اعتصام تضامني لطلاب اللبنانية أمام السرايا

«لسنا بورطة، ومقتنعون بما نفعله، ومطالبنا محقة ولن نتراجع عنها»، رسالة بعث رئيس الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية شربل كفوري في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر الرابطة، الى «كل من يهمه الأمر»، وشدد على أن الإضراب المفتوح في الجامعة سيستمر في حال لم يتم التجاوب مع مطالب الأساتذة في إقرار سلسلة الرتب والرواتب المرفوعة الى مجلس الوزراء. وأكد أن «الطلاب هم طلابنا وركيزة الجامعة، وهم الى جانب أساتذتهم للضغط على الحكومة لعدم المماطلة».

وجاء موقف كفوري متسلحا بتأييد طلاب الجامعة اللبنانية المستقلين، الذين حضرت مجموعة منهم الى مقر الرابطة للإعلان عن دعمهم لأساتذتهم، قبيل بدء تنفيذ اعتصامهم في ساحة رياض الصلح، حيث تحول مقر الرابطة الى ورشة عمل للطلاب لكتابة اللافتات المؤيدة لإضراب الأساتذة، ولمطالبة الحكومة في الإسراع في إنهاء القضية للعودة الى مقاعد الدراسة.
ولم ينف كفوري حصول بعض التقدم في المفاوضات بين الرابطة وبين رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم العالي، «لكن العروض ما زالت دون المطلوب».
وأشار الى أن اللقاء مع رئيس الحكومة ووزير التربية مساء أمس الأول «تجلّى بالصراحة التامة والإصرار من قبل الهيئة على الوصول الى الحقوق العادلة التي ترضي الأساتذة.. وقد أعلن رئيس الحكومة بصراحة أنه سيضع مشروع القانون على جدول أعمال مجلس الوزراء فور جهوزه».
وعلمت «السفير» أن اجتماعا متوقعا اليوم بين وفد مصغر من الرابطة ووزير التربية والتعليم العالي حسان دياب لوضع النقاط على حروف «الأزمة» القائمة، بعدما لاحت بوادر حلحلة إيجابية في خلال الساعات الماضية، يتوقع أن تترجم «إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها» الى توافق يتم بموجبه رفع السلسلة بعد إجراء بعض التعديلات عليها الى الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، ويوافق عليها المجلس ويرسلها الى مجلس النواب.
المؤتمر الصحافي
وبانتظار الإيجابيات، أوضح كفوري في المؤتمر أنه عندما أعلنت الرابطة الإضراب «لم يكن في تصوِّرنا أنه سيستمر طويلاً اعتقاداً منا أن الدولة ستسارع إلى التجاوب مع مطالب أساتذة الجامعة، ليس لأنهم أصحاب حق فقط كما أقروا في مجلس الوزراء، بل أيضا بناء على ما أكده رئيس الجمهورية، إذ اعتبر أن الجامعة والجيش والقضاء هم ركائز الوطن وترجمة ذلك يكون بدعم الجامعة اللبنانية وتطويرها عبر رفدها بالطاقات العلمية الجديدة التي لم يعد يستهويها العمل في الجامعة اللبنانية نظراً لضآلة الرواتب من جهة، ولانعدام الاستقرار الوظيفي من جهة أخرى».
أضاف: «اكتشفنا للأسف كم كنا على خطأ، فقد أحسنّّا الظن بالحكومة، لكنها لم تكن على قدر كاف من المسؤولية والإدراك للدور المطلوب منها كراعية للجامعة، ومسؤولة عن تأمين جودة التعليم عبر تأمين الجهاز البشري المتخصص».
وبعدما ذكّر بالاتصالات السابقة، والمواقف المؤيدة للأساتذة في مطلبهم، قال كفوري: «أصيب الأساتذة بالخيبة تلو الأخرى، خاصة بعد التطمينات التي لمستها الرابطة من رئيس الحكومة وعدد كبير من الوزراء الذين اعترفوا بأحقية السلسلة التي حظيت بتوقيع وزير التربية والتعليم العالي ودفاعه عنها، وقد أكد مجلس الوزراء أحقية السلسلة لكنه رحَّلها الى لجنة وزارية لم تلتق الرابطة سوى مرة واحدة. وعلى الرغم من الكلام الجميل والمنمّق الذي سمعناه فإن العروض المادية لم تكن على المستوى المطلوب، بل كانت زهيدة جداً، لا تتوافق وخصوصية الأستاذ الجامعي، كما أنها لا تلبي الحد الأدنى من طموحاته ومتطلبات موقعه». 
وأشار الى ان «الصدمة الكبرى كانت بمقاربة المسؤولين الخاطئة، والدخول في باب البازار والمساومات، وليس أقلها محاولة انتزاع بعض المكتسبات التي حصل عليها الأساتذة بفعل نضالاتهم الطويلة، وفي مقدمها سلسلة الرواتب الخاصة بهم والتي تعتبر من خصوصياتهم. ولا نذيع سراً إذا قلنا إن أي تعديل لا يحترم قاعدة المساواة والتلازم التي كانت سائدة لن يكون ملبيا لطموحات الأساتذة بما يدفعهم إلى العودة إلى قاعات التدريس والمختبرات في كليات الجامعة ومعاهدها التي هجروها بعد إعلان الإضراب ووقفوا الى جانب أداتهم النقابية يدعمونها في تحركها ويلبوا نداءها بالتجمع والاعتصام كلما دعت الحاجة لذلك».

وتوجه الى الطلاب قائلا: «لقد كنتم دوماً حجر الزاوية في بناء الجامعة وتطويرها، إننا نتفهم معاناتكم وندرك مدى الضرر الذي لحق بالعديد منكم ونثمِّن عالياً تضامنكم مع الأساتذة، وقد أظهرتم خلال لقائكم الهيئة التنفيذية عن وعي كبير وإدراك واسع لمشاكل الجامعة وتحديد ما تعانيه من نقص للأساتذة في عدد من الاختصاصات، كما أبديتم الاستعداد الكامل للمشاركة في أي تحرك تدعو إليه الرابطة».
وأكد كفوري «إن الرابطة لا تستهتر بحقوق الطلاب ولن تقبل بأن يكونوا ضحية المماطلة ولن ندعهم يخسرون عامهم الجامعي، ونتعهد بالعمل مع إدارة الجامعة للتعويض عن هذا التأخير عبر جدولة خاصة للعام الجامعي الجديد».
ولفت الى أن الرابطة ستعمل على خطين متوازيين، من جهة ستقوم بتكثيف الاتصالات مع وزير التربية والتعليم العالي بناء على توجيهات الرئيس نجيب ميقاتي للوصول بأسرع وقت للحلول المحقة التي تلبي طموحات الأساتذة بعد المعاناة الطويلة، كما أن الهيئة التنفيذية ستناقش مع مجلس المندوبين، الذي يعقد الساعة العاشرة من قبل صباح غد الخميس، الخطة المطلوبة للتحرك والتصعيد في المرحلة المقبلة على ضوء مستجدات الحوار القائم مع الحكومة.
الاعتصام الطلابي

وعلى وقع هتافات «الحكومة المنظومة مش دارية بحقوقي.. والعام الدراسي منو لعبة كراسي»، أعتصمت مجموعات من الطلاب المستقلين من مختلف كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية بعد ظهر أمس في ساحة رياض الصلح، رافعين سلسلة شعارات تطالب بدعم جامعتهم، منها «الجامعة اللبنانية عجيبة الدنيا الثامنة.. ادعموها»، و«يا شعبي قوم وطالب مع المعلم والطالب، من دون قوة وحدتنا ما بنحقق مطالب».
وشارك في الاعتصام رئيس مجلس المندوبين في الرابطة د. وسيم حجازي، ود. شفيق شعيب ممثلا الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين، وعدد من أساتذة الجامعة، للتأكيد على وحدة الموقف.
وتلا الطالب حسين سمور بياناً باسم الطلاب المستقلين في الجامعة، أكد فيه أن الجامعة الوطنية بنيت بتضحيات الشعب، وسندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة ليس فقط من أجلنا، بل أيضا من أجل أولادنا وأحفادنا ولن نتوانى عن تقديم التضحيات في سبيل المحافظة عليها وتطويرها.

وقال: «أتينا من فروع الجامعة كافة لنقول لحكومة «كلنا للعمل» إننا نريد العودة الى مقاعد الدراسة، أعطوا الأساتذة حقوقهم المحقة فورا، فلم يعد يتحمل العام الدراسي التأخير أكثر». وسأل الحكومة عن سبب التأخير في تعيين العمداء الأصليين وتشكيل مجلس الجامعة، وما وراء هذا التأخير؟ ودعا الى تعيين العمداء فوراً وتشكيل مجلس الجامعة ورفع موازنتها. واستدرك «صحيح أن الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية التقصير الحاصل، وإننا لا نحمل الحكومة الحالية وحدها المسؤولية، ولكن الحكومة الحالية هي الجهة المعنية اليوم للتوجه إليها».

وألقى حجازي كلمة الرابطة وقال: «ما نراه من تضامن من الطلاب مع أساتذتهم هو دليل عافية وأمل بمستقبل واعد، وأن الجامعة ستبقى كما أرادها أهلها في المراتب الأولى التي تقدم المعرفة». وأعتبر إضراب الطلاب مع أساتذتهم هو مسؤولية الحكومة في عدم الإسراع في إعطاء الأساتذة حقوقهم للبدء بالعام الدراسي الجديد وبدء الدورة الثانية». اعتبر «الأساتذة المستقلون الديموقراطيون في الجامعة اللبنانية» في بيان، ان إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية هو، في معناه العميق، دفاع عن حق أبناء اللبنانيين- وبخاصة ذوي الدخل المحدود – بالترقي الاجتماعي من خلال الحصول على التعليم العالي وبجودة تعليم عالية». وعدّد البيان الخدمات التي تؤمنها الجامعة للاقتصاد الوطني، ولفت الى ان «مطلب أساتذة الجامعة هو الإصلاح والنهضة لهذه المؤسسة الوطنية، ومدخل ذلك إقرار سلسلة الرتب والرواتب المرفوعة، مع إنصاف المتقاعدين فيها. والطلاب مدعوون للدفاع عن جامعتهم والتحرك مع أساتذتهم».  

السابق
مجدلاني: لحوار عنوانه سلاح حزب الله بإشراف الجامعةالعربية
التالي
للضرورة أحكام : جنبلاط و8 اذار