمد في حديث إلى صحيفة "الرأي" الكويتية إلى أن "دمشق تفتح أبوابها لأي مسؤول أو قيادة عربية". 

تداعيات سحب السفير فورد
إلى ذلك، استمرت تداعيات الموقف الابتزازي الذي لجأت إليه الإدارة الأميركية باستدعاء سفيرها في دمشق روبرت فورد للتشاور، حيث بدا واضحاً أن واشنطن تسعى من وراء ذلك إلى الضغط على دمشق في سبيل ترك السفير فورد "يتدخل كما يشاء في الشؤون السورية الداخلية" بعد أن كانت سورية طلبت منه الالتزام بالمواثيق الدولية التي تحدد عمل السفراء والدبلوماسيين.
الخارجية الأميركية
وقد أعلنت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أن واشنطن لم تسحب أو تستدع سفيرها في دمشق روبرت فورد وفقاً لما أوردته بالخطأ بعض وسائل الإعلام، لكنها طلبت منه القدوم إلى واشنطن لإجراء مشاورات عن كيفية رؤيته للوضع في دمشق، ونريد أن نقدم له قليلاً من الوقت للراحة، ونتوقع عودته إلى دمشق بعد ذلك.
وفي ما يتعلق بالسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، وما إذا كان قد أبلغ واشنطن بأنه قد استدعي أو أعيد إلى دمشق، قالت نولاند: "على حد علمي، فإنه لم يبلغنا بأنه قد طلب منه أيضاً العودة إلى الوطن لإجراء مشاورات".
كذلك نقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر في السفارة الأميركية في دمشق انه "جرى استحضار السفير فورد إلى واشنطن في إجازة، وذلك بعد تهديد حقيقي لسلامته، ولا نستطيع في هذه اللحظة أن نحدد موعد عودته، إذ إن ذلك يتعلق بظروف سلامته في دمشق".

وأكدت المصادر أنه "لا توجد أي خلفيات سياسية وراء الإجازة وإنما هي فقط لدواع أمنية وجاءت على خلفية زيادة حملة التحريض ضده في وسائل الإعلام المحلية".
… ومزاعم أميركية
وفي محاولة مفضوحة لإرضاء فريق "14 آذار" الذي يلجأ الى التحريض ضد سورية، استنكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر ما وصفه بالتوغل السوري في الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أنه "خلال الاسابيع الماضية تبين أن القوات السورية دخلت الأراضي اللبنانية"، داعياً دمشق إلى احترام سيادة لبنان.
وأضاف: "نحن أيضاً قلقون للغاية من المؤشرات بشأن تعرض منشقين سوريين للاعتقال، وربما للقتل خلال عمليات قرب الحدود" مع لبنان.

مواقف من الداخل السوري
في المجال ذاته، اتهمت منظمة "العفو الدولية" الحكومة السورية بتحويل المستشفيات العامة إلى "أدوات للتعذيب والقمع" في سعيها الى القضاء على المعارضة وملاحقتها".
وفي المواقف أيضاً، رحّب تيار "بناء الدولة السورية" المعارض بمبادرة الجامعة العربية وبزيارة الوفد الوزاري المكلف بمتابعتها إلى دمشق.
ودعا في بيان صحافي نشرته وكالة "UPI" إلى "ضرورة إيجاد مكتب دائم لوفد المبادرة العربية لمتابعة تنفيذ ما يُتّفق عليه، وأن يكون لهذا المكتب حرية التنقل والتواجد في كل المناطق السورية، وبالأخص مناطق الاحتجاج، بهدف مراقبة المجريات على الأرض والتواصل مع الأطراف كافة".

من جهته، طالب ما يسمى "المجلس الوطني السوري" الجامعة العربية بحماية المدنيين، أن أمن السوريين ووحدتهم الوطنية حق وواجب على بقية الدول في الجامعة العربية، وحمّل الجامعة مسؤولية العمل على صون هذا الحق والدفاع عنه".
وزعم أن "ما يتطلبه الوضع السوري هو توفير المناخ المناسب للبدء بعملية الانتقال السلمي للسلطة، وبناء نظام ديمقراطي تعددي".
وفي الشأن الأمني قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" التابع لمعارضة الخارج أن سبعة جنود بينهم ضابط قتلوا أمس في هجوم شنه مسلحون على قافلة عسكرية في محافظة ادلب.
من جهتها، زعمت قناة "أخبار المستقبل" في إطار بث الأكاذيب أن قوات الأمن السورية أطلقت النار عشوائياً على المتظاهرين في حمص.  

السابق
كتلة المستقبل طالبت حكومة ميقاتي بإعلان موقفها من المحكمة دون التباس
التالي
في مكانه !!